جاءت بعض آيات القرآن الكريم لتوضح كيف كان حال الأقدمين من الأمم السابقة، والتي كان منها الفراعنة، وقد وردت لعنة الفراعنة في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، وتتجلى لعنة الفراعنة في الحديث عن قصة سيدنا “موسى” عليه السلام، فلما جاء موسى يدعو قومه للإيمان وتوحيد الله سبحانه وتعالى، تصدى له فرعون وجنوده.
قال تعالى: ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ [هود: 96، 99].
وبعد أن تتبع فرعون وجنوده موسى ومن آمن معه إلى البحر ، جاءت حكمة الله سبحانه وتعالى في أن ينشق البحر ويعبر موسى والمؤمنون ، وعندما حاول فرعون العبور لم يتمكن وغرق هو وجنوده ملعونين إلى يوم القيامة.
قال تعالى: “إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ” [غافر:51-52].
توعد الله سبحانه وتعالى لفرعون بأنه سينجيه ببدنه ليكون عبرة وآية للأمم التتأتي من بعده.
يقول الحق سبحانه وتعالى: ” فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ” {يونس:92}
و انقلب السحر على الساحر، فبعد أن كان فرعون وقومه مشهورين بالسحر وإلقاء اللعنات، أصبح ملعونًا إلى يوم الدين.
يُشار إلى رمسيس الثاني بأنه هو نفسه فرعون الذي ذُكر في القرآن ولعنه الله سبحانه وتعالى.
ومازال جثمان فرعون باقٍ إلى يومنا هذا في أحد المتاحف المصرية، ليكون عبرة وعظة لكافة الأمم.
سبحان الله وتعالى فبعد أن كان فرعون هو الطاغية الذي يخشاه الجميع من حوله، أصبح جثة ملعونة عبرة لغيره.
لعنة الفراعنة هي الجملة التي يتم ترديدها كثيرًا لمنع النبش في مقابر الفراعنة وسرقة الآثار.
هناك الكثير من الأشخاص لا يعتقدون حقًا بوجود ما يُسمى لعنة الفراعنة ، وكانوا يعتبرونها مجرد أساطير.
ولكن المثير للدهشة هو ما قاله الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات المصري و وزير الآثار الأسبق، عن لعنة الفراعنة.
أشار دكتور زاهي حواس إلى أنه خلال محاولته لاكتشاف مقبرة الملكة كليوباترا تعرض للعنة أطلق عليها “لعنة كليوباترا”.
فقد وقع على رأسه حجر تسبب في فقدانه الوعي، وعندما ذهب إلى الطبيب أخبره بأنه يحتاج لعملية ضخمة في الجمجمة.
قام الدكتور زاهي حواس بإجراء تلك العملية في أمريكا، ولكن العملية لم تكن ناجحة واضطر لإعادتها مرة أخرى.
كما أشار الدكتور زاهي حواس إلى بعض الصعوبات التي واجهته خلال قيامه بفحص جثة توت عنخ آمون، حيث تعطل الجهاز المخصص للأشعة على الرغم من أنه كان جديدًا ، وبعد ذلك هبت عاصفة قوية جدًا وتعطل الفحص عدة أيام حتى نجح في إتمامه ، وأطلق على ما حدث لعنة الفراعنة.
ومن الغريب في اكتشاف مقبرة توت غنخ آمون أن عالم الآثار اللورد “كارنافرون” أُصيب بالحمى وتوفي بعد اكتشاف المقبرة عام 1922م، وقد كان اللورد واحدًا من مستكشفي المقبرة.
وكذلك واجه عالم الآثار الأمريكي “آرثر ميس” نفس المصير، حيث أُصيب بغيبوبة ولم يستيقظ مطلقًا حتى توفى.
ومن أغرب الحوادث التي نُسبت إلى لعنة الفراعنة هو حادث غرق السفينة تايتانيك.
أكد الناجون من حادث غرق السفينة على أن كان هناك تابوت لمومياء يتم نقله على ظهر السفينة.
