كلكتا الهندية، والتي تعد أكبر رابع مدينة في الهند، والتي تقع بالجهة الشرقية للهند “على الشاطئ الخاص بخليج البنغال” تحديدًا، سنتعرف على ما يتعلق بهذه المدينة خلال فقرات موضوعنا اليوم.

نبذة عن مدينة كلكتا

دولة هندية تقع على شاطئ خليج البنغال، قدر عدد سكانها عام 2001 ميلاديًا بحوالي 4.580.544 نسمة، وذلك بمساحة تقدر بـ 104 كم ²، وهو ما نتج عنه انفجار سكاني بمدينة كلكتا، وبسبب وجود عجز بالغ بمساكن المدينة خاصةً بِأحيائها الفقيرة، تم اتخاذ الطرق كمكان للسكن.

يقوم ساكني المدينة باستخدام اللغة البنغالية للحديث كلغة رسمية، إلى جانب حوالي 60 لغة إضافية متنوعة متداولة لديهم، إلا أن عدد المتحدثين بهذه اللغات قليل للغاية.

يقدر حوالي 80% من سكان مدينة كلكتا كَمعتنقي للديانة الهندوسية كديانة رسمية لهم، ويقدر حوالي 15% من سكان مدينة كلكتا كمُعتنقي للديانة الإسلامية، أنا الـ 5% المتبقيّين من السكان فَيعتنقون ديانات أخرى كالمسيحية، السيخية، والبوذية.

اقتصاد المدينة

يتميز اقتصاد المدينة بتعدد الصناعات التي يقوم عليها، فنرى اقتصاد كلكتا يقوم على الكثير من صناعات الهواتف الذكية والجوالات التكنولوجية، الأحذية، منتجات الاستهلاك المختلفة، وكذلك صناعات الهندوسية التي تهدف إلى خدمة ديانة الهندوس وكل شخص يتعبها، إلى جانب كل هذا؛ تعد مدينة كلكتا أحد أماكن تعدين الحديد، البترول ، الفحم الحجري، والمنجنيز بالهند.

يوجد في مدينة كلكتا ميناء لخدمة ما يقدر بحوالي 10% من تجارة المدينة الخارجية فحسب، إلى جانب احتواء المدينة على عدد لا بأس به من المصارف الأجنبية، وكذلك مقر مخصص لرئاسة الغرفة التجارية بالهند، ومع كافة هذه الصناعات وعمليات التجارة؛ لم تنجح المدينة أبدًا من الفرار من فخ البطالة وعواقبها، وهو ما ترتب عليه هجرة السكان واغترابهم بالعديد من مختلف دول العالم لمحاربة هذه المشكلة، التصدي لها، وتحقيق الكسب المادي الملائم لهم.

التعليم في مدينة كلكتا

يستدل من التعليم بالمدينة على مدى ازدهارها وتقدمها، حيث تكثر المراكز العلمية والمراكز المخصصة للأبحاث والدراسات الحديثة بالمدينة، إلى جانب عدد 3 جامعات تم تأسيسها لتعلم اللغات المختلفة، وتبادل الثقافات، واكتساب المعرفة والعلم، هذه الجامعات هي: جامعة جادفبور؛ والتي تعد أفضل الجامعات الموجودة على مستوى الهند عامةً، حيث تتولى الريادة بعلوم الهندسة ومجالات إجراء البحث العلمي والتدريب العملي، إلى جانب تطورها ونموها الدائم في كل ما يتعلق بتطورات كلية العلوم العلمية. جامعة رابندرا، وجامعة راجيندرا بهاراتي.

تاريخ المدينة

أنشئت المدينة عام 1960 ميلاديًا، وذلك تحت إشراف يد إنجليزية لشركة تعرف باسم شركة الهند الشرقية، و في عام 1773 ميلاديًا تم اتخاذ مدينة كلكتا عاصمة رئيسية للهند، إلا أنه تم التخلي عنها كعاصمة في عام 1912 ميلاديًا؛ ليتم اتخاذ مدينة دلهي عاصمة بديلة لها، وهذا بفضل الموقع المتميز الذي تحتلّه وسط البلاد.

عاصرت مدينة كلكتا واحدة من أعنف المعارك وأشدها قسوة بين الهندوس والمسلمين في عام 1946 ميلاديًا، وذلك نتيجة لاختلاف الديانات.

طرق إدارة مدينة كلكتا

تخضع المدينة للإدارة من قبل عدة وكالات حكومية، حيث تقوم المؤسسة البلدية بكلكتا بالإشراف على بنية المدينة التحتية وتولي مسؤولية الأحياء الموجودة بها، والتي يبلغ عددها 16 حيًا، على أن تضم هذه الأحياء قرابة 145 جناحًا، ويتم إجراء انتخابات لكل جناح لاختيار عضو لتمثيله بمؤسسة البلدية، كما تتولى الشركة مسؤولية الصيانة للمدارس الحكومية المدعمة، الطرق، أسواق البلدية، والمستشفيات، إلى جانب مسؤولية التخطيط الحضري.

تقوم الشركة بتأدية الوظائف الخاصة بها عبر المجلس الخاص بالبلدية، والذي يتكون من كل من: رئيس البلدية، نائبه، وعدد عشرة أعضاء يتم اختيارهم وفقًا لانتخابات، وتتضمن الوظائف الخاصة بالمؤسسة: الصرف الصحي، إمدادات المياه، الإدارة الخاصة بالنفايات الصلبة، تنظيم المباني، ومد الشوارع بالإضاءة اللازمة.

