ولد ألبرت أينشتاين في 14 مارس عام 1879م، عمل والده كمهندس كهربائي في أولم بألمانيا ، وكان يهودي الديانة.
سرعان ما انتقل إلى مدينة ميونيخ بألمانيا ليتلقى تعليمه ، وكان وضعه المادي معتسرًا.
عندما كان في التاسعة من عمره لم يتمكن من التحدث بصورة صحيحة؛ لذا ظن أساتذته بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
لطالما كان أينشتاين مفتونًا بالطبيعة وقوانينها الخاصة غير المرئية، جذبته آلة الكمان بأوتارها وبدأ العزف عليها وهو في سن السادسة.
عندما بلغ سن ال12 اهتم بالهندسة، وفي سن ال16 أتقن حساب التفاضل والتكامل وحل المعادلات الفيزيائية الصعبة.
بعد التعليم الثانوي، حاول أينشتاين الالتحاق بالمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا (FIT) في زيورخ ، سويسرا، ولكنه فشل في امتحان القبول ؛ لأن معرفة بالمواد المختلفة لم تكن بقدر معرفته بالرياضيات.
لجأ للحصول على شهادة من مدرسة كانتون في أراو ، سويسرا، ليتمكن بعد ذلك من التقديم في FIT، وتم قبوله في عام 1896م.
تخرج ألبرت أينشتاين من FIT في عام 1900م، ولكن اعترض أحد أساتذته على التحاقه بالجامعة؛ لذا فشل في دخول الجامعة.
عُيين في وظيفة مفتش في مكتب براءات الاختراع في برن، سويسرا، و بعد عدة أشهر تزوج من ميليفا ماريك، إحدى زميلاته في زيورخ.
أنجب أينشتاين وميليفا ولدين، وعندما بلغ أينشتاين سن ال26 تقدم بطلب الحصول على درجة الدكتوراه وكتب أولى أوراقه العلمية الثورية.
درس أينشتاين الفيزياء والرياضيات في أكاديمية البوليتكنيك الفيدرالية في زيورخ، سويسرا، ثم أصبح مواطنًا سويسريًا.
تمكن من الحصول على الدكتوراه من جامعة زيورخ في عام 1905م، و نشر خمس أوراق بحثية حول تطور الفيزياء الحديثة.
بعد إطلاقه نظرية النسبية الخاصة ، انضم أينشتاين إلى دائرة الفيزيائيين البارزين في أوروبا ومنح الأستاذية في زيورخ وبراغ وبرلين.
في البداية تم تعين أينشتاين مفتش في مكتب براءات الاختراع في برن، وبعد أن أصبح شخصية مشهورة تبنى قضية الصهيونية.
هاجم النزعة العسكرية ضد الصهاينة في ألمانيا، مما أسقط من شعبيته وخاصةً عندما أصبح أدولف هتلر مستشارًا لألمانيا في عام 1933.
تخلى أينشتاين عن جنسيته الألمانية وغادر البلاد، وذهب للاستقرار في الولايات المتحدة، وهناك تعين في معهد الدراسات المتقدمة في برينستون.
عاش في الولايات المتحدة الأمريكية لبقية حياته ، حتى أصبح مواطنًا أمريكيًا في عام 1940م.
كان له دور فعال في إنشاء القنبلة النووية ولكن استنكر استخدامها على اليابان، ودعا إلى إنشاء حكومة عالمية تتحكم في التكنولوجيا النووية وتمنع الصراع المسلح في المستقبل.
جاءت الورقة البحثية الأولى لأينشتاين بعنوان ” وجهة نظر إرشادية تتعلق بإنتاج وتحويل الضوء”، افترض أينشتاين أن الضوء يتكون من فوتونات فردية، تُظهر خصائص تشبه الجسيمات بينما تتصرف بشكل جماعي مثل الموجة.
ساهمت نظريته في تطوير ميكانيكا الكم ، من خلال فحص أينشتاين للتأثير الكهروضوئي.
التأثير الكهروضوئي هي ظاهرة تبعث فيها المواد الصلبة جسيمات مشحونة كهربائيًا عندما يضربها الضوء، أكسبته النظرية جائزة نوبل عام 1921م.
أما الورقة البحثية الثانية، فقد ابتكر طريقة جديدة لحساب وتحديد حجم الذرات والجزيئات في مساحة معينة.
