عاش الناس في لاهاي منذ آلاف السنين قبل تسميتها. وقد اكتشف علماء الآثار بقايا مستوطنات يعود تاريخها إلى 3800 قبل الميلاد. يمكن الآن العثور على بعض هذه القطع الأثرية الثمينة في Museon، وفي العديد من المتاحف في لاهاي وهناك يمكنك الرجوع بالزمن إلى الوراء واكتشاف التاريخ الملكي الغني للمدينة، حيث نهضت الممالك وسقطت، وولد القادة، وازدهر الفن والثقافة.
يمكن إرجاع ولادة لاهاي إلى القرن الثالث عشر، عندما اشترى الكونت فلوريس الرابع الأرض التي تقع عليها هولندا الآن كمناطق للصيد. وبعد وفاة فلوريس الرابع، خطط ابنه ويليام الثاني لتوسيع مكان الصيد إلى قصر ملكي. وعلى الرغم من وفاته قبل اكتماله، أصبحت هذه السلسلة من المباني في النهاية ما يعرف الآن باسم Binnenhof، وهي قلب الحكومة الهولندية. وفي هذا الوقت تقريبًا، وُلد الاسم الرسمي الأول للمدينة (دي هاغي).
منذ القرن الثالث عشر، كانت المدينة بمثابة مركز للسياسة في هولندا. على عكس المدن الكبرى الأخرى، ولم يكن بها جدران محصنة وكانت عرضة للهجوم. ولذلك خلال حرب الثمانين عامًا، الذي قاتل فيها الهولنديون من أجل الاستقلال عن إسبانيا، تعرضت لاهاي للنهب وسقطت في الفقر. وعلى الرغم من ذلك، ظلت نقطة مركزية للمقاومة، وأصبحت المقر الرسمي للسلطة السياسية الهولندية مرة أخرى في عام 1588.
بعد فترة وجيزة من استقلال هولندا، بدأ “العصر الذهبي” للبلاد. وهذا هو الوقت الذي ازدهرت فيه لاهاي، حيث عملت كمقر إقامة ومكان عمل لحكام الملاعب، الذين ساعدوا في حكم هولندا من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر. وكانت أيضًا مكانًا شهيرًا للعيش والعمل لكل من الأثرياء والطبقة العاملة، ومع ارتفاع عدد سكان لاهاي، زاد عدد القصور والأحياء والموانئ في المدينة.
لم تدم فترة السلام طويلاً، وسرعان ما اندفعت هولندا إلى حالة من الاضطراب: أدت الحروب النابليونية إلى إنشاء هولندا المتحدة، التي تتألف من كل من هولندا وبلجيكا الحديثة، وانتقلت العاصمة من لاهاي إلى أمستردام وبروكسل. انفصلت بلجيكا عن هولندا عام 1830، واستعادت لاهاي مرة أخرى مكانتها كقلب الحكومة الهولندية. بعد اتفاقيات لاهاي لعامي 1899 و 1907، أصبحت المدينة معروفة في جميع أنحاء العالم كعاصمة للعدالة الدولية.
خلال الحرب العالمية الثانية، استهدفت ألمانيا النازية لاهاي وهي تعرف الآن باسم معركة لاهاي، والتي وقعت قبل أربعة أيام فقط من قصف روتردام المدمر. فشلت ألمانيا النازية في خطتها الأولية، لكن مازلت لاهاي ما تعاني من أضرار جسيمة.
بعد الحرب، استمرت سمعة لاهاي في الازدهار كمكان اجتماع للقانون والنظام الدوليين. تأسست محكمة العدل الدولية في المدينة عام 1945، وعُقد اجتماع دولي آخر في لاهاي: كونغرس أوروبا، الذي اعتبر إحدى الخطوات الأولى نحو أوروبا الموحدة.
في هذه الأيام، لا تزال لاهاي قلب الحكومة الهولندية، وقاعدة قصور الملك السكنية والعمل. وقد اختارت العديد من شركات التمويل والاتصالات والتأمين لاهاي كمكان لعملياتها الدولية، وتملأ السفارات والمباني الحكومية شوارعها. منذ بداياتها المتواضعة كمكان للصيد، أصبحت لاهاي مركزًا للازدهار والسلام.
يمكن لهواة التاريخ والأماكن السياحية الغوص في تاريخ لاهاي الغني وسحرها في Binnenhof، واستكشاف وسط المدينة والاستمتاع بمباني العصور الوسطى الرائعة. ويمكنك التنزه على شواطئ Scheveningen والاستمتاع بهواء البحر المنعش.
