أعلنت بكين حزمة إجراءات جديدة هذا الشهر، بقيمة 1.3 تريليون يوان (193 مليار دولار) بهدف تحفيز الاقتصاد، شاملة تخفيض الضرائب للشركات الصغيرة، وتخفيض الرسوم الجمركية، ضمن سلسلة جهود حكومية لدعم النمو، مثل زيادة الإنفاق على البنية التحتية وتخفيف السياسة النقدية.
وخفض البنك المركزي الاحتياطات النقدية المطلوبة لدى البنوك التجارية تدريجيًا، بما يعني المزيد من المال لإقراض الشركات وتشجيع الاستثمار والنشاط الاقتصادي.
لكن خبراء أثاروا تساؤلات حول كفاية الإجراءات لاستعادة معدلات النمو القوية قريبًا، وسط مخاطر أن تسوء الأمور أكثر في هذه الأثناء.
لاري هو، كبير الاقتصاديين الصينين في بنك ماكواري الاستثماري، قال في مذكرة للعملاء هذا الشهر، إن الاموال لا تتدفق إلى الاقتصاد الحقيقي.
يضيف أن البنوك تجمد السيولة النقدية في السندات الحكومية الصينية، أو توجه القروض إلى الشركات متدنية الكفاءة التي تديرها الدولة، والتي – أي الشركات – تستخدمها غالبًا لتقليص ديونها الحالية.

المال سيكون أكثر فعالية لو جرى توجيهه إلى الشركات الخاصة – لاري هو
وما زال خطر فشل إجراءات التحفيز التي اتخذتها الحكومة الصينية في تحقيق التأثير المنشود قائمًا، بحسب قسم اقتصاديات آسيا في أكسفورد للأبحاث.
نعتقد أن النمو سيظل تحت الضغط في الاشهر المقبلة – لويس كويجس، رئيس قسم اقتصاديات آسيا
وتحاول بكين وواشنطن التفاوض على إنهاء الحرب التجارية، لكن يبقى من غير الواضح ما إذا كانا سيصلان إلى اتفاق. المزيد من الرسوم الجمركية العقابية تلوح في الأفق حال الفشل.
رئيس مكتب الاحصاءات الصيني، نينغ جي شي، قال، في مؤتمر صحفي، الاثنين، إن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة أثرت على الاقتصاد الصيني، لكن “التأثير لا يزال تحت السيطرة”.
وأضاف نينغ أن الأوضاع العالمية “ستكون أكثر تعقيدًا وشدة في 2019″، لكن اقتصاد الصين “سوف يتحرك قدمًا بشكل مستقر”.
على العكس، يتوقع سكوت كينيدي، الخبير في الاقتصاد الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن إخراج الصين “مما يشبه الركود” سيستغرق الكثير.
وتتزايد المؤشرات التي تدل على أن التباطؤ سيزداد سوءًا، بما يجعل اتخاذ المزيد من إجراءات التحفيز مؤكدًا.
في الأشهر الأخيرة، مضت بكين قدمًا في خطط بمليارات الدولارات من مشاريع السكك الحديدية الجديدة وتخفيضات ضريبية للشركات الصغيرة، ويقول مسؤولون إنهم يجهزون إجراءات جديدة لمساعدة صناعة السيارات المتعثرة.
لكن جهود بكين لن تثمر على الفور. تشن لونج، محلل مؤسسة جافيكال للأبحاث يتوقع أن ظهور تأثير الإجراءات على الاقتصاد وبورصة الأسهم سيستغرق عدة أشهر، محتذر من تدهور زخم السوق أكثر حتى ذلك الحين.
جيف نج، كبير اقتصاديي آسيا في روبيني جلوبال إيكونوميكس، يقول إن الصين ما زالت تملك الكثير من أوراق اللعبة، لكنه حذر أيضًا من الآثار الجانبية.