إذا كنت تواجه صعوبة في الجلوس للقراءة، فعليك أن تعلم أنك لست وحدك في هذا الأمر، فالكثير يعانون من نفس المشكلة، ولكن لكي تنتقل من كونك القارئ المبتدأ إلى القارئ الماهر الذكي، عليك أن تتبع النصائح التالية:
قبل أن تبدأ في القراءة، من المهم أن تعرف نوع الكتاب الذي ستقوم بقراءته، ولكي تعرف ذلك عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة التي من خلالها ستحدد هدفك من القراءة، هل هدفك هو الإستمتاع بالمعرفة؟ أم أنك ترغب في الهروب من الواقع؟ أم أنك تشعر بالفضول تجاه قراءة كتاب محدد نال المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعًا؟ كن محددًا في هدفك.
ليس منطقيًا أن تتحول فجأة إلى القارئ الذي يقرأ في عدة مجالات بدون أن تجعل البداية في شئ تُحبه، فأنت بحاجة إلى تطوير عادة القراءة من الأساس، ولكي تفعل ذلك فعليك أن تقع في حبها، لهذا يمكنك أن تبدأ بكتب خيالية، ثم تنتقل إلى كتب الخيال العلمي، ثم تبدأ في الكتب العلمية والفلسفية وهكذا، فكل مرحلة ستأخذك بعد ذلك إلى مرحلة أخرى.
يجب أن تكون حريصًا على قطع وعد على نفسك أو تحديد خطة واضحة في القراءة حتى لا تقرأ بشكل عشوائي، وعليك أن تحرص على أن تكون خطتك متناسبة مع إمكانياتك والوقت المتوفر لديك وقدرتك على الاستيعاب، فمثلاً ضع وقتًا للقراءة، وحدد كم تريد أن تقرأ في اليوم، والتزم بتلك الخطة، وبهذا ستكون أكثر قابلية على القراءة بشكل منتظم.
إذا أردت أن تصبح القارئ الماهر، عليك أن تحرص على أخذ وقتك كاملاً في القراءة، وأن تنتبه إلى كل ما تقرأه بشكل جيد، ولكي تفعل ذلك حاول أن تلاحظ ما إذا كنت تبدأ في تخطي بعض الأقسام أثناء القراءة، وأرجع لها مرة أخرى، واستعمل قلم تمييز (ماركر) أو ورق الملاحظات اللاصقة لتحفيزك على الاحتفاظ بالمعلومات المهمة.
من الجيد أن تفكر فيما تقرأ بشكل نقدي وبعمق، فحينما تبدأ بالقراءة، ستجد نفسك تفكر كثيرًا فيما تقرأه، ويمكن أن تناقشه مع الآخرين، ولكي تكون ناقدًا لما تقرأ قم بالتساؤل مع نفسك، وضع في اعتبارك ما إذا كنت موافقًا على ما قيل في الكتاب أم هناك اعتراض لديك، كذلك إذا كانت تُعجبك طريقة الكتابة، فكّر في سبب هذا الأمر.
توفّر وسائل التواصل الاجتماعي امكانية للانضمام إلى مجموعات عديدة، يمكنك البحث عن مجموعة خاصة بالقراءة؛ لأن هذا سيشجعك بشكل أكبر على تخصيص وقت للقراءة، ومشاركة ما لديك من أفكار مع ذوي تفكير مماثل، حيث يمكنكم التحدث عما أحببتوه عن كتاب معين وما كرهتموه به وما لم تفهموه.
تُعرف القراءة السريعة بأنها عملية التعرف السريع على العبارات والجمل الموجودة بالصفحة والقدرة على استيعابها في آن واحد، وفي العموم يقرأ معظم الناس بمعدل متوسط يبلغ 250 كلمة في الدقيقة، وقد نعني بالقراءة السريعة أنك تستطيع القراءة بمعدل أسرع من ذلك. سنكشف عن بعض المهارات التي يمكنك اللجوء إليها لتسريع قراءتك:
كانت المعلمة الأمريكية “إيفلين نيلسن وود” أحد رواد القراءة السريعة، وقد قالت أنها تمكنت من قراءة 2700 كلمة في الدقيقة في خمسينيات القرن الماضي، ويرجع الفضل في ذلك إلى طريقة المؤشر.
