تُعرف سيدني بأنها عاصمة ولاية نيو ساوث ويلز الواقعة في أستراليا، فهي ليست عاصمة استراليا كما يظن الكثير من الناس، حيث إن عاصمة استراليا هي كانبيرا، ويرجع السبب وراء انتشار تلك المعلومة الخاطئة إلى أن سيدني هي من أكثر المدن التي يحلم الكثيرون بالسفر إليها، وهي أول ما يخطر ببالهم حينما يتخيلون استراليا، كما أنها موطن للعديد من مناطق الجذب الشهيرة.
لم تكن سيدني هي الخيار الأفضل عند تحديد عاصمة لاستراليا، حيث كان يتم اختيار العاصمة على أساس ألا تكون قريبة من الساحل، وألا يوجد بها مستوطنة كبيرة، وألا تتسم بارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ومع الأسف تتسم سيدني بالطقس الحار صيفًا وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي لم تجعل منها عاصمة، ولهذا فقد اختاروا مدينة تحتل موقعًا قياديًا، وكانت كانبيرا.
تم تأسيس مدينة سيدني على يد آرثر فيليب عام 1788 في خليج سيدني كوف، وقد بُنيت المدينة على التلال التي تقع بالقرب من ميناء جاكسون الذي يُعرف بين الناس باسم ميناء سيدني، وفضلاً لموقع المدينة، فقد بُني بها دار أوبرا وجسر هاربور واللذان يتم اعتبراهما من معالم المدينة.
تحتوي سيدني على عدة شواطئ خلابة تبهر السائحين، كما أنها تتضمن العديد من الحدائق، وقد نالت المدينة مركز دولي للتجارة والفنون والأزياء والثقافة والترفيه والموسيقى والتعليم والسياحة، وتم تصنيفها بواسطة مجلة ذي إيكونوميست وشركة ميرسر لاستثمارات الأعمال وإدارة الأصول بأنها واحدة من أفضل 10 مدن ملائمة للعيش بالعالم.
دعنا نبدأ الآن في التعرّف على الأماكن السياحية الساحرة التي يمكنك زيارتها هناك والتي ستتنوع ما بين الشواطئ الرومانسية والحدائق والمحميات الطبيعية ومواقع التراث العالمي وغيرها من الأشياء المبهرة:
تأتي دار الأوبرا بسيدني في مقدمة الأماكن السياحية التي يرغب الكثير من السياح في زيارتها، وهي تقع شرق جسر المدينة، وقد تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 2007. يتميز هذا المكان بهندستُه المعمارية الفخمة التي تجمع بين التأثيرات الحديثة والقديمة، وأكثر ما يلفت الانتباه هو هيكل السقف الذي يشبه شكل الشراع.
تستطيع أن تشاهد هناك الأوبرا الشعبية وكذلك العروض المختلفة كالرقص والباليه، ويحتوي المكان كذلك على عدة مسارح تقدّم عروض للأفلام والمسرحيات والعروض الموسيقية القصيرة، كما يستعرض الفناء الأمامي للمبني الواقع بالناحية الجنوبية الشرقية منه عروضًا مختلفة بالهواء الطلق.
يُعد هذا الجسر بمثابة رمز معماري رائع لاستراليا كلها، وقد استغرق بناؤه ما يصل إلى سبع سنوات، وهو مصنوع من 52800 طن من الفولاذ، وهو يطلق عليه اسم “شماعات المعطف” باللغة العامية نظرًا للتشابه في شكله مع شكل شماعات المعاطف.
يُعرف عن هذا الجسر بأنه جسر فلاذي مقوس يتم استعماله كوسيلة نقل رئيسية، وهو قادر على حمل كافة وسائل المواصلات المختلفة كالسكك الحديدة والمركبات بالإضافة إلى المشاة والدراجات أيضًا. عادةً ما يقوم السياح بتسلُّق الجسر بشكل قانوني باستعمال الصرح الجنوبي الشرقي له.
يقع حي الروكس على حافة ميناء سيدني، وهو من أشهر الأماكن السياحية هناك، فهو يتضمن عدة مناطق تجذب السياح من بينها متحف Rocks Discovery ومعرض Argyle ومتحف الفن المعاصر في أستراليا، وتستطيع بسهولة أن تتعرف على تاريخ المكان من خلال جولة بسيطة تقوم بها في المباني التراثية والممرات الموجودة هناك.
تستطيع أيضًا في حي الروكس أن تخوض مغامرات مختلفة فهو مكان رائع يسمح لك أن تحلّق فوق المدينة وترى المناظر الخلابة وتستكشف الحياة البرية خلال رحلة نهارية وتزور الواطئ الذهبية، كما يمكنك أن تشتري مقتنيات وهدايا مختلفة من السوق.
