هونغ كونغ هي واحدة من المناطق الإدارية الخاصة في الصين، وهي تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم، فبالرغم من مساحتها الصغيرة، إلا أنها تتضمن عدد كبير من السكان، وأغلب سكان هونغ كونغ هم من الصينيين بينما يوجد فقط خمسة بالمائة من السكان ينتمون لمجموعات أخرى.
هونغ كونغ هي منطقة إدارية خاصة بجمهورين الصين لذلك فهي لا يُمكن اعتبارها دولة مستقلة عنها. مع ذلك تتمتع هونغ كونغ بوضع خاص يجعلها تمارس درجة عالية من الحكم الذاتي، كما أن لديها استقلالية في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
تقع هونغ كونغ على الساحل الجنوبي لجمهورية الصين الشعبية بالقرب من مصب نهر اللؤلؤ على الساحل الجنوبي من الصين. يحد المنطقة مقاطعة جوانجدونج من الشمال وبحر الصين الجنوبي من ناحية الشرق والجنوب والغرب.
تتكون البلاد من جزيرة هونغ كونغ التي تنازلت عنها الصين في الأصل لبريطانيا العظمي عام 1842، بالإضافة إلى الجزء الجنوبي من شبه جزيرة كولون وجزيرة الحجارة – التي انضمت حاليًا للبر الرئيسي وقد تم التنازل عنها في عام 1840 -.
علاوة على ذلك توجد الأراضي الجديدة التي تشمل منطقة البر الرئيسي التي تقع إلى حد كبير ناحية الشمال، بالإضافة إلى 230 جزيرة بحرية كبيرة وصغيرة تم تأجيرهم من الصين لمدة 99 عام منذ عام 1898 حتى عام 1997.
كانت هونغ كونغ في الأصل مستعمرة للإمبراطورية البريطانية، وقد حدث ذلك عقب حرب الأفيون الأولى – الحرب الأنجلوصينية التي حدثت بين كل من بريطانيا العظمى وسلالة تشينغ الصينية الحاكمة – الواقعة بين عامي 1839 و 1842.
تُعد هذه الجزيرة هي أقدم منطقة نامية منذ عام 1842 وهو العام الذي أصبحت فيه مستعمرة من قبِل بريطانيا. قبل إطلاق منطقة فيكتوريا، كانت مدينة ستانلي هي المركز السياسي لجزيرة هونغ كونغ.
في غضون الفترة المبكرة لاستعمار بريطانيا للجزيرة، كانت منطقة السكن الرئيسية هي منطقة هونغ كونغ المركزية ومنطقة شيونغ وان، وعُرفت تلك المنطقة أيضًا باسم منطقة فيكتوريا. كان ميناء فيكتوريا يفصل بين كل من جزيرة هونغ كونغ وشبه جزيرة كولون، وقد عُرف عن هذا الميناء قديمًا أنه كان بمثابة ميناء تجاري لأكبر مركز للمعارض التجارية بالعالم.
ظل حكم بريطانيا لهونغ كونغ مستمرًا حتى عام 1997، وبعد ذلك نالت الصين السيادة على المنطقة، وقد أثّرت الفترات الزمنية المختلفة بشكل كبير على الثقافة المحلية لهونغ كونغ، ولهذا فهي تمتلك ثقافات مختلفة، وعُرفت باسم “الشرق يلتقي الغرب”.
تقع البلاد على الحافة الشمالية للمنطقة الاستوائية، ولهذا فهي تتمتع بصيف حار ورطب وشتاء بارد وجاف. تهب رياح موسمية جافة بشكل نسبي من الشمال الشرقي خلال فصل الشتاء، بينما في الصيف تهب رياح جنوبية شرقية دافئة ورطبة.
يبلغ متوسط درجات الحرارة خلال شهري يناير ويوليو 16 درجة مئوية و 29 درجة مئوية، وقد كانت أدنى درجة حرارة تم تسجيلها هي 0 درجة مئوية في يناير 1892، بينما كانت أعلى درجة حرارة مسجلة هي 36 درجة مئوية بأغسطس 1900.
يصل متوسط هطول الأمطار السنوي في البلاد حوالي 88 بوصة، ويتساقط ما يزيد عن نصفها في أشهر الصيف يونيو ويوليو وأغسطس، بينما يتساقط من نوفمبر إلى مارس ما لا يزيد عن 10 بالمائة فقط من كمية الأمطار. في بعض الأحيان تتسبب الأمطار مع الأعاصير إلى تدمير الحياة والممتلكات هناك.
الغالبية العظمى من السكان هم من الصين طبقًا لمكان المنشأ، بينما يعيش هناك نسبة ضئيلة من غير الصينيين. تتكون المجموعات غير الصينية الذين يعيشون في البلاد إلى حد كبير من الآسيويين – في المقام الأول الفلبينيين والإندونيسيين وجنوب آسيا -.
يوجد بالبلاد أيضًا أعداد صغيرة من غير الآسيويين – معظمهم من الأمريكيين والكنديين والأستراليين -. الغالبية العظمى من الصينيين هم من مقاطعة غوانغدونغ وهونج كونج نفسها، مع أعداد أقل قادمة من أجزاء أخرى من الصين.
