مذنب هالي كان مرئيًا في السماء عام 11 قبل الميلاد.
مع ذلك، عندما سار المجوس نحو القدس وبيت لحم ، يبدو من غير المحتمل أنهم اتبعوا مذنبًا؛ لأن موقعه كان سيتغير مع دوران الأرض، وبالتالي لن يقودهم المذنب في اتجاه واحد.
علاوة على ذلك، كان يُنظر إلى المذنبات في العالم القديم على أنها نذير شؤم بكارثة وشيكة لا بشرى كما في السردية الإنجيلية، بحسب جرانت ماثيوز ، أستاذ الفيزياء الفلكية النظرية وعلم الكونيات بجامعة نوتردام.
المستعرات النجمية والمستعرات الأعظمية تحمل التفسير الأكثر احتمالا لنجمة بيت لحم.
لكن العلماء يستبعدون الاحتمال؛ لأن حدوثه كان سيترك بقايا قابلة للاكتشاف، بينما لم يعثر علماء الفلك على أي علامة تعود للوقت الذي يعتقد مؤرخو الكتاب المقدس أن المجوس قاموا فيه برحلتهم.
من المؤكد كذلك أن حدثًا مشابهًا كان سيصبح مرئيًا للجميع وقتها. النوفا نادرة جدًا، لذا، يتوقع الباحثون العثور على روايات تاريخية أخرى لحدث كبير ومشرق في السماء إن كانت قد حدثت حينها.
وبينما ظهر أحد المستعرات على ما يبدو على حدود الأبراج الجدي وأكواريوس خلال ربيع 5 قبل الميلاد. لكن السجلات الصينية، التي تصف هذا الشيء، تشير إلى أنه لم يكن واضحًا على الإطلاق.
علاوة على ذلك، لو اتبع المجوس أحدها، فربما ساروا في دائرة. يقول وينتروب: "لا يمكن متابعة نجم من بغداد إلى القدس إلى بيت لحم. النجوم لا تفعل ذلك. إنها تلمع وتأفل ولا يمكن رؤيتها مستقرة في السماء."
حتى النظريات التي تشير لحدوث مستعر أعظم في مجرة المرأة المسلسلة، وبينها دراسة نشرتها أوبزيرفاتوري في 2005، فإنها تتجاهل حقيقة أنه على الرغم من إمكانية رؤية المجرة بالعين المجردة، إلا أنه لم يكن من الممكن رؤية نجم يمر بمستعر أعظم وينفجر بداخله - حتى بمساعدة التلسكوب.
التفسير الآخر الأكثر اتساقًا مع علم الفلك أن جسمًا لامعًا ظهر بالفعل في السماء - اقترانًا بين الكواكب والنجوم.
يحدث الاقتران عندما يبدو أن جسمين سماويين أو أكثر يلتقيان في سماء الليل من موقعنا على الأرض. يمكن أن تستمر هذه الأحداث كل ليلة في مكان مشابه لأيام أو أسابيع. إذا كان على الحكماء "المجوس" أن يتبعوا لحظة الاقتران، فمن المحتمل أنه وجههم في اتجاه معين.
عالم الفلك مايكل مولنار اقترح أن نظرية الاقتران قد تكون صحيحة في كتابه "نجمة بيت لحم". يقول إنه إذا كان "النجم" نتيجة اقتران (وهذا الحدث التاريخي حدث بالفعل)، فهناك عدد من الاصطفافات المختلفة التي يمكن أن تكون السبب.
ولعل أكثر الأشياء الواعدة بتفسير نجمة بيت لحم - والتي يفضلها ماثيوز - كانت محاذاة كوكب المشتري وزحل والقمر والشمس في كوكبة برج الحمل في 17 أبريل عام 6 قبل الميلاد.
الاقتران يتناسب مع القصة لعدة أسباب، أهمها أن الاقتران حدث في ساعات الصباح الباكر، وهو ما يتوافق مع وصف الإنجيل نجمة بيت لحم كنجمة صباح صاعدة.
كما غاب المجوس عن رؤية النجم، قبل رؤيته يستقر في المكان الذي يرقد فيه الطفل يسوع في المزود. قد يكون هذا نتيجة للحركة العكسية للمشتري، مما يعني أنه يبدو أنه يغير اتجاهه في سماء الليل حيث يدور حوله مدار الأرض.