وفي الورقة الثالثة، قدم تفسيرًا علميًا لحركة الجسيمات العالقة في سائل، والتي كانت تتصف بالشذوذ والاستمرار.
وبتلك الأوراق البحثية أثبت أينشتاين أن الذرات موجودة بالفعل دون شك، بعد أن كانت موضع خلاف عند العلماء.
جاءت الورقة البحثية الرابعة لأينشتاين لتكشف عن نظرية النسبية الخاصة وذلك عام 1905م، وأطلق من خلالها عدة قوانين، وهم:
توصل إلى أن الزمان والمكان ليسا مطلقين، لكن يتم ربطهما بحركة الراصد.
كما توصل إلى أن سرعة الضوء هي السرعة المحددة لأي جسم له كتلة ، وتتميز سرعة الضوء بأنها ثابتة.
وأخيرًا استنتج قانون حساب الكتلة والطاقة ، وأعلن أنهما متكافئتان، ووضعهما في المعادلة E = mc2.
قام أينشتاين بنشر ورقة بحثية تحت عنوان “أساس النظرية العامة للنسبية” ، وذلك في عام 1916م.
اقترح في نظريته أن الجاذبية والحركة يمكنها التأثير على الزمان والمكان، فالجاذبية ليست قوة.
أدت نظريته في النسبية العامة إلى حدوث جدال بينه وبين إسحاق نيوتن.
فقد توصل أينشتاين إلى أن هناك بعض الأجسام ذات كتلة جاذبية كبيرة جدًا، مثل الشمس، يتواءم المكان والزمان من حولها.
وفي عام 1919م، بعد أن قام علماء الفلك بدراسة كسوف الشمس، تأكدوا من صحة التنبؤات التي قدمها أينشتاين في النظرية العامة للنسبية.
كما أكد العلماء تنبؤات أخرى للنسبية العامة، مثل: تغيير مدار كوكب عطارد ، و وجود الثقوب السوداء.
ساهم أينشتاين في تطوير نظرية الكم ونظرية المجال الموحد، وكان يأمل أن تشمل ميكانيكا الكم ونظريته النسبية كتفسير لعمل الكون.
خسر العالم أحد العقول الإبداعية في مجال الفيزياء عندما توفي ألبرت أينشتاين، وكان ذلك في برينستون في 18 أبريل 1955م.
وترجع حالة الوفاة إلى تمدد الأوعية الدموية مما أدى لحدوث نزيف داخل جسده وتوفى.
تم حرق جثة آينشتاين بعد ساعات من إعلان الوفاة ، ولكن ما تبقى هو الدماع والعيون والتي تمت سرقتهم.
بعد وفاة أينشتاين عام 1955م ، قام الطبيب توماس هارفي بسرقة دماغ العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين، من مستشفى برينستون.
كان الهدف الأساسي للطبيب من تلك السرقة، هو أن يُجري الأبحاث على دماغ أينشتاين، ومعرفة سر عبقريته.
بالإضافة إلى ذلك فقد سرق الطبيب توماس هارفي رأس أينشتاين دون إذن من أينشتاين أو عائلته.
كذلك فقد سرق الطبيب توماس هارفي أيضًا عيون أينشتاين وأعطاهم لطبيب العيون الخاص بأينشتاين نفسه.
احتفظ طبيب العيون هنري أبرامز بعيون أينشتاين داخل صندوق ودائع آمن في مدينة نيويورك ، ومازال موجودًا حتى يومنا الحالي.
في وقتنا الحاضر تم تجميع أجزاء من دماغ ألبرت أينشتاين وتم وضعها في متحف The Mütter Museum.
يقع متحف The Mütter Museum في مدينة فيلاديلفيا ، بنسلفانيا ، وهو متحف خاص بعرض الأشياء الطبية الغريبة فقط ، بالإضافة إلى الأدوات الطبية العتيقة ، والعينات التشريحية ، ويرجع سبب تسمية المتحف بهدا الاسم إلى الجراح توماس دينت موتر ، كما أن المتحف في الوقت الحاضر تابع لكلية الطب بجامعة فيلادلفيا ، و تمتنع إدارة المتحف عن إخراج أي جزء من أجزاء دماغ أينشتاين للدراسة العلمية أو التشريح؛ خوفًا من تلفها أو فقدها.