وبعد البحث تبين أنها مومياء فرعونية للأميرة “آمن رع” ، والتي كان يتم نقلها من المتحف البريطاني إلى متحف نيويورك.
ترتبط المومياء بسلسلة من الحوادث الغريبة منذ اكتشافها لأول مرة في عام 1890م ، على يد العالم البريطاني دوغلاس موراي.
ذُكر أن دوغلاس باع المومياء إلى تاجر أمريكي، ولكنه تفاجئ عندما علم بموت التاجر وكل من ساعده في أخذ المومياء.
كما ذُكر أن كل من حاول وضع يده على تابوت المومياء، يُصاب ولده بمرض الحصبة ويموت خلال سبعة أيام.
ربط بعض المؤرخين بين موت الخليفة العباسي المأمون وبين إصابته بلعنة الفراعنة بعد قيامه بالبحث عن الآثار داخل الأهرامات.
ففي عام 820م سعى الخليفة المأمون لاكتشاف بعض كنوز الفراعنة التي قد تكون موجودة داخل حجرات الأهرامات.
أمر المأمون جنوده بتكسير بعد الأحجار في الهرم بعد أن فشل في إيجاد بوابة الدخول.
تمكن الجنود وبصحبتهم بعض العلماء والمهندسين من الدخول إلى الهرم وسارعوا في البحث عن الكنوز، ولكنهم لم يجدوا شيئًا.
حاول المأمون تعويض المستكشفين عن جهودهم فوضع لهم بعض الأحجار الذهبية في إحدى حجرات الهرم.
ولكن لم يمر عام واحد على هذا الأمر إلا وقد توفي المأمون ، تاركًا خلفه الكثير من التساؤلات.
أشار المؤرخون إلى أن سبب وفاة الخليفة المأمون هو إصابته بالحمى ولم يُعرف سبب الحمى إطلاقًا.
على الرغم من الأحداث التي نُسبت إلى لعنة الفراعنة ، إلا أن العلماء قد توصلوا لبعض التفسيرات العلمية لتلك الحوادث.
فقد نسب علماء الآثار الحوادث التي يُصادف وقوعها في المقابر الفرعونية أثناء استكشافها إلى قيام الفراعنة بصنع أفخاخ داخل المقبرة.
حيث اعتاد الفراعنة وضع الحشرات السامة وزراعة بعض الأعشاب والفطريات السامة، وكان المقصود بها منع السارقين من نهب المقابر.
نظرًا لكثرة الأحاديث حول لعنة الفراعنة ومحاولات تضخيم الأمور المتعلقة باستكشاف المقابر الفرعونية بواسطة الإعلام.
فقد حقق موقع ناشيونال جيوجرافيك في الأمر ، وسعى لإيجاد أسبابًا علمية خلف حوادث اكتشاف المقابر والآثار الفرعونية.
أكد موقع ناشيونال جيوجرافيك بصورة رسمية على أن لعنة الفراعنة هي في الأساس بيولوجية وليست نوعًا من السحر الأسود.
وبعد إجراء بعض الفحوصات والتحاليل على المومياوات التي تم اكتشافها ، توصل الباحثون إلى وجود نوع من البكتيريا والعفن.
أشار الباحثون إلى أن النوع المكتشف من البكتيريا يُسبب ضيق النفس و إصابة الشخص بنزيف رئوي حاد.
وقد أكد “بسام الشماع” وهو باحث فى علم المصريات وأُطلق عليه لقب “فارس التاريخ”، على وجود بكتيريا ضارة في جثمان المومياوات ، تلك البكتيريا تنتقل إلى أجسام المستكشفين و تُصيبهم بعدة مشكلات صحية.
كما أكدت الطبيبة هالة الحفناوي بعد أن قامت بفحص البكتيريا والعفن الموجود على الموميوات، أن تلك البكتيريا سببًا لانتقال العديد من الأمراض.
وبالتالي فقد أكدت هالة الحفناوي على إن لعنة الفراعنة لها أسباب علمية في أساسها وأن كل من توفى بعد استكشاف أي مقبرة فقد توفي من انتقال العدوى.
نسخة للطباعة