هل مضادات الاكتئاب تؤثر على المخ؟ وهل لها أعراض انسحابية؟

هل مضادات الاكتئاب تؤثر على المخ؟ وهل لها أعراض انسحابية؟

13 Jan 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يُعد الاكتئاب أحد أمراض العصر حيث شاعت الإصابة به بين الناس من مختلف الأعمار، وقد يتسبب الاكتئاب في التأثير بشكل كبير على الشخص بالدرجة التي قد تجعله يتوقف تمامًا عن ممارسة حياته بشكل طبيعي، ولهذا كانت مضادات الاكتئاب ضرورية في بعض الحالات للعلاج، ولكن يخاف الكثيرون من تأثيرها على المخ وأعراض انسحابها، لهذا سنناقش في هذا المقال صحة تلك المخاوف.

كيف تعمل مضادات الاكتئاب وهل تؤثر على المخ؟

يُعتقد أن مضادات الاكتئاب تعمل من خلال زيادة مستويات المواد الكيميائية الموجود بالدماغ والتي تُعرف باسم الناقلات العصبية. بعض تلك النواقل تكون مرتبطة بالمزاج والعاطفة مثل السيروتونين والنورإبينفرين.

يُمكن أن تخفف مضادات الاكتئاب من حدة الآلام طويلة المدى؛ وذلك نظرًا لأن الناقلات العصبية قد يكون لها تأثير كذلك على إشارات الآلم التي يتم إرسالها من قِبل الأعصاب.

لا تسبب تلك الأدوية أي أضرار على خلايا المخ والجهاز العصبي طبقًا لما توصلته الأبحاث، حيث يكمن دورها فقط في التأثير على النواقل العصبية من أجل معالجة أعراض الاكتئاب التي يكون سببها نقص السيروتونين.

هل تسبب مضادات الاكتئاب أعراض انسحابية؟

لا تسبب مضادات الاكتئاب الاعتياد أو الادمان عليها مثلما قد تفعل المهدئات، إلا أنها لها أعراض انسحابية وخاصة “السيروكسات” والتي تظهر حينما يقوم الشخص بالتوقف بشكل مفاجئ عن تناول الأدوية، ومن بين تلك الأعراض:

– الغثيان.
– الشعور بالدوار.
– الأرق.
– التعرق.
– مشاكل بالمعدة.
– الأحلام المزعجة والكوابيس.
– الشعور بالقلق وقد تصل إلى نوبات هلع.

تظهر أعراض الانسحاب في العادة خلال 5 أيام بعد إيقاف تناول الدواء، وقد تظل موجودة لحوالي أسبوع إلى أسبوعين، ولكن بعض الأشخاص قد تطول عندهم الفترة لعدة أشهر.

من الضروري أن يتابع الشخص مع الطبيب وألا يتوقف عن تناول الدواء فجأة حتى لا يعاني من تلك الأعراض. يقوم الطبيب بالمتابعة مع الشخص وايقاف الدواء تدريجيًا، وقد يتطلب ايقاف الدواء تمامًا عدة أشهر لمنع ظهور أي أعراض انسحاب.

ما هي الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب؟

تُعد الأعراض الجانبية أمرًا طبيعًيا في كافة الأدوية بما في ذلك مضادات الاكتئاب. يمكن أن ينزعج الشخص من الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب في البداية، ولكنه مع الوقت يشعر بتحسن ولا يُشكّل له الأمر أي مشكلة له.

لابد من متابعة العلاج حتى إذا كان هناك بعض الآثار الجانبية، حيث قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تظهر إيجابيات الدواء ومفعوله على الشخص، ومع مرور الوقت ستفوق الإيجابيات أي مشاكل وأعراض جانبية أخرى.

تختلف الأعراض الجانبية بحسب نوع مضاد الاكتئاب الذي تتناوله كما أن الدواء يتفاعل مع كل شخص بطريقة مختلفة، ولكن عمومًا توجد بعض الآثار الشائعة مثل:

– الغثيان.
– زيادة الوزن.
– انخفاض الرغبة الجنسية.
– الإجهاد.
– مشاكل في النوم.
– جفاف الفم.
– الإمساك.
– تشوش الرؤية.
– الدوار.
– القلق.

هل تسبب مضادات الاكتئاب أفكار انتحارية؟

هناك بعض الحالات النادرة التي قد يعاني فيها بعض الأشخاص من أفكار انتحارية بعد تناولهم لمضادات الاكتئاب لأول مرة، وغالبًا ما تحدث تلك الحالات بين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عام.

في حالة زيادة الرغبة الانتحارية أثناء تناول مضادات الاكتئاب يجب على الفور الاتصال بالطبيب لمتابعة الخطة العلاجية وعمل التغييرات المناسبة، ومن المفيد أن يكون أحد الأقارب أو الأصدقاء متابع للحالة، لتنبيه الشخص إذا إذا كانت أعراضه تزداد سوءًا، أوما إذا ظهرت تغييرات ما في سلوكه.

