في التاسع من يناير مطلع العام الجاري، جرى الكشف عن وثائق مخابراتية تفيد نقل تركيا متشددين وعتاد وأسلحة إلى معسكرات المتطرفين داخل سوريا. هذا لم يكن تورط تركيا الأول في نقل الإرهابيين لسوريا، فالأمر بدأ قبل ذلك.
تحقيقات الكونجرس في حادث اغتيال السفير الأمريكي ببنغازي في 2012
كشفت نقل تركيا لمتشددين وأسلحة ثقيلة ومتفجرات من ليبيا إلى سوريا عبر ميناء برساي التركي وسمي بـ “ممر الفئران”.
اتفاقية سرية للغاية بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا وبتمويل قطري سعودي لنقل الأسلحة والعتاد والمقاتلين حتى من ليبيا إلى سوريا عبر الحدود الجنوبية لتركيا مع سوريا. وكان لفرنسا دور أيضًا في تدريب الجنود وتجهيزهم.
الاتفاق حدث في 2012 بين باراك أوباما ورجب طيب أردوغان وديفيد كاميرون، وتم تأسيس شركات – واجهة – أسترالية تتولى التفاصيل، وينفذه المخابرات الأمريكية CIA والمخابرات الأمريكية MI6.
لم يتم الكشف عن هذه العملية إلى لجان المخابرات بالكونجرس الأمريكي كما هو مطلوب بموجب القانون، و “تورط MI6 مكن المخابرات المركزية من التهرب من القانون من خلال تصنيف المهمة على أنها عملية اتصال”.
اقتحام القنصلية الأمريكية في ليبيا وقتل السفير كريس ستيفنز قلص من السيطرة الأمريكية على الأرض والسلاح في ليبيا، في الوقت الذي سيطرت فيه قوات الأسد على جميع عواصم المقاطعات المهمة في سوريا بالإضافة للعاصمة.
على الجانب الآخر برزت الجماعات المتشددة، وقدمت نفسها على أنها هي فقط من تحارب لأسد وتراجع دور المعارضة المعتدلة، وأصبح الأسد أمام المجتمع الدولي يحارب داعش وجبهة النصرة وأخواتهما، ما زاد الأمر تعقيدًا، خاصة مع تعثر تركيا بسبب إبعاد الإخوان عن السلطة في مصر، ونجاح العراق جزئيًا في القضاء على داعش.
تعميق السيطرة على الشرق الأوسط بعد الإطاحة بالقذافي، فالإطاحة بالأسد أحد الرؤساء القوميين المتمرسين في المنطقة كان سيخلق واقعًا جديدًا سيسعى الغرب والولايات المتحدة لتحقيق أقصى استفادة منه.
البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية اتفقا على برنامج يتم بموجبه تدريب 600 متمرد سوري كل شهر، وإلحاقه بالحرب ضد الأسد.
أما في بريطانيا، سعى كاميرون لتكوين جيش قوامه 100 ألف معتدل يزحف للعاصمة بغطاء جوي غربي، لكن مجلس العموم رفض خطته ووصفها بالخطرة، وقرر بعد ذلك إرسال عدد من جنود القوات الخاصة لتركيا والدول المحيطة بسوريا لتدريب المقاتلين لإسقاط الأسد.
أما أردوغان فظل في هذا الاتفاق ينفذ أجندته الخاصة، بجلب الإرهابيين والسلاح من ليبيا وتسهيل دخولهم إلى سوريا. وفي مطلع يناير، جرى الكشف عن عملية لنقل عشرات المتشددين وكميات من الأسلحة والعتاد داخل حافلتين لم يتم تفتيشهما على الحدود، إلى أحد المعسكرات التابعة لداعش داخل سوريا قبل 5 سنوات.