في يونيو 2019، أعلنت السلطات في الصين، أن منصة لتداول العملات الرقمية المشفرة تدعى Plus Token متورطة في عملية احتيال واسعة، شملت أكثر من 200 مستثمر، تحصلت منهم على أموال بلغت قيمتها نحو ملياري دولار.
بعدها مباشرة خرج رجل يدعى "ليو" عرف عن نفسه بأنه الرئيس التنفيذي لـ "بلس توكين". يطمأن المستثمرين
وقال: "كل شيء على ما يرام"، ثم لم يظهر بعدها مرة أخرى.
تقول شركة Chainalysis وهي شركة تحليلات مالية تتقصى المعاملات غير المشروعة بالعملات المشفرة، ويعمل فيها عملاء فيدراليون، ومقرها نيويورك: ما فعلته شركة "بلس توكين" يندرج تحت ما يسمى بـ"مخطط بونزي".
مخطط بونزي شبيه إلى حد بعيد بالتسويق الشبكي، نظام بيع هرمي يعد بتحقيق أرباح ضخمة، ويُمول المشروع نفسه من رأس المال المستثمر. ويستمر تدفق الأموال حتى يحدث ما يسمى بفقاعة المضاربة.
وتنكشف الخدعة ..
وفقا لنفس الشركة فإن عمليات الاحتيال باستخدام العملات المشفرة عبر الإنترنت بلغ في 2019 حوالي 4 مليارات دولار ما يتجاوز مجموع 2017 و2018 معًا، والتي وصلت فيها قيمة الاحتيالات 3 مليارات دولار.
مخططات بونزي للاحتيال بالعملات المشفرة لم تكن موجودة قبل 2017، لكن بحلول 2018 أصبحت أحد أكثر أدوات الاحتيال عبر الإنترنت. مسؤولة وحدها عن حوالي 90% من الأموال المسروقة حول العالم.
ووفقا لـ"كيم جراويز" مسؤول الأبحاث في شركة تشايناليز، فإن سوق الاحتيال بمخططات بونزي، يشهد نموًا هائلا وأصبح أكثر تطورًا وأكبر حجمًا.
بعد وصول سعر البيتكوين الواحد لـ 20 ألف دولار في 2017، وجد المستثمرون فرصة ذهبية لتحقيق الأرباح مع توقعات بأنه سيحل محل الدولار، إضافة إلى عدم خبرة الكثير من المستثمرين، والذين سمعوا قصصا عن ثروات البيتكوين وإيهامهم بأنهم قادرون على الثراء السريع،
ووفقا لـ"كرستوفر بانكزوفسكي" الوكيل الخاص بمصلحة الإيرادات الداخلية والمتخصص في جرائم العملات الرقمية، فالمحتالون يستغلون تلك السذاجة بشكل ممتاز.
لكن كما يتوقع الخبراء، في النهاية لابد أن يقود الأمر إلى فقاعة ضخمة.
المتهمون لم يفوتوا شيئًا. صمموا الموقع بدقة واحترافية، ثم نظموا لقاءات ومؤتمرات منفصلة، وقدموا شابا روسيا أشقر يدعى "ليو" على أنه الرئيس التنفيذي للشركة المزعومة،
تم تعريفه على أنه مطور سابق في مجال الذكاء الاصطناعي في شركة "جوجل" وأيضًا بالمستثمر لدى الأسرة المالكة في بريطانيا.
ولتعزيز هذا الادعاء نشر المتهمون على موقعهم صورة لـ"ليو" في حفل استقبال خيري مع الأمير تشارلز في لندن في 2019.
يحصل المستثمرون على الأموال بالفعل في أول أسابيع، وبعد ارتفاع الرصيد يتحجج القائمون على الموقع والمواقع المشابهة بأن تقاضي الأباح مباشرة لم يكن جزءًا من الاتفاق.
وتستمر المماطلة حتى يمل المستثمر.
وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن تداول البيتكوين بهذه الطريقة يستهدف 3 جرائم :الاحتيال وطلب الفدية وتمويل الإرهاب.
ما سبق أنفق عليه 6 مليارات دولار من 2017 وحتى 2019.
وفقا لوول ستريت جورنال، بالإضافة إلى بلس توكين، يوجد العديد من الشركات التي تعمل بنفس الطريقة لكن مجالها أصغر من بلس توكين بكثير، مثل cryptoinvestments247، وتتتبع "تشيناليز حاليا معاملات بقيمة 180 ألف بيتكوين و6.4 مليون عملة إيثريوم