يمثّل مبنى الملكة فيكتوريا واحد من أجمل المباني الموجودة في البر الرئيسي لأستراليا، وقد بُني عام 1898. سُمي المبنى بهذا الاسم للاحتفال باليوبيل الماسي للملكة الحاكمة لفترة طويلة. يتسّم هيكل البناء بألواحه الزجاجية الفريدة، بالإضافة إلى القباب الرائعة والأعمدة والأقواس.
تشتمل ساحة التسوق الكبرى على ما يزيد عن مائة متجر، بما في ذلك متاجر البيع بالتجزئة والمعارض والمطاعم. يشتهر مبنى الملكة فيكتوريا بالاخص بخيارات تناول الطعام فيه، حيث أنه يقوم بتقديم ما يزيد عن 20 مقهى ومطعم، كذلك توجد الكثير من المعارض الساحرة التي تنتشر بكافة أنحاء المبنى.
افتُتِحت تلك الحدائق في سيدني عام 1816 وهذا يجعلها إحدى أقدم المؤسسات العلمية بالعالم كله، وهي من أفضل الأماكن التي تستطيع زيارتها إذا كنت شغوفًا بعلم النبات. تتضمن الحدائق النباتية الملكية عددًا متنوعًا من النباتات المختلفة، وهي تقع في قلب سيدني.
تفتح الحديقة أبوابها للزوار يوميًا كما أنها لا تحتاج إلى تذكرة دخول، حيث يُمكن دخولها مجانًا، وهي توفّر موقعًا متميزًا يطل على ميناء سيدني ودار الأوبرا. تشتمل الحدائق النباتية الملكية على مكتبة تم تأسيسها عام 1851 وهي بمثابة أقدم مكتبة بحثية نباتية موجودة بأستراليا فهي تحتوي على عدد كبير من المؤلفات المختلفة الخاصة بالنباتات بالإضافة إلى عينات نباتية.
يُعد شاطئ بوندي من أشهر الشواطئ الموجودة في استراليا، وهو يقدّم منظرًا جميلاً للرمال المتلألأة تحت ضوء الشمس والأمواج الرائعة التي يستمع بها السباحين وراكبي الأمواج، وهناك شبه جزيرة رائعة تحيط بالشاطئ وهي تمثّل أحد أفضل أماكن الزيارة في سيدني.
يزدحم هذا الشاطئ بالزوار من كل الأعمار، ولا يقصده فقط محبي الشاطئ، بل أيضًا محبي الأطعمة اللذيذة، حيث يوجد هناك مطاعم حازت على جوائز في بوندي، كما يحيط بالشاطئ مقاهي مختلفة ومتاجر تتضمن ملابش شاطئ عصرية وأماكن للإقامة.
توجد حديقة تارونغا بضاحية موسمان في سيدني، وقد تم افتتاحها عام 1916، وهي ممتدة على 69 فدان، وتتضمن بعض النباتات بالإضافة إلى الحيوانات المختلفة كالكنغر الأسترالي، والولاب، والفيل الأسيوي وغيرهم، وفي عام 1927 تم إضافة حوض للأسماك ومتحف بحري هناك، كذلك في عام 1939 أصبح هناك أيضًا أوكارًا للنمور.
نجحت الحديقة في المحافظة على الحياة البرية من خلال ايواء حيوانات مختلفة مهددة بالأنقراض أمثال: الكوالا، و بوسوم تسمانيا الاقزام، و ولبى بارما، وبيتونج ذو الذيل وغيرهم، وتوجد أيضًا محمية للطيور بالغابات المطيرة والتي تتضمن أنواع عديدة من الطيور مثل: طيور التعريشة والطيور القيثارية وببغاوات أسترالية.
تقع حديقة الصداقة الصينية بالحي الصيني في سيدني، وقد أنشأت خلال فترة حكم أسرة مينج، وهي تعكس الثقافة الصينية بخصوص النباتات، فهي تمتلئ بالعديد من نباتات الخيزران بالإضافة إلى الشلالات، وتمتلك الحديقة جدار على شكل تنين يرمز إلى العلاقة بين مدينة قوانتشو الصينية وولاية نيوشاوث ويلز.
تتضمن الحديقة مقهى يقوم بتقديم شاي صيني تقليدي للزوار، كذلك يستطيع السياح أن يحصلوا على عدد من المرطبات الرائعة. تتميز الحديقة أيضًا بأنها واحدة من أشهر الأماكن التي تعقد حفلات الزفاف.
نسخة للطباعة