تُعد الكلى من الأعضاء المهمة في جسم الإنسان، ومن أهم أدوارها هو العمل على التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة، وإعادة امتصاص المواد الغذائية، ولهذا قد يتخوّف الناس من حدوث مشكلات فيها، وينتابهم الشك ما إذا كانت الكلى سليمة لديهم أم لا، لهذا سنوضّح كيف تستطيع التأكد من سلامتها مع ذكر عض المحاذير التي قد تشير لوجود مشكلة بالكليتين.
إذا كنت متخوف من سلامة الكليتين لديك، تستطيع أن تجري بعض الفحوصات التي تكشف وجود مشكلة بالكلى، وفي الأغلب ما يتم طلب تلك الفحوصات من قِبل الطبيب إذا استدعت الحالة ذلك، خصوصًا إذا كان الشخص مُعرّض للإصابة بأمراض الكلى، وذلك في الحالات الآتية:
– إصابته بداء السكري.
– المعاناة من ارتفاع ضغط الدم.
– وجود أمراض القلب.
– تاريخ عائلي من الفشل الكلوي.
تساهم اختبارات وظائف الكلى في المساعدة بتشخيص أمراض الكلى بمراحلها المبكرة مما يساهم في العلاج السريع للحالة، وتتضمن تلك الاختبارات: فحص البول، وتحاليل الدم.
– فحص الكرياتينين: يكشف هذا الفحص عن وجود اضطرابات بالكلى، فإذا كانت النسبة عند النساء أعلى من 1.2 مجم/ ديسيلتر و1.4 مجم/ ديسيلتر فذلك يشير لوجود مشكلة.
– اختبار نيتروجين اليوريا في الدم: إذا كانت النتيجة تتراوح بين 6 إلى 20 مجم/ ديسيلتر فإن ذلك معناه أن مستويات الدم طبيعية، ولكن في حالة ارتفاعها عن هذا الرقم فمعنى ذلك وجود مشكلة بالكلى.
– فحص تحليل معدل الترشيح الكبيبي: في حالة كانت نتيجة الإختبار 60 أو أكثر فتكون النتيجة طبيعية، ولكن إن قلّت عن 60 فهذا يشير إلى مرض الكلى، وفي حالة كونها 15 أو أقل فيشير ذلك إلى الإصابة بالفشل الكلوي.
تُستخدم اختبارات البول من أجل الكشف عما إذا كان البول يحتوي على بروتين الألبومين، فإذا كانت الكلى مصابة بمشكلة فإن هذا البروتين سيظهر في التحليل.
ويمكن عمل اختبار لقياس نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول، فإذا ظهرت النتيجة أقل من 30 ملليجرام لكل جرام فإنها تكون طبيعية، وإذا كانت أكثر من ذلك فإن الشخص يكون بحاجة إلى اختبار آخر.
بالطبع يجب ألا نغفل أن الطريقة الوحيدة التي تستطيع من خلالها التأكد من إصابتك بمرض الكلى هي الخضوع للاختبارات السابق ذكرها، ولكن يمكن أن تظهر عليك بعض العلامات التي تشير إلى احتمالية الإصابة، ويمكن أن يتضمن ذلك العلامات التالية:
إذا كنت تعاني من مشاكل حادة بالكلى، فإن ذلك سيؤدي بدوره إلى تراكم السموم بالدم، وبالتالي سيسبب هذا الأمر الإحساس بتعب وإرهاق وضعف في التركيز، كما يُمكن الإصابة لفقر الدم والذي ينتج عنه شعورًا بالضعف والتعب أيضًا.
هناك عدة تغيرات يمكن أن تلاحظها على البول وتكون إشارة لوجود مشكلة، وهي تشمل ما يلي:
– زيادة الحاجة للتبول: إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل سليم، فقد يؤدي هذا الأمر إلى زيادة حاجتك إلى التبول أكثر من المعتاد، وفي حالات أخرى قد تعاني من نفس العرض نتيجة الإصابة بعدوى المسالك البولية أو تضخم البروستاتا.
– ظهور دم في البول: وهو عرض يستوجب الفحص على الفور، فقد يكون علامة على أن الكلى فشلت في تنقية الفضلات من الدم، وبالتالي تتسرب بعض قطرات الدماء للبول، وفي حالات أخرى قد يشير هذا العرض للإصابة بورم أو وجود عدوى ما.
