ليون تروتسكي هو أحد أهم الشخصيات الثورية الروسية وهو مناظر سياسي شيوعي سوفيتي قوي، له دور رئيسي في الثورة الروسية عام 1917م، وهو مفوض الشؤون البحرية والعسكرية، يعتبر سياسي بارز في بداية الاتحاد السوفيتي، ولكن طرد من الحزب الشيوعي ورحل من الاتحاد السوفيتي أيضًا، قام بإنشاء الأممية الرابعة، حتى نفي إلى المكسيك، وسنذكر لك أهم المحطات في حياته حتى وفاته فتابع معنا.
ولد ليون تروتسكي في 26 أكتوبر من عام 1879م، وكان إسمه حين ولد، دافيدوفيتش برونشتاين، حيث ولد بالإمبراطورية الروسية في أوكرانيا.
كما أنه من عائلة يهودية الأصل، وكانوا من أصحاب العقارات، كان ليون تروتسكي عمره 8 سنوات عندما ذهب إلى المدرسة التي تقع في أوديسا.
كما أجاد اللغة الاوكرانية والروسية، بما في ذلك لهجة الإقليم الألماني الشمالي.
انتقل إلى نيكولاييف أوكرانيا، في عام 1897م، حيث كبر في مزرعة العائلة، حتى قضى آخر سنواته الدراسية، وخلال وجوده أعجب بالمدرسة الماركسية.
انضم ليون تروتسكي إلى جمعية ثورية بمدينة نيكولاييف الأوكرانية قبل تخرجه من المدرسة الثانوية عام 1896، بينما كانت تدعو هذه الجمعية إلى الأفكار الثورية بين العمال.
كما قام بالمشاركة في إنشاء اتحاد العمال في الجنوب الروسي، حتى تم إتهامه بالمشاركة في قيادة عدة مظاهرات إضراب للعمال، بالإضافة إلى طباعة الكتب الممنوعة في منطقة نيكولاييف.
وقضى ليون تروتسكي سنتين ونصف في السجن، ثم تم نفيه بعد ذلك حيث أمضى بدون محاكمة نحو أربع سنوات، في مقاطعة إركوتسك في سيبيريا.
تزوج في خلال فترة النفي من ألكسندرا سوكولوفسكي، وأنجب إبنتين، وأطلق عليهم زينا، ونيا.
وفي ذلك الوقت إشترك ليون مع مجموعة من الديمقراطيين والاشتراكيين الروس، وعمل كمحلل إجتماعي وأدبي وأيضاً معلق سياسي، كما عرف باسغم آنتي أوتو، كإسم مستعار له في سيبيريا.
قام ليون بالهروب من المنفى إلى خارج روسيا وأطلق على نفسه اسم تروتسكي، نسبة لاسم حارس السجن في سيبيريا، حيث انتقل إلى لندن تلبيةً لدعوة (لينين) وإنضم إلى لينين وأكسلرود وزاسوليتش وبتروزوف ومارتوف بمجموعة الماركسين الثورية.
انعقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي، وتم انعقاده الثاني في بروكسيل ولندن عام 1903، حيث إلتحق تروتسكي في وقتها بالحزب، والذي تم فيه الإنفصال التاريخي بين المنشفيك والبلاشفة.
انحاز تروتسكي المنشفيك لفترة ثم انشق عنهم، وأصبح مستقل بعد إتخاذه موقفاً بعدم الانحياز لأي من الطرفين، وخلال وجوده في باريس تعرف على زوجته الثانية، ناتاليا سيدوفا.
دعى ليون تروتسكي إلى إقامة الثورات المتتالية وأنشأ نظرية الثورات الدائمة، عام 1905م،لإشعالها في مختلف البلدان لتقوم ثورة عالمية، حيث أشاد فلاديمير لينين بمجهودات ليون تروتسكي الثورية.
وعلاوة على ذلك تم تعيينه عضوا في هيئة التحرير لصحيفة، إسكرا،(الشرارة).
كانت صحيفة، إسكرا، تنشر بين العمال الروس منشورات بشكل سري في كل من روسيا الكبرى.
إندلعت الثورة في روسيا في عام 1905م، ترأس ليون تروتسكي مجلس نواب العمال الواقع في مدينة سانت بطرسبرج، بعد عودته مباشرة إلى الإمبراطورية.
فشلت الثورة وتم القبض عليه في عام 1907م، وقامت المحكمة بإصدار حكمها والتي قضت بنفيه للمرة الثانية إلى سيبريا، بالإضافة إنتزاع كل ما يمتلكه من حقوق مدنية.
وأثناء تواجده في السجن كتب مقالة بعنوان، نتائج وتوقعات والتي لخص فيها نظريته فيما يخص الثورة الدائمة.
هرب ليون تروتسكي مرة أخرى وقضى الفترة من عام 1907م الى 1914م مع زوجته ناتاليا، وأولاده ليون وسيرجي في فيينا، كما إستطاع أن يصدر صحيفة، برافدا،(الحقيقة).
