ولد محمد سعيد الشمراني- من 21 عامًا- لأب أفنى عمره في العمل العسكري حتى متقاعد، من قبيلة شمران التي تسكن منطقتي عسير والحجاز في السعودية.
التحق الشمراني بسلاح الجو السعودي، قبل ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 2017، ضمن برنامج تدريبي تستضيفه قاعة بنساكولا الجوية في فلوريدا لتلقي تدريبات ابتدائية للطيران وأساسيات الملاحة الجوية بالإضافة إلى دراسة اللغة الإنجليزية.
نشر حساب على تويتر يحمل نفس اسم محمد الشمراني، تغريدة قبل ساعات من العملية وصف فيها الولايات المتحدة بأنها “أمة شريرة” لدعمها لإسرائيل، وقالت إحدى تغريداته الأخرى: “أنا لست ضدكم لأنكم فقط من الأمريكيين، أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم، أكرهكم لأنكم كل يوم تدعمون وتمولون وترتكبون جرائم ليس فقط ضد المسلمين بل ضد الإنسانية”.
وفي إحدى تغريداته نقل محمد الشمراني كلامًا عن زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، واذلك رجحت وكالة رويترز أنه قد يكون اقتنع بالفكر الراديكالي قبل تنفيذه العملية، وأكدت أن تويتر أغلق حسابه فور العملية.
قبل ليلة من تنفيذه العملية، حضر ثلاثة طلاب آخرين حفل عشاء استضافه الشمراني، وفيه عرض مقاطع فيديو عن حوادث إطلاق نار بشكل جماعي.
وعلى الرغم من منع غير الأمريكيين من شراء الأسلحة النارية، إلا أن الطالب السعودي استخدم ثغرة في القانون لشراء المسدس الذي استخدمه في الهجوم.
الشمراني استغل حصوله على رخصة صيد فقدمها لصالح المتجر لشراء مسدس Glock 45 9 ملم، مع عدة خزائن طلقات.
مفوض شرطة مقاطعة إسكامبيا، ديفيد مورغان، أفاد بأنه لا يزال من غير الواضح كيف تمكن من إدخال المسدس إلى القاعدة وفقًا للسطات، رغم أن ذلك غير مسموح داخلها.
القاعدة التي يدرس بها الشمراني تضم ما يقرب من 200 طالب من مختلف الجنسيات. والطلاب السعوديون والأمريكيون يحضرون التدريبات المبكرة نفسها قبل الانخراط في برامجهم الخاصة في وقت لاحق، وفقًا للتايمز.
الشمراني- الذي بدأ التدريبات في الولايات المتحدة في أغسطس 2017- أمضى أكثر من ثلثي مدة تدريبه، وكان مقررًا أن يختتم التدريب في أغسطس المقبل، حسبما صرح مسؤولون لوكالة أسوشيتد برس.
صباح يوم الجمعة 6 أغسطس، أطلق الشمراني النار داخل القاعدة في حوالي الساعة السادسة والنصف، وأسفر ذلك على مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ثمانية أشخاص بجروح، بينهم عنصران في الشرطة قاما بمواجهته ثم تصفيته.
في أعقاب العملية، اعتقلت السلطات الأمريكية 6 سعوديين، بينهم 3 شوهدوا يصورون الهجوم بأكمله، لكنها لم تحدد بعد طبيعة علاقتهم بالمهاجم، وما إذا كان تصويرهم عملية إطلاق النار متفقًا عليه مسبقًا معه أم حصل بالصدفة.
وعلى الرغم من أن التقارير الأولية أشارت إلى أن مطلق النار كان يعتقد أنه تصرف بمفرده، إلا أن عرضه فيديوهات عنيفة على رفاقه فتح التحقيق حول وجود عناصر داعمة.
ويحقق المسؤولون الأمريكيون فيما إذا كان إطلاق النار عملًا إرهابيًا. وصرح مسؤول لصحيفة التايمز بأن الشمراني لا يبدو أن له أي صلة بالجماعات الإرهابية الدولية ويبدو أنه قد تحول إلى التطرف الذاتي.
موقع “سايت” يقول إن أسلوب تنفيذ الهجوم المسلح يدل على أن الشمراني لا ينتمي إلى أي جماعة متطرفة، لكن لن يكون من المفاجئ أن يعلن تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عن هذه العملية، فيما اعتبر أن بيان مطلق النار يرجح وجود دوافع إرهابية، حيث كان “يقتبس” تصريحات لمؤسس تنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن.
صناعة الإرهاب| كيف يتحول المسلم العادي إلى إرهابي؟ | (١) العقل النصي | عبد السميع جميل
عثمان خان مثالًا.. لماذا تطلق بريطانيا سراح الإرهابيين من سجونها؟ | س/ج في دقائق
نسخة للطباعة