تستقبل رسالة على واتساب، فتبدأ في الرد عليها، ليصلك إشعار بنشر “ستوري” جديدة عبر إنستجرام، تتحرك للتطبيق لمشاهدتها، فتصلك رسالة من محادثة جماعية مع فريق عملك عبر فيسبوك ماسنجر، ترد عليهم بخصوص اجتماع الغد، فتستقبل طلب صداقة من مديرك الجديد.
السيناريو السابق يستلزم فتح أربعة تطبيقات عبر هاتفك في نفس الوقت، لكن فيسبوك لديه خطط أخرى، لا تحتاج إلا تطبيقًا واحدًا!
تخطط إدارة فيسبوك لتوسيع امبراطوريتها، عبر إزالة الحدود بين كياناتها الاجتماعية المختلفة؛ واتساب وانستجرام وماسنجر وفيسبوك نفسه.
التقارير التي نُشرت قبل نحو شهر تكشف أن العملاق الأزرق يرغب في خلق منصة موحدة تجمع كافة خدماته داخلها، ليسهل على المستخدم التنقل بين مختلف مزاياها بسهولة وسرعة، مع توفير طبقة من التشفير لتأمين تبادل المعلومات والملفات بين مستخدميها.
مارك زوكربيرج، مؤسس ومدير فيسبوك التنفيذي، يعتبر أن المشروع، الذي ما يزال في مراحل التطوير الأولى، يهدف لخلق مجتمع أكثر تواصلًا وسرعة في التفاعل.
منصة فيسبوك الجديدة، بحسب زوكربيرج، ستركز بشكل كبير على تقديم طبقة سميكة من الحماية لخصوصية المستخدمين وبياناتهم ورسائلهم، من خلال تطبيق نظام التشفير الطرفي End-to-End Encryption والذي يعتمد على تشفير البيانات بشكل كامل، دون إتاحة إمكانية فك الشفرة إلا بمفاتيح مخزنة فقط على أجهزة متبادلي المعلومات أنفسهم. حتى فيسبوك نفسه لن يملك إمكانية الاطلاع على تلك البيانات.
فور ظهور الفكرة، ثار الذعر بين خبراء الخصوصية، الذين بحثوا عن سيناريوهات النوايا الخفية للعملاق الأزرق، بعدما عودهم على وجود سبب غير مرئي لخطواته، التي تظهر وكأنها طبيعية وتستهدف فقط صالح المستخدمين في المقام الأول، لكن عام 2018 كان سيئًا بما يكفي لإثبات أن فيسبوك يمكنه إقناع الشيطان بأنه يسعى لمصلحته، قبل أن يسقط القناع بمجرد الوصول إلى غايته الحقيقية.
كارثة حقيقية تضرب الإنترنت في جمعة فيسبوك السوداء.. أين الحل؟
ماذا سيستفيد فيسبوك إذًا من جمع خدماته في مكانٍ واحد؟ وفي الإجابة في كلمة واحدة.. “البيانات”.
ثروة فيسبوك الحقيقية تتمثل في كم البيانات التي يعرفها عنك وعن المقربين منك، لتخضع للتحليل، ثم الخروج بإحصائيات حول عدد مرات ذهابك لمتجر، أو استهلاكك لمنتج، أو اهتمامك بحضور أحداث معينة.
عبر هذا التحليل العملاق، يجني فيسبوك من خلالك آلاف الدولارات، عبر جذب معلنين مهتمين بالوصول إليك أنت تحديدًا، يرغبون في عرض سلعتهم أو خدمتهم إلى شخص يملك اهتماماتك وطبيعة استهلاكك.
توحيد كافة التطبيقات التابعة لشركة فيسبوك في منصة واحدة سيسهل كثيرًا دراستك، وتحليل اهتماماتك، وفهم نمط حياتك.
تتواصل مع شخص عبر واتساب، فيقترحه عليك صديقًا عبر فيسبوك، وتتابع تلك الصفحة عبر فيسبوك، فيظهر لك إعلاناتها المدفوعة على إنستجرام، ثم يتواصل معك ممثلوها عبر واتساب. هذا مثال بسيط لتوضيح احتمالات الربحية المضاعفة داخل المنصة الجديدة.
الآن، اصرف شيطان القلق. المنصة الجديدة ليست بهذا الشر المطلق، ستوفر العديد من المزايا كذلك، التي ستسهل تعاملاتك عبر الإنترنت.
سيصبح الوصول إلى حساب فيسبوك لشخص تحدثت إليه ذات مرة على واتساب أسهل. سيمكنك أيضًا متابعة أحدث منتجات شركاتك المفضلة على إنستجرام؛ لأنك تتابع صفحاتهم التجارية على فيسبوك.
حتى تجميع كافة معلوماتك من التطبيقات الأربعة وتخزينها وتحليلها في مكانٍ واحد، سيجعل وصولك إلى كل ما تفكر فيه يسيرًا!
تخيل نفسك تحدث صديقك عبر واتساب عن خطة للسفر إلى وجهة ما حول العالم، لتجد فيسبوك يقترح عليك أفضل عروض شركات الطيران المُعلِنة لديه!
لن تكون مضطرًا لكتابة منشور عبر فيسبوك، منتظرًا اقتراحات من متابعيك. اسأل أحدهم فقط عبر رسائل أي تطبيق، ودع أنظمة فيسبوك الذكية تطور الاقتراحات المقدمة إليك داخل المنصة الموحدة، لتجد ما تريد بسهولة.
فكرة التراسل الفوري ستأخذ منحنى آخر في تاريخ فيسبوك. سيصبح التواصل مع أي شخص عبر واتساب وإنستجرام وماسنجر أسرع وأكثر مباشرة.
الخدمات الثلاث تتطلب منك ربط حسابك برقم هاتفك، الذي سيكون في المنصة الجديد هوية إلكترونية تتنقل بها خلال المحادثات مع أي شخص على أي من تلك المنصات.
ومع تشفير كافة المراسلات الإلكترونية طرفيًا، ستصبح منصة فيسبوك الجديدة منافسًا قويًا لخدمة أبل iMessage المشفرة، التي تجمع مستخدمي أجهزتها من ماك وآيباد وآيفون داخل نظام تراسل آمن واحد.
هل تتحول خصوصية أبل فعلًا إلى أسطورة؟ | محمد عادل | دقائق.نت
مارك زوكربيرج أعلن أن المنصة الموحدة لن تخرج للنور قبل العام المقبل؛ كونها ما زالت في مرحلة التجهيزات الأولية.
جميع المزايا مطروحة، وفريق التطوير يخرج باقتراحات وأفكار مبتكرة جديدة لجعل المنصة الموحدة بئرًا جديدًا من أموال الإعلانات سيستغرق أكثر من عِقد زمني لينضب.
كيف تورطت هواوي في صراع السياسة والتجسس؟ | س/ج في دقائق
لست وحدك من يقرأ كود التأكيد عبر الـ SMS!
توصيل أجهزتك بالإنترنت أخطر من ترك باب منزلك مفتوحًا!
أشهر 10 هاكرز في التاريخ وقصصهم التي تهزم أفلام الخيال العلمي
تايم لاين في دقائق: الحروب السيبرانية.. من اختبار حجم الإنترنت لأكبر تفجير في التاريخ