هاجر تروتسكي إلى سويسرا، وذلك بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى ثم الى فرنسا، حيث عمل في صحيفة يومية كمراسل يقوم بإصدارها بعض الليبراليون المتواجدون في روسيا، وقام بإصدار، ناشية سلوفو.
انعقد مؤتمر، زيمر ولد عام 1915م،الذي كان يدين بشدة الحرب العالمية وأنها حرب لا تصب في صالح الطبقات الفقيرة والعمال في كل البلاد، حيث أن تروتسكي كان مدعوًا لهذا المؤتمر.
وأثبتت دعوته وتأسيس الأممية الثالثة، معارضة للحرب، مما جعل هناك تقارب في الأفكار مع لينين بعد فترة من الخلافات بينهم قد وصلت لسنوات طويلة.
انتقل تروتسكي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ترحيل السلطات الفرنسية له إلى إسبانيا في عام 1916م، بسبب الموقف الموالي لألمانيا.
اتخذ ليون تروتسكي قرار العودة بعد أن قامت الثورة الروسية عام 1917م،ولكن تم إرساله وإحتجازه بسفينة بعض الألمان البحارة التجاريون، لكونه سياسي من الممكن أن يكون له تأثير سلبي على الأحداث في روسيا.
وأطلق سراحه بعد ذلك، بعد إرسال برقية إلى السلطات البريطانية من قبل الحكومة المؤقتة، بها طلب الإفراج عنه، بصفته مناضلا ضد القيصر،
وفي مايو عام 1917م، عاد ليون تروتسكي إلى روسيا، ولكن سرعان ما بدأ يعارض الحكومة المؤقتة، وأدى ذلك إلى إعتقاله وإتهامه بالتجسس لصالح ألمانيا، مثله مثل لينين وبعض أنصاره، مما أدى إلى إختفائهم وممارسة النشاطات السرية.
في شهر يوليو من عام 1917م، إنعقد مؤتمر الحزب الإشتراكي الديمقراطي الروسي السادس أو الحزب البلشفي، حيث تعاون كل من أنصار تروتسكي الذي كان سجيناً في سجن سانت بطرسبرج في هذا الوقت بتهمة التجسس، وبين أنصار لينين.
وانتخب ليكون عضواً في اللجنة المركزية للحزب البلشفي، ثم تم الإفراج عنه في 20 سبتمبر، بعد أن فشلت محاولات الإنقلاب.
وانتخب ليصبح رئيساً لمجلس نواب الجنود والعمال في سان بطرسبرج، حيث كان له دوراً بارزاً وأساسي في نجاح الإنقلاب على حكومة كيرينسكي.
قامت ثورة أكتوبر، وبعدها حصل ليون تروتسكي على منصب رئيس المجلس العسكري الثوري في جمهورية روسيا السوفيتية الإتحادية الإشتراكية وأيضا منصب وزير الحربية، كما سيطر البلاشفة على السلطة في سانت بطرسبرج.
ضاعف تروتسكي جهوده في إتخاذ خطوات لإستعادة قدرة الجيش الأحمر على القتال وتطوير كفاءته، التي فقدها من خلال إتفاقية السلام الإنفصالية مع ألمانيا.
كان ليون تروتسكي ممارسًا رئيسي لسياسة الإرهاب الأحمد اعتقاداً منه أنها وسيلة للحد من طبقات محكوم عليها بالموت إلى حد وصفه، كما عمل على تواجد صراعات طبقية على جميع الأصعدة.
سعى ليون تروتسكي دائماً على السيطرة على السلطة في الحزب والدولة أيضًا، ولكن لينين كان يحظى بالشعبية الأكبر في مرحلة الحرب الأهلية والثورة.
في عام 1924م بعد موت لينين بدأ الصراع بين تروتسكي وستالين من أجل السلطة حتى تمكن ستالين من الإتحاد مع كامينيف و زينوفيف بوخارين، كما استطاع عزل تروتسكي، وإفتعال الخلافات بينه وبين أنصاره.
إتهم ليون تروتسكي بتهمة النشاط المعادي للحزب، فتم إعفاءه من منصبه كعضو في الحزب البلشفي.
في عام 1926م تم خروجه من الإتحاد السوفيتي وتهجيره إلى تركيا، كما قام ستالين بإعدام بعض من أنصار تروتسكي في الحزب، حيث إعترفوا بما فعلوه، وذلك في ثلاثينات القرن الماضي
ونزعت الجنسية الإتحادية السوفيتية من ليون تروتسكي في عام 1932، ثم رحل إلى فرنسا ومن بعدها أنتقل إلى الدنمارك والنرويج وذلك في عام 1935.
قلقت الحكومة النرويجية من تأثير تروتسكي السلبي على تطور الأحداث الداخلية للبلاد، فصادرت مؤلفاته كلها، مما جعله يغادر البلاد، حرصاً على ألا يتم تسليمة للحكومة السوفيتية.
ومن بعدها أنتقل ليون تروتسكي إلى المكسيك، وكانت إقامته في بيت الفنان دييغو ريفيرا.
تم إغتيال تروتسكي في منزله بطعنه بقطعة من الجليد أدت إلى مقتله على يد قاتل اسمه رامون ميركادير، بأمر من ستالين.
نسخة للطباعة