في خريف 2016، سعى هارفي واينستين لسد أية ثغرة يمكن استغلالها ضده، شاملة أية فضيحة تتعلق بجرائمه الجنسية.
محرك مخاوف واينستين كان شقيقه بوب، شريكة في شركة الإنتاج التي يملكها.. كان يتصور أن شقيقه يدبر مؤامرة ضده لطرده من إدارة الشركة والاستيلاء عليها كاملة.
لإغلاق الملف، تعاقد مع شركة بلاك كيوب الإسرائيلية، التي تضم عملاء سابقين للموساد، والتي تقدم خدمات إجراء تحقيقات خاصة.
خصصت الشركة الإسرائيلية اثنين من عملائها لإدارة الملف، أحدهما صحفي الجارديان السابق سيث فريدمان، والأخرى تدعى دايانا فيليب، التي قدمت نفسها باعتبارها ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة.
تركزت خطة العميلين على مقابلة ضحايا هارفي واينستين اللاتي تمثلن خطرا محتملا في التنسيق مع شقيقه للإبلاغ عن جرائمه. المقابلات تمت بحجة إجراء حوارات صحفية معهن.
توصل جاسوسا واينستين إلى قائمة من 91 شخصية تنطبق عليها المواصفات. إحداهن كانت الممثلة روز مكجوين، التي قابلاها معًا.
أغلب الضحايا اللاتي كان واينستين يبحث عن طريقة لإسكاتهن لم يكن ينوين الحديث أصلًا. لكن فتح الملف في حوار صحفي مفترض أثار ظنون روز مكجوين أن تحركًا بدأ ضد الشخص الذي تتهمه باغتصابها، فنشرت سلسلة تغريدات في 2017 حول تعرضها للاغتصاب، وكيف أن صديقها باع فيلمها للشخص الذي اغتصبها حتى يضمن توزيع الفيلم.
تغريدات مكجوين لفتت انتباه الصحفي رونان فارو، الذي اتصل بها في محاولة لجمع تفاصيل إضافية.
خلال الحديث، كشفت مكجوين عن حوارها مع فريدمان، ولقائها مع فيليب. بحث عنهما، فاكتشف هويتهما الحقيقة.
بدأ فارو يلاحظ أنه خاضع للمراقبة. الجهة التي فرصت المراقبة كانت بلاك كيوب نفسها، التي ظنت أن فارو ضمن شبكة مفترضة شكلها شقيق واينستين لإسقاطه.
من هنا، وسع فارو نطاق تحقيقاته حول واينستين، وقابل عددًا من الممثلات، فبدأت التفاصيل تتضح أكثر.
تحقيقات فارو كان يمكن أن تبقى مجرد قصة صحيفة عبارة عن اتهامات ممثلات ضد المنتج الهوليوودي بدون دليل، لولا تمكنه من لقاء الموديل الإيطالية أمبرا جويتيريز التي احتفظت بتسجيل صوتي سجلته سرًا لمحاولة واينستين الاعتداء عليها.. وكان التسجيل بعلم الشرطة.
بمجرد حصول رونان فارو على التسجيل، استأجر خزانة في "بنك أوف أميركا" لتأمين التسجيل، مع نسخة من كل المعلومات التي حصل عليها لضمان عدم سرقتها، وتنويه يوجب على البنك الإفصاح علنًا عن محتويات الخزانة إن أصابه مكروه.
رغم فداحة نتائج التحقيق، إلا أن رئيس قسم الأخبار في شبكة إن بي سي نواه أبنهايم رفض إذاعة التسجيل، وأمر فارو وفريق الصحفيين بالتوقف عن متابعة القصة أو الحديث مع أي مصدر فيها، قائلًا إنه غير واثق من أن الأمر يستحق.
السلوك أثار شكوك فارو وفريق الصحفيين معه، فذهب بالتفاصيل كاملة إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، بعد يومين فقط من نشر الصحيفة أول تقرير خاص عن امرأتين تتهمان واينستين بالتحرش بهما.
فضيحة مارتن لوثر كينج في عهد METOO .. علاقة بـ40 امرأة | الحكاية في دقائق
تايم لاين في دقائق| #METOO .. صدمة ما بعد السنة الأولى
ما تكشف عن كيفن سبيسي لم يكن قضية التحرش بالذكور فقط | س/ج في دقائق