أبرز نتائج المحاكمة، الاصطفاف الجمهوري خلف ترامب، فقد اتحد الحزب خلفه في دعوى العزل واستعدادًا للانتخابات المقبلة.
وجد ترامب نفسه معتمداً على مؤسسة حزبية موحدة، وأصبح في النهاية فخورًا بدعمها القوي.
إذا كان هناك شك قبل المحاكمة أن يصبح الحزب الجمهوري حزب ترامب، فقد تبدد خلال معركة العزل.
معركة العزل رفعت سقف الاستقطاب الموجود بالفعل في النظام السياسي الأمريكي. فعلى عكس دعاوى العزل السابقة للرئيسين نيكسون وكلينتون، كشف السجال هذه المرة عن انعدام أي أرضية مشتركة بين الطرفين.
وفي خضم مناقشات دعوى العزل بمجلس الشيوخ، وقع الرئيس ترامب اتفاقية تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، مما يعد أكبر إنجاز خلال ولايته. لكنه لم يدع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أو أي ممثل ديمقراط لحضور مراسم التوقيع، رغم حضور 70 جمهوريًا.
يتعهد بعض المشرعين بمحاولة سد هذه الفجوة بعد نهاية الأزمة. يقول السناتور الجمهوري جون باراسو، عضو فريق القيادة في مجلس الشيوخ: "نحتاج للعودة إلى العمل على الأمور التي نتفق عليها"، ويقترح البدء بمشروع قانون لتمويل الطرق السريعة الأمريكية ، لأن مثل هذه القوانين عادة ما تكون مهمة للحزبين.
دعوى العزل أمالت ميزان القوى داخل واشنطن نحو السلطة التنفيذية على حساب الكونجرس، فقد أكد الرئيس حقه في تعليق أموال المساعدات الأجنبية المخصصة لأوكرانيا، على الأقل مؤقتًا، ثم قاوم جميع محاولات مجلس النواب لاستدعاء الشهود أو طلب المستندات خلال التحقيقات.
دافع المشرعون من حزب ترامب عن حق الرئيس التنفيذي في مقاومة إشراف الكونجرس، وهي سابقة لن تُنسى.
يقول رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة براون
ويندي شيلر "ديمقراط" إن اللغز الحزبي الأوسع نطاقًا هو "كيف ولماذا أصبح الحزب الجمهوري الذي أمضى 50 عامًا في محاولة لتقليص نطاق الحكومة الفيدرالية شريكًا نشطًا في زيادة السلطة الرئاسية خارج نطاق الكونجرس أو حتى المحاكم؟".
دروس التاريخ كانت واضحة في دعاوى العزل:
- الدرس الأول أتى في 1974، حيث حاول الجمهوريون إنقاذ أنفسهم فأقنعوا نيسكون بالاستقالة، لكنهم تلقوا خسائر فادحة في انتخابات التجديد النصفي التالية.
- الدرس الثاني أتى مع محاولة عزل كلينتون في 1998، حين اتحد الجمهوريون في محاولة لعزل الرئيس المنتمي لحزب الديمقراط، ليفقدوا مواقعهم في الانتخابات التالية، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نيوت غينغريتش الذي خسر منصبه هو الآخر.
الجمهوريون تعلموا الدرس فلم يقفزوا من سفينة ترامب، والديمقراط لم يتعلموه فتوحدوا ضد رئيس ينتمي للحزب الآخر.
سيخرج ترامب من دعوى العزل دون أن يلحق الديمقراط أي أذى بصورته بين أنصاره المتحمسين في جميع أنحاء البلاد، بينما اصطف الجمهوريون خلفه، ليس فقط بسبب التماسك الحزبي، بل لأن ترامب ورقة رابحة، وفق محللين.
عندما يتعلق الأمر بترامب، يبدو أن الغالبية العظمى من الأمريكيين احتفظوا بمواقفهم من الرئيس منذ فترة طويلة، ولا يبدو أن أي حدث، بما في ذلك حدث مثير مثل دعوى العزل، قادر على تغيير ذلك.
قوة ترامب داخل الحزب الآن كافية لأن يشعر جميع المشرعين بالقلق من إمكانية إغضابه. وعلى الديمقراط كذلك أن يشعروا بالقلق لمصيرهم في انتخابات الكونجرس المقبلة.
عزل ترامب.. 3 مؤشرات سياسية مستجدة تقلق الديمقراط | قوائم في دقائق
ترامب أم الديمقراط.. من يدفع ثمن فاتورة محاولات عزل الرئيس؟ | س/ج في دقائق
مسرحيات شكسبير.. دليلك الأكثر عملية لفهم مساءلة ترامب | الحكاية في دقائق
4 اتهامات تطيح بترامب من البيض الأبيض.. هكذا سيبطلها الجمهوريون | س/ج في دقائق
تغريدات الانقلاب| ثغرة جديدة في مساءلة ترامب.. كيف يستغلها الجمهوريون؟ | س/ج في دقائق
ترامب يواجه محاولات عزله بإعلان “الحرب الشاملة” على الديمقراط | س/ ج في دقائق