يقول ماثيوز: "عادة، تتحرك الكواكب شرقًا إذا كنت تتبعها في السماء. ولكن عندما يمرون بحركة رجعية، فإنهم يستديرون ويسيرون في الاتجاه الذي ترتفع فيه النجوم وتغيب ليلاً باتجاه الغرب".
هناك اقترانان آخران في وقت مماثل.
الأول لقاء كوكب المشتري والزهرة والنجم ونجم قلب الأسد "نجم المليك" في كوكبة الأسد في 17 يونيو عام 2 قبل الميلاد؛ إذ بدون مساعدة التلسكوب، سيظهر الكوكبان على أنهما "نجم" واحد، أكثر إشراقًا من كوكب الزهرة والمشتري على حدى.
حدث اقتران آخر عام 6 قبل الميلاد ، بين كوكب المشتري وزحل والمريخ في كوكبة الحوت.
لكن أيًا من هذين الاقترانين الأخيرين لا يتطابق مع الوصف الوارد في العهد الجديد.
كذلك، حتى لو كان يمكن لعلم الفلك أن يخبرنا أن كل هذه الاقترانات الكوكبية حدثت بالفعل، لكنه لا يتيح لنا معرفة إذا كان أي شخص قد لاحظهم، إلى الدرجة التي حدت بالمجوس الثلاثة إلى بدء رحلتهم التاريخية.
كل هذا يقودنا إلى أحد الاحتمالين: الأول أن المجوس كانوا يقدمون تفسيرًا فلكيًا للسماء. حقيقة أنهم احتاجوا إلى سؤال هيرودس عن الاتجاهات عند وصولهم تشير إلى أن جسمًا ساطعًا واحدًا لم يوصلهم إلى وجهتهم النهائية المطلوبة.
وكان علم التنجيم يستخدم على نطاق واسع في ذلك الوقت، ومع قدوم المجوس من بابل، فمن المعقول أنهم كانوا منجمين. وبسبب محاذاة معينة للكواكب والنجوم ، فربما قرأوا معنى خفيًا بين النجوم، مما قادهم إلى الملك هيرودس.
على سبيل المثال، قد يكون عرض كوكب المشتري ذا أهمية كبيرة هنا، حيث ربط علم التنجيم كوكب المشتري بالملوك، لذا فإن مرور القمر به في كوكبة الحمل في 17 أبريل عام 6 قبل الميلاد. من الممكن أن يبشر بميلاد المسيح.
وينتراوب يقول: "لا يمنح علماء الفلك المعاصرون أي مصداقية لعلم التنجيم، لكن الحديث مهم في هذا السياق. المهم هو ما اعتقده الناس قبل ألفى عام. كان لعلم التنجيم أهمية كبيرة في ذلك الوقت. هذا التفسير أجده الأكثر منطقية".
على الرغم من أن العلماء استبعدوا العديد من الاحتمالات، فقد لا نعرف على وجه اليقين ما هي نجمة بيت لحم، أو ما إذا كانت قد حدثت بالفعل. لكنها تطرح سؤالًا عامًا بعد عام، وسيستمر في إثارة اهتمام العلماء والمؤرخين على حد سواء لسنوات عديدة مقبلة.
هوبرت جيه بيرنهارد، الذي كان محاضرًا لسنوات عديدة في قبة موريسون السماوية في سان فرانسيسكو، تناول قصة نجمة بيت لحم في عام 1967 ، في محاولة لتثقيف ونشر علم الفلك. قرب نهاية محاضرته، وضع برنارد هذه المناقشة في منظورها الصحيح عندما قال: "إذا قبلنا القصة التي يرويها الكتاب المقدس على أنها حقيقة حرفية، فلا يمكن أن تكون نجمة بيت لحم ظهورًا طبيعيًا. حركتها في السماء، وقدرتها على البقاء في الأعلى وتمييز مكان واحد؛ كل هذا يشير إلى أنها لم تكن ظاهرة طبيعية، بل علامة خارقة للطبيعة. علامة لن يتمكن العلم أبدًا من تفسيرها".
وبحسب ماثيو: "لا يوجد شيء نهائي في العلم على الإطلاق، ولا في التاريخ. قد لا نعرف أبدًا ما إذا كانت نجمة بيت لحم اقترانًا أم حدثًا فلكيًا أم مجرد حكاية لتعزيز صورة المسيحية. ربما كانت مجرد معجزة".
ماذا كانت نجمة بيت لحم؟ (لايف ساينس)
هل كانت نجمة بيت لحم نجمًا أم مذنبًا… أم معجزة؟ (سبيس)