كورونا لا يزال بعيدا: ثلاث مرات في التاريخ نجونا من الانقراض بأعجوبة | الحكاية في دقائق

كورونا لا يزال بعيدا: ثلاث مرات في التاريخ نجونا من الانقراض بأعجوبة | الحكاية في دقائق

27 Feb 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط
العلماء متخوفون من فشل البشرية في احتواء فيروس كورونا الجديد. بعضهم يقول إنه قد يضرب ما يصل إلى 70% من مجموع سكان الأرض. هل تتخيلون ما يعني ذلك؟
نعم. من بين كل 10 أشخاص تعرفهم، اثنان فقط - بجانبك - قد يملكون فرص النجاة، بينما البقية سيتعرضون للإصابة الحتمية.. المؤشر خطير؟ قد يحمل علامة اقتراب البشرية من نهايتها؟
حتى لو حدث ذلك، لن تكون المرة الأولى.. واجهنا شبح الانقراض أكثر من مرة.. وسيناريو الوباء العالمي هو أحد الأشكال التي يتخيل العلماء أننا سنواجهها مستقبلًا.. واصل القراءة لتعرف المزيد.
الانقراض البشري هو النهاية الافتراضية لوجود البشر على الأرض. قد يحدث هذا نتيجة صنع الإنسان نفسه أو لأسباب طبيعية بالكامل.
يوما ما ستتوسع الشمس لتبتلع الأرض بعد حوالي 7.5 مليار سنة، أو حتى بعد مليار ونصف عام، الوقت المحدد من قبل العلماء لاستنزاف كل سبل دعم الحياة على الأرض،
حتى لو حققت البشرية التكنولوجيا اللازمة للبحث عن حياة على كوكب آخر. يومًا ما سيصل الكون إلى نهايته ولن يصلح لك أي كوكب آخر.
يقول عالم الفيزياء والفلك الأمريكي جيه ريتشارد جوت، إن فرص انقراض الإنسان خلال 780 ألف عام، تصل إلى 95%.
السيناريوهات المتوقعة للبشرية متعددة، لكن هذه أبرزها:
1/ الحرب النووية أو البيولوجية
2/ وباء عالمي: أوشكنا على ذلك عام 1918 بعد تفشي الانفلونزا الإسبانية أودت بحياة من 3 إلى 5% من سكان الكوكب. الأمر نفسه، بمعدل نسبي أعلى في أوروبا، حدث مع الموت الأسود في القرن الـ14
3/ تغير المناخ: قد يؤدي الاحترار العالمي إلى جعل الكوكب غير صالح للسكن، وفقا للتقديرات زادت نسبة الانبعاثات الكربونية أربعة أضعاف في المائة عام الأخيرة
4/ انخفاض أعداد المواليد: يقدر العلماء أنه إذا انخفض معدل الإنجاب للمستوى الياباني والألماني ستفنى البشرية حتما.
5/ كارثة جيولوجية أو فلكية: اصطدام جسم خارجي بالأرض أو ثوران بركاني فائق. وبعد مليار سنة من الآن سيزداد سطوع الشمس نتيجة نفص الهيدروجين مما سيزيد من حرارتها وتبخر المياه على سطح الكوكب، حينها سيكون مستوى الكربون منخفضا مما يقضي على حياة النباتات مصدرنا للأكسجين
6/ كثرة أعداد المواليد: عدد السكان يتزايد بسرعة رهيبة، يكفي أننا كنا مليار فقط في 1800 وارتفع الرقم إلى 2 مليار في 1930 والآن عددنا أكثر من 7 مليار.
يفترض مركز التنوع البيولوجي حدوث أزمة في نهاية المطاف، بعد أن تتجاوز أعداد البشر قدرة الاستدامة البيئية.
وفقا لدراسة نشرت في science عام 2014 فإن عدد البشر سيتجاوز 11 مليار بحلول عام 2100، ووفقا لـ"هانز روزلينج" الباحث والأكاديمية السويدي، فإن ذورة تحمل الأرض تقف عند 12 مليار نسمة.
7/ الذكاء الاصطناعي أو الهندسة الوراثية، قد يتم إعطاء الذكاء الاصطناعي قدرات قادرة على فناء البشرية. مثل حوادث النانو تكنلوجي على سبيل المثال قد تنتهي بتدير النظام البيئي للأرض. أما عن الهندسة الوراثية قد نستخدمها في تدميرنا بسهولة وأنتم تعرفون كيف.
أسلافنا موجودون منذ نحو ستة ملايين عام، بينما نحن، الهوموسابيان، من حوالي 200 ألف عام، طوال التاريخ المعروف للعلماء على الأرض واجهنا 3 حوادث اقتربنا فيها من الانقراض..
قبل 70 ألف عام، أوشك البشر على الانقراض.
في إحدى فترات التاريخ تراجعت أعدادنا إلى الحد الذي أوشكنا فيه على الانقراض، وفقا لعالم الأحياء بجامعة هارفارد إي ويلسون، وصل عدد البالغين القادرين على الإنجاب من البشر في تلك الفترة حوالي 1000 فرد فقط.
هل ترون كم كنا قريبيين من النهاية؟
بركان توبا في سومطرة باندونيسيا كان السبب الرئيسي في هذا الحادث، البركان كان كبيرا لدرجة أن الصخور المحطمة انتشرت على مسافة 650 ميلا، فما بالك بالأبخرة والغازات في الهواء. يقول العلماء إنها حجبت الشمس 6 سنوات كاملة ومنعت الأمطار الموسمية..
وتسببت في انخفاض درجة الحرارة بمقدار 20 درجة مئوية، ودخلت الأرض في العصر الجليدي الأول
حجم طبقة الرماد الناتجة عن البركان سمكها وصل 6 سم، لا يزال بإمكان العلماء وحتى الأشخاص العاديين رؤيتها في جميع أنحاء جنوب آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي وبحر الصين الجنوبي
بركان توبا كان أكبر ثوران بركاني شهدناه في التاريخ. كاد يقضي على "الهومو سابينس". لم يبق منا إلا 1000 قادرين على الإنجاب، استغرق الأمر 200 ألف عام كاملة للوصول إلى المليار الأول.
ولا ننسى الفضل الأول للزراعة في ذلك قبل 10 آلاف عام، بسببها تجاوزنا المطلوب بكثير.
لكننا عدنا لنستعد للانقراض التالي.
الأمر حديث نسبيا قبل 7 آلاف عام، أوشك البشر للمرة الثانية على الانقراض لكن هذه المرة بأيدينا نحن. وهي الفترة التي يطلق عليها العلماء "عنق الزجاجة للعصر الحجري الحديث". كانت أعداد البشر حينها تتراوح بين 5 مليون إلى 20 مليون شخص فقط.