تشرف الهيئة الحضرية لمدينة كلكتا على المنطقة الحضرية بها، ويقصد بها التكتل الحضري الموجود بالمدينة، وتعد هذه الهيئة هي المسؤول الأول والأخير عن مهام التخطيط الحضري، والجدير بالذكر أنه عام 2014م كانت مدينة كلكتا هي أولى المدن من حيث الممارسات الخاصة بالإدارة والحكم بدولة الهند.

ويقوم الميناء النهري الخاص بالمدينة بإدارة الصندوق الخاص بمدينة كلكتا، ويوجد بالمدينة منصب شرفي ألا وهو “شريف كلكتا” والذي يتولى رئاسة عدد من المؤتمرات والمناسبات التي تتعلق بالمدينة.

تعد كلكتا المقر الخاص للجمعية التشريعية بولاية البنغال بالغرب، و”المحكمة الخاصة بكلكتا العليا”، و “سكرتارية الدولة”، ويوجد عدد كبير من المؤسسات الحكومية والمؤسسات بوجه عام بمنتصف المدينة أو وسطها، وتعد المحكمة العليا الخاصة بكلكتا هي أقدم المحاكم العليا من حيث الوجود بدولة الهند، يسبقها من حيث الأقدمية المحكمة العليا للقضاء، والتي توجد بِفورت ويليام، والتي تم تأسيسها عام 1774 ميلاديًا.

ومن الأمور التي تميز المحكمة العليا بكلكتا هو وجود سلطة قضائية على الولاية الخاصة بغرب البنغال، ونيكوبار، والاقليم الخاص باتحاد جزر أندامان، وتقوم الوزارة الخاصة بالمشروع الداخلية في ولاية غرب بنغاليا بالإشراف على الشرطة الخاصة بمدينة كلكتا والتي يترأّسها مفوض الشرطة، وتجري منطقة كلكتا انتخابات لاختيار عدد 2 عضو بالمجلس الخاص بالنواب الهندي لوك سابها، وعدد 11 ممثلًا في المجلس التشريعي.

خدمات مدينة كلكتا

تزود المؤسسة الخاصة ببلدية المدينة بمياه آدمية للشرب من نهر “هوغلي” حيث يتم معالجة مياه النهر هذه قبل الشرب وتنقيتها بمحطة مخصصة للضخ تقع بمنطقة شمال بارجانس وتعرف بمحطة بالتا، ويتم نقل ما يعادل 4 آلاف طن يوميًا من النفايات إلى المكبات الخاصة بالإغراق في شرق المدينة “دابا” بالتحديد، مع معاناة بعض أجزاء المدينة من الصرف الصحي السيء غير المناسب، وهو ما ينتج عنه التخلص بصورة غير صحية من أي نفايات موجودة.

تتيح الشركة الخاصة بالتوريدات الكهربائية والتي توجد بالمدينة كافة حاجة المدينة من الطاقة الكهربائية، وهي من الشركات الخاصة، ويقوم المجلس الخاص بالكهرباء بتزويد الولاية الغربية البنغالية كافة أجزاء الضواحي بالكهرباء، وتقوم الوكالة الخاصة بخدمة الإطفاء بمنطقة غرب بنغاليا التابعة للحكومة كافة الخدمات الخاصة بالإطفاء.

يتم تقديم الخدمات الخاصة بالهواتف من قبل شركة “بهارات سانشار نيجام” وهي شركة حكومية محدودة، إلى جانب عدد من الشركات الخاصة الأخرى والتي منها: بهارتي إيرتل، فودافون، آيديا سيليولار، اتصالات ريلانس، تاتا دوكومو، أيرسيل، تاتا تيلي، إم تي إس إنديا، وفيرجن موبايل.

تعد كلكتا أولى المدن الهندية من حيث تقديم الخدمات الخاصة بالجيل الرابع، وقد بلغ إجمالي النسبة التي تستهلك الإنترنت وفقًا للنطاق العريض ما يعادل 7% من إجمالي البلاد ككل، ومن مقدمي خدمات الإنترنت وفقًا للنطاق العريض كل من “ايرتل”، “سيفي”، و “ريلاينس”.

المؤسسات الدبلوماسية والعسكرية

تعد المدينة مركز القيادة الشرقية لجيش دولة الهند، وهي واحدة من أكبر المدن الهندية، أكبر مدن شرق وشمال شرق الهند، تقوم المدينة باستضافة البعثات الدبلوماسية للكثير من البلدان التي تتضمن؛ أستراليا، كندا، بوتان، بنجلاديش، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، جمهورية الصين الشعبية، ألمانيا، اليابان، نيبال، ميانمار، سريلانكا، روسيا، تايلاند، سويسرا، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وتعتبر القنصلية الأمريكية بمدينة كلكتا هي ثاني قنصلية أمريكية تابعة لوزارة الخارجية من حيث الأقدمية، حيث يرجع تاريخها ليوم 19 نوفمبر 1792، وتضم المدينة تمثيل دبلوماسي يفوق 65 منظمة دولية ودولة، تتضمن؛ مكاتب قنصلية فخرية، مكاتب قنصلية، أقسام اقتصادية، مراكز ثقافية، ومكاتب تمثيل تجارية.