ما مدى فعالية مضادات الاكتئاب؟

يُمكن أن يتطلب الأمر عدة أسابيع حتى تظهر فاعلية مضادات الاكتئاب على الشخص، إلا أن بعض الناس يتوقفون عن استخدامها مبكرًا ظنًا منهم أنها لا تعمل بكفاءة، وتشمل الأسباب التي قد يجعل الناس لا يرون أي تحسن ما يلي:

– أن الدواء الذي يتناولونه غير مناسب مع حالتهم ويحتاجون لتغييره.
– عدم مراقبة الطبيب لحالتهم بعناية.
– نسيان تناول الدواء بمواعيده.
– الحاجة إلى وجود علاجات إضافية بجانب الادوية مثل العلاج المعرفي السلوكي.

لابد من المتابعة مع الطبيب أثناء فترة العلاج بشكل منتظم حتى يتابع الطبيب الحالة ويقوم بتغييرات في الخطة العلاجة عند الحاجة، ومن الضروري تناول الادوية حسب التعليمات والانتظار حتى يكون التأثير واضحًا بشكل أكبر بعد حوالي شهر إلى شهرين من العلاج.

كم تبلغ مدة العلاج بمضادات الاكتئاب؟

أوضحت الكلية الملكية للأطباء النفسيين بالمملكة المتحدة أن حوالي نصف المرضى يشهدون تحسنًا ملحوظًا بعد حوالي 3 أشهر من استعمال مضادات الاكتئاب، إلا أن أقل مدة لاستخدام تلك الادوية هي 6 أشهر.

تختلف مدة العلاج بالطبع بحسب كل حالة، فقد يحتاج بعض الأشخاص حوالي 24 شهر على الأقل خاصةً إذا عانوا مرة أو أكثر من الاكتئاب، بينما يتطلب آخرون تكرار العلاج عدة سنوات في حالة معاناتهم من نوبات اكتئاب منتظمة.

هل مضادات الاكتئاب آمنة على الحوامل؟

يُفضل كإجراء احترازي عدم تناول الحوامل مضادات الاكتئاب خاصةً خلال المراحل المبكرة من الحمل؛ لأن ذلك قد يعرّض المرأة أو طفلها للمخاطر مثل الاجهاض أو الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين أو العيوب الخلقية أو النزيف المفرط خلال الولادة.

ومع ذلك تُعد معالجة الاكتئاب أمرًا مهمًا يجب عدم إغفاله خصوصًا أنه قد يتفاقم خلال الحمل وبعد الولادة، لذلك من الضروري مناقشة الأمر مع الطبيب ومعرفة أفضل الخيارات وأكثرها أمانًا للأم وطفلها.

ما هي أنواع مضادات الاكتئاب؟

توجد عدة أنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب وهم:

مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

يُعد هذا النوع هو الأشهر والأكثر استخدامًا، وهو يتميز بقلة أعراضه الجانبية، كما أن الجرعة الزائدة منه عادةً لا تعرّض المريض لخطر كبير. تحارب تلك الادوية الاكتئاب من خلال تقليل امتصاص السيروتونين بالدماغ والذي يلعب عدم توازنه دورًا كبيرًا بالإصابة بالاكتئاب.

مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)

تعمل هذه الادوية على تحسين مستويات السيروتونين والنورابنفرين بالدماغ مما يقلل من أعراض الاكتئاب، كما أنها تخفف من الألم أيضًا. ببعض الحالات يكون المصابين بالاكتئاب أكثر وعيًا بالآلام، لذلك يكون هذا الدواء فعالاً مع هؤلاء الأشخاص.

نورادرينالين ومضادات الاكتئاب السيروتونينينية (NASSAs)

يُمكن أن يكون هذا النوع من مضادات الاكتئاب فعالاً مع الأشخاص الغير قادرين على تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. يُعتقد أن آثار NASSAs الجانبية شبيهة بآثار SSRIs، إلا أنها قد تسبب مزيد من النعاس في بداية استعمالها.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)

وهي من أقدم أنواع مضادات الاكتئاب التي ظهرت، إلا أنها الآن لم تعد الخيار الأول في العلاج نظرًا لكونها أكثر خطورة في حالة تناول جرعة زائدة منها، كما أنها تسبب بعض الأعراض الجانبية المزعجة.

عادةً لا يتم اللجوء إليها إلا في حالات الاكتئاب الشديد الذي لا يستجيب للعلاجات الأخرى كما أنها قد تؤخذ أيضًا في حالات الوسواس القهري والاضطراب الوجداني ثنائي القطب.

مضادات السيروتونين ومثبطات إعادة امتصاص (SARIs)

عادةً لا يُستعمل هذا النوع أيضًا كخيار أول في علاج الاكتئاب، إلا أنه يتم وصفه في حالة عدم نجاح مضادات الاكتئاب الأخرى، أو إذا ما تسببت في الكثير من الأعراض الجانبية الغير سارة.

مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين (MAOI)

وهي من مضادات الاكتئاب القديمة جدًا والتي نادرًا ما تستعمل في الوقت الحالي، فهي تسبب آثارًا جانبية خطيرة محتملة، لذلك لابد من وصفها من قِبل طبيب متخصص فقط.

دور العلاج المعرفي السلوكي في خطة العلاج

عادة ما يتم المزج بين مضادات الاكتئاب والعلاج المعرفي السلوكي لمعالجة الأشخاص الذين يعالجون من اكتئاب تتراوح شدته بين المعتدل إلى الشديد. تقوم مضادات الاكتئاب بتقليل الأعراض، أما العلاج المعرفي السلوكي يتعامل مع أسباب الاكتئاب نفسها ويساعد الشخص في التغلب عليها.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك