مارسيل بروست هو روائي وكاتب فرنسي، أبوه مسيحي كاثوليكي وأمه من أصل يهودي، وعلى الرغم من تعميد مارسيل بالكنيسة، لكنه لم يعتمد الديانة المسيحية ولم يهتم بها، ويلاحظ الباحثين ميل بروست إلى الديانة اليهودية، طوال فترة حياته حتى وفاته لم يتزوج وهذا وراءه سبب قوي ولكنه ليس سرًا، فالكاتب نفسه لم يخجل أن يصرح عن السبب الذي منعه من الزواج، وسوف نتعرف في هذا المقال عن ملامح أكثر عن حياته وأهم أعماله ومؤلفاته الروائية.
اسمه بالكامل هو فالنتين لويس جورج أوجين مارسيل بروست، روائي وكاتب فرنسي.
كانت بداياته عندما التقى عام 1913م بأحد ملاك دور النشر الذي ساعده في عرض مجلده الأول.
وقد حمل مجلده الأول عنوان (Du Cote de chez Swann) وهذا المجلد واحد من ضمن ثلاثة مجلدات أخرى.
قام مارسيل بنشر أول عمل أدبي له في سنة 1896م تحت عنوان (Les Plaisirs et les jours)
وهو عبارة عن عدد من القطع النثرية والقصص القصيرة التي تقوم على وصف الموسيقيين والفنانين.
وفي عام 1918م أعلن عن مجلده الثاني بعنوان (في ظلال ربيع الفتيات)، والذي حاز عام 1919م على (جائزة غونكور).
وبعد ذلك تابع نشر العديد من المجلدات الأخرى، وكان مارسيل بروست يهتم دائما بإضافة الأقسام والفصول المختلفة للمجلد قبل نشره.
وبعد أن تدهورت الحالة الصحية لمارسيل، وشعر أن وفاته باتت قريبة، قام بإنهاء الرواية وتصحيح كافة النسخ وتنقيحها.
ولد مارسيل بروست في باريس في العاصمة الفرنسية بضاحية أوتيويل، وذلك في العاشر من شهر يوليو لسنة 1871م.
نشأ في أسرة راقية وهي إحدى الأسر من الطبقة الغنية الموجودة بالمجتمع، ووالده الدكتور أدريان بروست ووالدته الدكتورة جين ويل.
لم يكن مارسيل طفلًا هادئًا بل كان عصبيًا بشدة وضعيف، وقد تعرض في التاسعة من العمر إلى نوبة ربو خطيرة كادت أن تنهي حياته، ولكنه نجا منها بإعجوبة وكان ما زال له في العمر بقية.
تلقى تعليمه عام 1882م في مدرسة تدعي Lycee Condorcet، حتى أنهي كافة المراحل التعليمية المختلفة.
وبعد تخرجه انضم إلى صفوف الجيش الفرنسي لكي يقوم بتأدية خدمته العسكرية، وقام أيضًا بدراسة كل من الفلسفة والقانون.
كان مارسيل مشهورًا بين الجميع بقدرته الفائقة على الجدل فكان بارع جدًا في المناقشة، ويقوم بتقليد البعض بأسلوب ساخر.
لم يمر مارسيل بروست قصة حب مع إحدى الفتيات كغيره من الشباب في سنه، فهو لم يتزوج ولم يكون عائلة.
والسبب في ذلك أن مارسيل شاذ جنسيًا، ولم يكتفِ بكونه مثلي الجنس فقط، بل كان من المدافعين عن حقوق الشواذ.
وهو من رواد الكتاب في أوروبا الذين كتبوا عن الشذوذ والدفاع عن المثلية الجنسية وتبنى قضيتهم.
بدأ مارسيل في تأليف الروايات في وقت مبكر جدًا، فكانت لديه قدرة على التأليف وهو في المراحل الدراسية.
ومما ثقل موهبته الروائية إنه كتب بشكل أساسي عمود في إحدى الصحف، علاوة على كتابته في الجرائد والمجلات.
وبعد ذلك قام مارسيل بجمع كافة ما كتبه في هذه الجرائد والمجلات والعمود في كتاب تحت عنوان (المتع والأيام).
كان كتاب المتع والأيام واحد من الكتب المميزة لمارسيل بروست، فتم ترتيبه بشدة.
كما إنه يحتوى على عدد كبير من الرسومات المدهشة، بالإضافة إلى سعره البسيط.
وقد نشأ بروست في عائلة روائية فكان مثل أبويه روائي محترف أيضًا، وكان كثيرًا ما يساعدهم في كافة الترجمات والكتابات الخاصة بهم.
تعتبر رواية البحث عن الزمن المفقود أهم وأكبر الأعمال الروائية الخاصة بمارسيل بروست، وقد بدأ في تأليفها بالفرنسية سنة 1909م.
وهي عبارة عن عدة مجلدات تحمل اسم (البحث عن الزمن المفقود) ورقم المجلد، وهم سبعة مجلدات، عدد صفات هذه المجلدات يصل إلى حوالي 3200 صفحة.
وللأهيمة الكبرى لهذه المجلدات تمت ترجمتها إلى الكثير من اللغات المختلفة وصلت إلى نحو 4300 ترجمة حديثة في المكتبات.
قام المترجم سكوت مونكريف كورونا بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية بعنوان (ذكرى الأشياء الماضية).
كما قام بترجمة ست مجلدات كاملة تحت عنوان (الموت قبل القضاء على الماضي).
ولكن الترجمة الحديثة والموجودة حاليًا في المكتبات والتي تم تنقيحها تعتبر النسخة الاحترافية على مستوى العالم.
وساهمت هذه الرواية في شهرة واسعة وعالمية لـ مارسيل بروست وأطلق عليه غراهم برين في القرن العشرين لقب أعظم روائي.
لم يتمكن مارسيل من إكمال آخر 3 مجلدات من الرواية بسبب مرضه ووفاته، وقام أخيه بإكمالهم، وتم نشر المجلدات بعد موته.
وتعتبر رواية البحث عن المفقود للروائي والكاتب الفرنسي الراحل مارسيل بروست واحدة من أعظم الروايات في تاريخه.
فساهمت هذه الرواية في نقلة نوعية كبيرة لمارسيل، وكان لها شهرة واسعة وصيت عالي جدًا، فهي السبب في شهرة بروست إلى اليوم الحالي على الرغم من مرور 150 عام على وفاته.
رواية البحث عن الزمن الضائع أو المفقود وهي مكونة من سبعة مجلدات مختلفة وهم كالآتي:
المجلد الأول وهو يتحدث عن أحد جوانب منزل سوان.
المجلد الثاني بعنوان ظلال ربيع الفتيات.
أما المجلد الثالث بعنوان البحث عن الزمن المفقود.
المجلد الرابع بعنوان سودوم وعمورة.
المجلد الخامس بعنوان السجينة.
أما المجلد السادس فهو بعنوان الشاردة.
والمجلد السابع والأخير من هذه الرواية يحمل عنوان الزمن المستعاد.
وكتاب آخر بعنوان رسائل مارسيل بروست
ورواية غرام سوان.
تعرض مارسيل بروست للإصابة الشديدة بالتهابات في الشعب الهوائية أدت إلى الإصابة بالتهاب رئوي حاد.
اشتدت الحالة الصحية لبروست سوءًا ولم يتحسن ومات في الثامن عشر من شهر نوفمبر في سنة 1922م.
توفي قبل أن يكمل روايته ولكن شقيقه روبوت قام بإكمالها ونشرها بعد وفاته.
ومن أشهر أقوال الروائي مارسيل: “قد يبوح ويعبر الإنسان عن ما يدور في أفكاره ودواخله، ولكن لا يحدث هذا إلا في وقت معين يكون في الإنسان واقع تحت تأثير بعض المشاعر الاستثنائية”.
كان يحيط بالروائي مارسيل بروست هالة حول شخصيته تميزه وتعطيه بعدًا فريدًا، وكأنه ينتمي إلى العصور الباريسية البرجوازية العليا، وهي الصورة التي تنشر عنه في كتبه ومؤلفاته دائمًا.
ويعد هذا واحد من أبرز وأهم الأسباب التي جعلت جميع الباحثين من مختلف العصور والأزمنة يهتمون به وبشخصيته ودراسته.
تم تدريس السيرة الذاتية وأعمال مارسيل بروست في جامعات فرنسا بكليات الآداب، فهو ركن أساسي من الدراسة هناك.
والجدير بالذكر أنه في عام 2019م قبل انتشار فيروس كورونا مباشرة، تم إنشاء مؤتمر دولي في شهر نوفمبر في مدينة برلين، لمناقشة علاقة مارسيل بروست بالديانة اليهودية.
كما يوجد الكثير من الصفحات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك وانستجرام، تتناول حياة الروائي الراحل مارسيل بروست، وكتبه وندواته وما تمت مناقشته فيها.
حيث ينال مارسيل اهتمام عالمي من كافة دول العالم حتى الوقت الحالي؛ لما قدمه من روايات عظيمة.
نسخة للطباعة