– البول الرغوي: إذا كان هناك مشكلة بالكلى، فإن بروتين الألبومين سيظهر في البول، وسيكون على هيئة فقاعات كثيرة بالبول تشبه الرغوة التي تراها عندما تقلّب البيض.
إذا كانت الكلى لا تقوم بوظيفتها بشكل جيد، فإن ذلك يتسبب في مواجهة الشخص صعوبات بالنوم، وكثيرًا ما يشاع بين المصابين بأمراض الكلى المزمنة المعاناة من انقطاع النفس النومي والذي يؤثر على جودة النوم.
يُعد انتفاخ العينين أحد النتائج التي تظهر على الشخص بسبب وجود الألبومين بالبول، ولهذا إذا كان هذا الانتفاخ موجودًا بشكل مستمر وليس هناك سبب واضح له، فقد يكون ذلك ناتج من مرض الكلى.
يؤدي ضعف الكلى إلى حدوث اختلال في توازن الكهارل، ومن بين الكهارل الموجودة بالجسم هما الكالسيوم والفوسفات، والتأثير عليهما يمكن أن يتسبب في المعاناة من تشنج العضلات.
تساهم الكلى في إنتاج خلايا الدم الحمراء من خلال هرمون يُدعى “هرمون الإريثروبويتين”، كما أنها تحافظ على كمية المعادن الموجودة بالدم وسلامة العظام، ففي حالة مرض الكلى تظهر أعراض على البشرة كالجفاف والحكة وذلك إشارة على عدم قدرة الكلى على ضبط المعادن والمغذيات بالجسم.
تتسبب مشاكل الكلى في احتباس الصوديوم، وهذا يؤدي إلى ظهور تورمات بالكاحلين والقدمين، ولكن في بعض الحالات قد تكون هذه التورمات علامة على مشاكل أخرى بالقلب أو الكبد.
إذا كنت تعاني من مرض كلى مزمن، فإن ذلك يؤثر على كافة أجساء الجسم، وقد تكون عرضة للمضاعفات التالية:
– ارتفاع خطر الإصابة من كسور العظام.
– الإصابة بأمراض القلب.
– احتباس سوائل بالجسم والتي قد تتسبب في الإصابة بضغط الدم المرتفع أو الوذمة الرئوية.
– انخفاض الرغبة الجنسية ووجود ضعف بالإنتصاب.
– حدوث خلل بالجهاز العصبي المركزي قد يتسبب في الإصابة بنوبات.
– زيادة العرضة للإصابة بالعدوى نتيجة لانخفاض الاستجابة المناعية.
– الإصابة بالتهاب التامور وهو عبارة عن تهيج يحدث بالغشاء الذي يحيط بالقلب.
– يمكن أن تصاب الكلى بمشاكل جسيمة تتطلب غسيل الكلى أو زرعها.
يُعد ارتفاع ضغط الدم أحد أسباب تلف الكلى، لذلك من الضروري معالجته ومتابعته مع الطبيب، وقد يساهم تغيير نمط الحياة من خلال النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة في ضبط ضغط الدم.
إذا كنت تعاني من مستويات مرتفعة من السكر بالدم، فإن ذلك قد يتسبب في ضيق وانسداد الأوعية الدموية بالكلى، ولهذا من المهم المحافظة على مستويات السكر بالدم من خلال النظام الغذائي المناسب والأدوية العلاجية.
يُعد التدخين واحد من العوامل القوية التي تتسبب في العديد من المشاكل الصحية المختلفة، فهو يؤثر بالسلب على عدة أعضاء بالجسم بما في ذلك الكليتين، لذلك عليك دائمًا ألا تهمل هذا الأمر، وتحاول التوقف عن تلك العادة السيئة سواء بمفردك أو بتدخل من الطبيب.
يجب ألا تتهاون في استعمال الكثير من الأدوية المسكنة للآلام التي يطلق عليها اسم “مضادات الالتهاب غير الستيرويدية”، فهي من عوامل الإصابة بمرض الكلى، خاصةً إذا كنت تستخدمها لفترات طويلة وبجرعات كبيرة؛ وذلك لأنها تضعف من تدفق الدم للكليتين وتضر بنسيج الكلى.
إن التحقق من صحتك هو أمر مهم، وكما ذكرنا في بداية المقال توجد بعض الفحوصات التي تكشف لك عن مرض الكلى، لذلك من المهم أن تحافظ على إجراء تلك الفحوصات بانتظام خاصةً إذا كنت معرض لخطر الإصابة بمشاكل الكليتين.