تُعد اللغتان الصينية والإنجليزية هما اللغتان الرسميتان في هونغ كونغ، وبالاخص تنتشر اللغة الصينية الكانتونية، وهناك لغات صينية أخرى شائعة الاستعمال مثل: لغة الهاكا و لغة التانكا حيث يتم استخدامهم داخل مجتمعات منفصلة في هونغ كونغ ومقاطعة غوانغدونغ الصينية.
من الوارد أن تقوم مجموعات من مناطق أخرى في الصين باستعمال اللهجات الأصلية الخاصة بهم، وبالمثل من الممكن أن يستعمل غير الصينيين لغاتهم الأصلية فيما بينهم، ومن الجدير بالذكر فقد ارتفع استخدام لغة الماندرين الصينية حيث عادت هونغ كونغ إلى الاندماج مع الصين.
أغلب سكان هونغ كونغ لا يتبّعون أي ديانات، أما من يتبعون معتقدات، فإنه يتفوق بينهم من الصينيين أعداد أتباع الديانة البوذية والطاوية على المجموعات الأخرى، كذلك تعتنق فئة كبيرة كذلك المعتقدات الكونفوشيوسية.
تنتشر في البلاد المعابد والأديرة البوذية والطاوية والتي تم تأسيسها منذ زمن بعيد، وهي لها دور كبير في الحياة اليومية للمواطنين الصينيين، وبالرغم من تخصيص كل معبد لآله معين أو اثنين بالأكثر، ولكن من الوارد أن تجد صور لآلهة أخرى داخل كل معبد.
يعيش عدد قليل من المسيحين بالبلاد والذين ينتمون بشكل أكبر لمذهب البروتستانتية مع القليل ممن ينتمون للكاثوليك. يوجد العشرات من الطوائف البروتستانتية هناك من بينهم: المعمدانية والأنجليكانية واللوثرية. يعيش بهونغ كونغ كذلك نسبة بسيطة من المسلمين والهندوس والسيخ واليهود.
لا تشتمل البلاد على نسبة كبيرة من الموارد الطبيعة، لذلك فهي تعتمد على الواردات لكافة متطلباتها تقريبًا كالمواد الخام والأغذية والسلع الاستهلاكية والرأسمالية والوقود، إلا أنها عُرفت بأنها ميناء إعادة التصدير حتى عام 1951 خاصةً مع الصين وذلك بسبب كونها ميناء دولي مجاني.
تسبب فرض الأمم المتحدة للحظر على كل من الصين وكوريا الشمالية إلى تقليص التجارة، مما تسبب في تأسيس صناعات خفيفة تنافسية وتحول الاقتصاد خلال أوائل الستينات.
استطاع اقتصاد السوق وسياسة عدم التدخل التي كانت متبعة من قِبل الحكومة الاستعمارية البريطانية المرونة في زيادة التصنيع منذ أواخر الستينيات من أجل جذب الاستثمار الأجنبي والمعاملات المالية.
بدأت الصين بعد ذلك في تبنّي سياسة خارجية منفتحة بشكل أكبر مما أدى إلى انتعاش تجارة المقاولات سريعًا، بينما انتعشت التجارة بين هونج كونج والصين. أصبحت هونغ كونغ متطورة في نطاق التصنيع والتجارة والشحن، كما أنها عُرفت كمركز مالي إقليمي وكوكيل في سعي الصين إلى التحديث.
تمتلك هونغ كونغ آلاف الكيلومترات المربعة من السواحل الوعرة وسلاسل الجبال والمتنزهات الريفية، لذلك ليس من المستغرب أن تكون موطنًا لمجموعات كبيرة من الحياة البرية.
تتنوع الحياة البيولوجية على امتداد المنطقة الانتقالية بين المناطق المدارية والمنطقة المعتدلة بالرغم من صغر مساحتها، حيث يوجد هناك ما يقرب من 3300 نوع من النباتات و 55 نوعًا من الثدييات الأرضية بالإضافة إلى 115 نوعًا من البرمائيات والزواحف و 193 نوعًا من أسماك المياه العذبة و 129 نوعًا من اليعسوب و 245 نوعًا من الفراشات.
سجّلت البلاد ما يزيد عن 550 نوعًا، مما يجعلها تفتخر بكونها تمتلك ثلث إجمالي أنواع الطيور في الصين، وتعد الفراشات الموجودة في المتنزهات الحضرية بهونغ كونغ هي أكثر ما يجذب الاهتمام إليها، فهي تتميز بوجود تنوع كبير بأنواع الفراشات.
توفّر مبادرة هونغ كونغ للتنوع البيولوجي على الإنترنت معلومات مفصلة عن أنواع الحيوانات والنباتات في هونغ كونغ، وقد تم تصنيفها إلى الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات وأسماك المياه العذبة والفراشات واليعسوب والنباتات وحيوانات المانغروف.
نسخة للطباعة