تشتهر هولندا بهندستها المعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى، وأحد أهم المعالم السياحية في لاهاي هو قصر السلام. ويعد قصر السلام مركزًا للقانون والعدالة الدوليين، وهو المكان المثالي للاحتفال بالسلام والاستمتاع بالهندسة المعمارية الرائعة.
في مادورودام سوف تجد أكثر مناطق الجذب المتميزة في البلاد إلى المنمنمات بحجم بيت الدمى. إنها أيضًا تفاعلية حيث يمكن للأطفال إدارة شبكة Delta Works للسدود، والمصارف، والأقفال، وحواجز العواصف، وتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح أو معرفة المزيد عن القطارات. مادورودام ليست مخصصة للشباب فقط بل يمكن للجميع الاستمتاع به، حيث تحتوي على نماذج مصغرة للعجائب المعمارية مثل منزل ريتفيلد شرويدر في أوتريخت أو قاعة مدينة جودا.
بصفته قصر عمل الملك، فإن قصر Noor Deinde هو قصر عمل الملك، ولكنه تم بناء المبنى لأول مرة كمزرعة من القرون الوسطى، والتي تم تحويلها إلى سكن خاص في القرن السادس عشر. ولقد تغير المظهر عدة مرات على مر السنين.
تشمل Scheveningen جزءًا داخليًا كبيرًا من لاهاي، بما في ذلك الغابات المورقة و مادورودام ، والشواطئ التي تلفت الانتباه. والرصيف هو المكان الذي سوف تجد فيه معظم الأحداث على سبيل المثال: فهو يضم أسواقًا تقدم سلعًا يدوية الصنع ومناسبات خاصة وركوب الخيل والعديد من الأماكن للتسوق وتناول الطعام.
يمكنك الجمع بين حب الطبيعة وحب الفن من خلال زيارة بانوراما المسداج ، تقدم بانوراما أو لوحة أسطوانية في موقعها الأصلي. يصور البانوراما التي رسمها هندريك ويليم ميسداج ، منظرًا بزاوية 360 درجة للبحر والكثبان الرملية وقرية Scheveningen في القرن التاسع عشر. مع وجود تضاريس زائفة تحيط بقاعدة البانوراما، تجعلك تعتقد أنك سافرت عبر الزمن.
لا تكتمل الرحلة إلى لاهاي بدون زيارة Binnenhof، مجمع المباني الشهير الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى والذي يضم البرلمان الهولندي. يتضمن Binnenhof العديد من المعالم السياحية البارزة، بما في ذلك Ridder Zaal قصر القرن الثالث عشر الذي يعمل الآن كمكان اجتماع ملكي، و Hofvijver.
بنيت الحديقة لأول مرة في أوائل القرن العشرين من قبل السيدة ديزي، مالكة عقار Clingendael حيث تقع الحديقة، وأعيدت الجسور الصغيرة والفوانيس والجناح والعديد من النباتات من رحلاتها العديدة إلى اليابان.
يعد لانج فور هوت شارع مصمم على شكل حرف L، وتصطف على جانبيه أشجار الزيزفون المورقة التي زرعها الإمبراطور تشارلز الخامس، أحد أكثر الشوارع التاريخية في لاهاي. ومنذ قرون كانت المكان المفضل لرجال الدولة والنبلاء للعيش فيها. والآن، هو المكان الذي يذهب إليه الزوار لمشاهدة المنازل الفخمة، وحضور الأحداث والمهرجانات المشهورة عالميًا، واستكشاف أسواقها العديدة، والتعرف على السكان المحليين.
لن ترى العديد من ناطحات السحاب الشاهقة في لاهاي، لكن برج لاهاي ليس فقط أطول مبنى في لاهاي، ولكنه أحد أطول المباني في هولندا. وتم تصميم المبنى على غرار مبنى Flatiron في مدينة نيويورك، وهو يعتبر مشهد رائع مع نوافذ لامعة تعكس ضوء الشمس. ويوفر المنظر من الأعلى مناظر خلابة للمدينة.
لاهاي مدينة غنية بالطبيعة، ويُعد Westbroek Park الذي تم بناؤه في عشرينيات القرن الماضي، المكان المثالي للعب كرة القدم أو التنزه على العشب، أو يمكنك قضاء بعض الوقت للتجول في حديقة الورود الشهيرة في المنتزه. ويمكنك الاطلاع على مزيد من المعلومات من هنا.
نسخة للطباعة