مسلة كليوباترا أحد أهم الآثار الفرعونية التي تعود للملكة كليوباترا، وهي تعتبر واحدة من أشهر الملكات التابعة للأسرة المقدونية.
ومن المعروف أن كليوباترا السابعة هي آخر الملوك الذين حكموا مصر قديمًا، وذلك بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، إلى أن فرضت روما سيطرتها على مصر بشكل كامل عام 30 قبل الميلاد.
وتم إنشاء العديد من المسلات لها في كثير من دول العالم، وسوف نتعرف علىها في السطور التإلىة.
قبل أن نتعرف على مسلات كليوباترا سنتعرف أولًا على معنى المسلة.
المسلة هي عبارة عن بناء على شكل عمود مصنوع من الحجر، أو برج ذات سمك رفيع ونحيف على شكل عمودي.
وتحتوي المسلة على أربعة جهات ويوجد في النهاية هرم ذات حجم صغير.
وقد انتشرت المسلات بصورة كبيرة في الحضارات القديمة، ولا سيما الحضارة الفرعونية، فهي واحدة من أكثر الحضارات صنعًا للمسلات.
وكان يتم الكتابة على جوانب المسلة ونحتها باللغة المصرية القديمة وهي اللغة الهيروغليفية، ورسم العديد من الرسومات الملكية والدينية.
وانتشرت المسلات أيضًا في كثير من الحضارات الأخرى بخلاف الحضارة المصرية، فقد انتشرت عند الآشوريين، والحبشيين، والأمازيغيين وغيرها الكثير.
وللملكة كليوباتر ثلاث مسلات تقريبًا تم نقلهم من جمهورية مصر العربية إلى ثلاث دول أخرى، وهما إنجلترا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وتم إطلاق اسم (إبر كليوباترا) على هذه المسلات من قبل الرومان؛ وذلك لأنها تشبه في شكلها تصميم الإبرة، حيث الطول والنحافة، فهي بمثابة آبر عملاقة.
إذا قمت بزيارة دولة إنجلترا والعاصمة لندن، فلا يجب أن تفوت فرصة رؤية مسلة كليوباترا هناك، حيث إنها توجد تحديدًا في مركز المدينة.
تم إنشاء هذه المسلة عام 1460 قبل الميلاد في فترة حكم الملك الفرعوني (توماس الثالث)، أي بنيت قبل الميلاد بنحو 3500 عام.
كانت توجد في مدينة الإسكندرية بالدولة المصرية القديمة، حيث كانت مقر إدارة الملكة كليوباترا.
وتم نقلها إلى العاصمة لندن، وهي موجودة الآن بالقرب من أحد الأنهار ويعرف بنهر التايمز.
بعد انتصار بريطانيا على نابليون بونابرت عام 1801م، قام الولإلى العثماني محمد على وحاكم مصر آنذاك، بتقديم مسلة كليوباترا هدية لدولة بريطانيا.
والهدف الرئيسي لبريطانيا من نقل هذه المسلة إلىها هو رغبة الحكومة الإنجليزية في الاحتفاظ بذكرى انتصارهم على فرنسا، فتكون المسلة رمزًا لهذا الانتصار.
فقد استمرت الحروب الفرنسية الإنجليزية حوإلى 63 عام، وفي عام 1878م تم نقل المسلة إلى إنجلترا في لندن، وقد تكلفت عملية النقل حوإلى 15 ألف جنيه استرليني.
تم إنشاء هذه المسلة في الفترة التي كان يحكم فيها مصر الملك الفرعوني (رمسيس الثاني).
وكانت توجد في مدينة الأقصر، وبالتحديد في المدخل الخاص بمعبد الأقصر.
وهي واحدة من المسلات الضخمة ويبلغ ارتفاعها نحو 23 مترًا، أما وزنها فيصل إلى حوإلى 250 طن.
تم نقل المسلة من محافظة الأقصر في مصر إلى فرنسا في العاصمة باريس، وذلك بعد أن قام محمد على وإلى مصر في هذه الفترة، بتقديم المسلة كهدية لفرنسا.
وهي الآن تتمركز إحدى الساحات الباريسية الشهيرة، وهي ساحة الكونكورد، كما أمر بذلك الملك لويس فيليب.
تم الحرص على وضعها على مقربة من أحد الأماكن التي لها ذاكرة تاريخية.
حيث تم إعدام الملكة ماري أنطوانيت والملك لويس السادس بالقرب من ساحة الكونكورد.
هي إحدى المسلات الفرعونية التابعة للدولة المصرية القديمة، وهي مسلة كليوباترا أيضًا، والتي تزن حوإلى 242 طن.
تم نقل المسلة من مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة نيويورك، في واحدة من أكبر الحدائق الأمريكية على الإطلاق وهي حديقة تدعي سنترال بارك، وتوجد هذه الحديقة في إحدى المناطق بنيويورك تدعي منهاتن.
ففي عام 1869م بعدما تم فتح قناة السويس، عبر الخديو اسماعيل عن رغبته في إقامة علاقات تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية، فكان يرغب في تقديم المسلة كهدية لهم، لكي يتم تدعيم العلاقات المصرية الأمريكية.
إلى أن جاء الخديوي توفيق وهو أبن الخديوي إسماعيل وولي العهد عام 1879م وقام بتقديم مسلة كليوباترا كهدية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
من المعروف عن الحضارة المصرية القديمة فن النحت، وهو ظاهر بشدة في أبرز الآثار والمعالم السياحية المصرية، مثل الأهرام التي شهدت عظمة تاريخ وحضارة المصريين القدماء.
كما اشتهر المصريون القدماء بصنع المسلات أو كما يطلق علىها الرومان لفظ (الإبر).
وهي عبارة عن عمود يتم نحته كقطعة واحدة على شكل إبرة ضخمة من الصخر أو عمود طويل ونحيف، يوجد في أعلى العمود هرم مدبب.
في كثير من الأحيان كانت تصنع العديد من المسلات من حجر الجرانيت الأحمر، والذي يتم استخرجه من محافظة أسوان من مقالع المدينة.
يتم تصميم المسلة على شكل قاعدة مربعة أو مستطيلة والارتفاع لها لأعلى، بحيث تكون مدببة في نهايتها على شكل هرم.
ويطلق على هذا الهرم (رأس المسلة) الذي يتم تغطيته بمزيج من بعض المود الثمينة، وهي مادة الإيليكتروم المخلوطة مع الفضة والذهب.
كما يتم تدوين الكثير من الرسومات الفرعونية على أضلاع وجوانب مسلة كليوباترا.
فكانت تضم الكثير من الكتابات الفرعونية القديمة، والرسومات المتعلقة بالأسرة الحاكمة والملكة.
كما تضم هذه الكتابات أيضًا العديد من الاحتفالات بذكري الملوك والقادة،وبعض الكتابات الدينية.
كان يتم إنشاء المسلات قديمًا لتوضع على المداخل الخاصة بالمعابد المصرية، وعادة ما كان يتم تصنيع أثنين من كل مسلة.
تعتبر المسلة لها أهمية عظيمة عن المصريين القدماء، ويتم صنعها على هيئة أحد الأحجار المقدسة لديهم وهو حجر البنبن.
ويكون على شكل مدبب من الأعلى في إشارة إلى التلال التي كان يجلس فوقها أحد الآلهة وهو (أتوم) عندما كان يقوم بخلق الكون.
كما أن هذه المسلات عند المصريين القدماء مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأحد الطيور الفينيقية الأسطورية وهو طائر البينو، الذي يتم الرمز به إلى أسلاف المصريين.
تقول الأسطورة القديمة أن طائر البينو هو أول المخلوقات التي هبطت وعاشت على سطح الكرة الأرضية.
جميع مسلات الملكة كليوباترا التي خرجت من مصر إلى دول الخارج وأوروبا كانت تقدم كهدايا من الوالي المصري والخديوي العثماني.
فعندما تم بناء مسلة كليوباترا تم إنشاء نسختين، واحدة كانت في مدينة الأقصر، والأخرى قام الوالي محمد علي بإرسالها إلى باريس على سبيل الهدية.
فقد قام بتقديمها لملك فرنسا في هذا الوقت وهو لويس فيليب، في المقابل إن يقوم الأخير بإهداء مصر هدية ذات قيمة.
فقام بإهداء ساعة فرنسية ميكانيكية ضخم، ولكن بعد إرسال المسلة واستلام الساعة، تم اكتشاف أن الساعة لا تعمل.
وبعض الخبراء يقولون ربما تعرضت للتلف أثناء عملية النقل، والبعض الآخر يري إنها كانت تالفة من الأساس.
وهي موجودة حتى هذه اللحظة في مصر في برج الساعة، والغريب إن الساعة لا تعمل ولم يتم إصلاحها.
قام محمد علي في الفترة التي حكم فيها مصر بإهداء العديد من المسلات المصرية لدول أجنبية منها مسلة كليوباترا في بريطانيا.
بالإضافة إلى مسلة أخرى للملكة كليوباترا في باريس، كما قام أيضًا بإهدائهم مسلة الملك رمسيس الثاني.
نسخة للطباعة