أعداد الذكور كانت قليلة للغاية، في تلك الفترة كان هناك رجل واحد لكل 17 امرأة.

السبب في ذلك أيضا وفقا للعلماء، ما يطلقون عليه "تأثير المؤسس"، بمعنى أن الطريقة التي استوطن بها أجدادنا الأوائل المستوطنات الجديدة كانت فاعلة إلى حد كبير في ذلك. في تلك الفترة بدأوا يتحركون في مجموعات صغيرة وكل مجموعة تستوطن أرض جديدة.

تشكيل العشائر والمجموعات بتلك الطريقة أنشأة هوية قوية لتلك المجموعات، ما عزز بدوره الشعور بالفرقة والمنافسة بين العشائر بعضها بعضا. إضافة إلى محدودية الموارد ونشأة مفهوم الممتلكات ما جعل الغرباء غير مرحب بهم.

حوادث الاقتتال كانت تتم بشكل متكرر، حتى أن القبيلة المنتصرة تشرع في قتل باقي ذكور القبيلة الأخرى لضمان استمرار الهيمنة والسيطرة.

حوالي 9.5 مليون ذكر قتل في وقت كانت البشرية في حاجة ماسة لأي ذكر.

الأمر وصل ذروته قبل فترة وجيزة من ظهور الحضارة البشرية الأولى في سومريا قبل 4000 آلاف عام.

الآن نحن مستعدون للتهديد الثالث ..
عدد السكان في عام 1918 يشكل 28% مما أصبح عليه العدد اليوم، ولأن وباء الانفلونزا الإسبانية حصد أرواح حوالي 100 مليون شخص، فإن الرقم يعادل 350 مليون حاليا.
حصدت الانفلونزا الإسبانية 6% من سكان الكوكب، ولو استمر بنفس وتيرته حينها لقضى على البشرية في غضون أشهر قليلة. فـ الوباء فتاك أكثر بـ 25% من أي وباء آخر. وخفض أعمار البشر 12 عاما كاملة.
كان من ضحاياه المشهورين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، والرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، والملك ألفونسو الثالث عشر ملك إسبانيا.

الجهد العالمي الذي نشأ بسبب تفشي الوباء، كان المفتاح فيما بعد لاستعداد العالم لمواجهة أي أوبئة أخرى، مثلا H1N1 في 2009 على سبيل المثال.
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك