ترك مسلسل Game of Thrones أثره ليس فقط كمسلسل له شعبية، بل أيضا كسبب في انتعاش اقتصادي لعدد من الدول استفادت من المسلسل لحصد الملايين من الدولارات من السياحة حصدتها أماكن لم تكن شهيرة أو على الخريطة السياحية أصلا.
عند رؤية صورة حصن لوفرجيناك في دوبروفنيك بكرواتيا لن يخطر في بالك أن هذه القلعة جزء منها هو مدينة "كينجزلاندنج" عاصمة ويستروس في المسلسل، والتي تمت إضافة الكثير من الديكور لبناء القلعة والمدينة كما ظهرت على الشاشة.
الموقع قبل المسلسل كان مزارا تاريخيا لكن ليس بالشهرة التي تجعله مقصدا سياحيا من الدرجة الأولى، والآن أصبحت تطلب تخفيف أعداد السياح القادمين لرؤية القلعة. وقال عمدة المدينة في تصريحات لـ"سي إن إن" عن الموقف "نريد وقتا مستقطعا. اليونيسكو نفسه يحذر من خطورة التدفق السياحي اليومي".. بعد المسلسل زادت عائدات السياحة في كرواتيا 39 مليون دولار إضافية سنويا بفضل المسلسل حسب الإحصائيات الرسمية لعام 2018.
خلال تصوير الموسم الخامس من مسلسل Game of Thrones، أعلن السفير الأمريكي عن بعض الأرقام الخاصة بالسياحة في إسبانيا، منها أن المسلسل تسبب في زيادة عدد السياح 15% تمركزت في إشبيلية حيث موقع التصوير الخاص بـ"دورن" - مقر حكم عائلة مارتل في المسلسل - والتي ظهرت في الموسم الرابع. وعندما احتاج المسلسل لـ600 كومبارس وجد طاقم العمل 86 ألف شخص في موقع التصوير منهم سائحون يريدون فرصة للتمثيل في الأدوار المجهولة.
وأعلنت أيضا السفارة عن تلقيها اتصالات من منتجين أمريكيين لا علاقة لهم بالمسلسل يريدون تسهيل تراخيص العمل بحثا عن مواقع تصوير في إسبانيا. هذا سبب انتعاشة في فرص العمل في مجال صناعة الأفلام بعدما كان السفير الأمريكي صرح لموقع "هوليوود ريبورتر" أن صناعة السينما الاسبانية خسرت 230 دار عرض بسبب قرصنة الأفلام الأمر الذي أدى لخسارة الكثير من فرص العمل في السابق.
من أشهر المناطق التي تم تصوير المسلسل بها خاصة في المواسم الأولى، وبحسب صحيفة الجارديان فإن المواسم الأربعة الأولى من المسلسل جلبت 107 مليون دولار للاقتصاد في البلاد نتيجة السياحة والجولات الترويجية في مواقع التصوير لدرجة أن بعض المرشدين السياحيين كانوا هم أنفسهم من الكومبارس في المسلسل، أشهر المواقع التي يبحث عنها السياح هي مكان تصوير قلعة وينترفيل والأجزاء التي شهدت المعارك في المواسم الثلاثة الأولى.
العديد من السياح يشتكون من ارتفاع تكلفة الجولات السياحية في الوديان الجليدية بأيسلندا، لكن مع كون البلاد هي موقع تصوير المشاهد الخاصة بالشمال والسور وقلعة إيري، فإن التكلفة أصبحت أقل قليلا مع تزايد عدد السياح بفضل المسلسل، بحسب الجارديان فإن السكان وعددهم 335 ألف نسمة، استقبلوا في 2016، 1.6 مليون سائح بفضل Game of Thrones، وحتى أسعار تذاكر الطيران الداخلية انخفضت بعدما زاد عدد السياح 40%.
لكن ماذا بعد المسلسل؟ .. بحسب صحيفة التليجراف هناك مخاوف من أن الرواج الذي حققه المسلسل سياحيا لهذه المناطق قد لا يستمر طويلا، ففي أيسلندا مثلا ذكرت صحيفة التليجراف، أن عدد السياح الذي زاد 40% في 2016 انخفض إلى 10% في 2018 ومع توقعات باستمرار الانخفاض إلى 7% و 5% في العامين القادمين، أي أن الدول التي حصلت على الملايين من المسلسل سيكون عليها فعل المزيد للحفاظ على مكاسبها، ربما من خلال الدعاية، لجذب المزيد من الأفلام والمسلسلات للتصوير على أراضيها.