تعتمد تلك الطريقة على حركة الإصبع، حيث تقوم بتحريك إصبعك على طول الخط أثناء القراءة، وتستطيع أن تستعمل بدل من إصبعك قلم يتم تمرير غطاؤه على كل سطر تقرأه مع إبقاء عينيك فوق رأس القلم، أو بطاقة يتم وضعها أسفل كل سطر وسحبها للأسفل أثناء القراءة.
يُقصد بطريقة المسح أن تقوم بتحريك عينيك بشكل سريع إلى منتصف الصفحة، وتحدد كلمات وعبارات معينة أثناء التنقل. يمكن أن تكون عبارة عن جمل رئيسية مثل الجملة الاولى من كل فقرة، أو مجموعة من الأسماء أو الأرقام أو الأفكار المحفزة.
تساهم تلك الطريقة في توسيع رؤيتك المحيطية في القراءة، فأنت لن تقوم بقراءة كل كلمة، ولكن ستجعل عينيك تهبط على كل ما هو مهم مما يسمح لك بإدراك وفهم الأفكار الأساسية.
1) يجب أن تتجنب المشتتات التي يمكن أن تُعطلك عن القراءة. احرص على أن تكون في بيئة بها أقل عدد ممكن من المشتتات حتى تسمح لك أن تركز بشكل أكبر على ما أمامك من كلمات.
2) ابدأ بقراءة كتاب أو رواية بسيطة وغير معقدة، وقم بقياس ما تذكرته أو فهمته مما قرأت، واضبط مؤقت لكي تحسب من خلاله مدى سرعة قراءتك.
3) قم بتغطية الكلمات التي قرأتها مسبقًا، حيث سيساعدك هذا الأمر على حجب عينيك من العودة مرة أخرى للكلمات السابقة وإبطاء قراءتك.
4) اعرف ما تريده من النص، وذلك سيساعدك على الانتباه حينما ترى كلمات أو عبارات ذات صلة بما تريد. تستطيع أن تبطئ القراءة قليلاً عند هذه النقاط وتضع دائرة حولها، ثم تتحرك بسرعة في باقي الصفحة.
إن كل ما ذكرناه مسبقًا من أساليب للقراءة السريعة قد تساعد القارئ في تسريع قراءته بالفعل، ولكن هل القراءة السريعة تكون مناسبة في كل الحالات؟
طبقًا للدراسات المختلفة فإنه كلما كان الشخص يقرأ بشكل أسرع، كلما أصبح تذكره للمعلومات أقل، خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بالتفاصيل، لذلك لا يمكننا القول بأن القراءة السريعة تصلح في حالة قراءة مستندات قانونية مثلاً أو علمية معقدة، وسيكون من المنطقي التمهل عند قراءة شئ جديد أو غير مألوف، أو إذا كان عليك تعليمه لشخص آخر.
إذا كان غرضك من القراءة هو الوصول إلى الحجج الأساسية أو الاستنتاجات المبدئية فقط، ففي تلك الحالة ستكون القراءة السريعة مناسبة لك، كذلك إذا كنت تنوي أن تُعيد القراءة مرة أخرى بشكل أبطء عندما تكون أقل انشغالاً، فيمكن أن تجعل قراءتك الأولى سريعة، وقد أثبتت الدراسات أن مسح النص يساعدك على تحسين فهمك في المرة الثانية.
عمومًا إذا كنت ترغب في حفظ شئ ما، فإنك ستكون في حاجة إلى قراءته بشكل بطئ، أي بما يقل عن 100 كلمة في الدقيقة، أما المعدل الطبيعي للتعلم فإنه يتراوح بين 100 إلى 200 كلمة في الدقيقة، وللفهم فقط فسيكون بين 200 إلى 400 كلمة في الدقيقة.
تحدث القراءة السريعة في الأغلب بمعدل يتراوح بين 400 إلى 700 كلمة في الدقيقة، ولكن يجب العلم أنه في حالة تخطي معدل القراءة عن 500 أو 600 كلمة فإن ذلك يعني التضحية بالفهم، على الرغم من أن هذا الأمر قد يكون متفاوتًا من شخص لآخر.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
