تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، تسجيلا، لكلمة باللغة الإنجليزية، انقسمت الآراء حول سماعها إلى جزئين، هل هي Yanny أم Laurel، البعض أجاب بأنها Yanny وآخرون بـ Laurel، فماذا يحدث؟
علميا يُطلق على هذه الظاهرة بـ bistable perception أو multistable percetion وهو ما يعني إدراك (رؤية أو سماع أو شم) ظاهرة أو شيء ما بشكل معين في ظروف معينة، لكن في ظروف أخرى (أو باستخدام معطيات جديدة عرفتها عن الشيء) تدركه بشكل مختلف تمامًا.
في البداية، إذا أردت معرفة ما هي الكلمة الأصلية، فهي بكل تأكيد Laurel، لأنه بقليل من البحث يتضح أن التسجيل، الذي نثر بذور الفرقة بين الملايين، هو تسجيل نطق كلمة Laurel على موقع Vocabulary.com فإذا كانت هي Laurel، فلماذا إذن سمعها نصف الناس تقريبًا على أنها Yanny؟
تفاصيل الموضوع على الرغم من أنها إلى حد ما معقدة ومتعدد الجوانب، إلا أنها يمكن اختصارها في عبارة واحدة فقط “تردد الصوت”، فبعض الأصوات التي نصدرها تسمى أصواتاً ذات ترددية عالية وأخرى تسمى ذات ترددية منخفضة. الموجة ذات التردد العالي هي قصيرة الطول (أي الفروق أو المسافات بين قيعانها وقممها أقصر بمراحل من الموجة ذات التردد المنخفض).
الأصوات مثل “اااا” و”مممم” و”لللل” هي أصوات منخفضة التردد، بينما أصوات مثل “إيييي” أو “سسسس” هي أصوات عالية التردد. في التسجيل الذي نتحدث عنه تسربت بعض الأصوات عالية التردد لداخله، غالبًا لأنه كان تسجيلا لتسجيل أو حتى تسجيلا لتسجيل لتسجيل ومن هنا ما ستسمعه فيه سيعتمد على عدة عوامل وهي سنك (وبالتالي عمر أذنيك وقدرات حاسة السمع عندك) والجهاز الذي يصدر منه صوت التسجيل حينما تسمعه، والسماعات التي تتلقى منها التسجيل النهائي
لذلك إذا كنت في العشرينات أو الثلاثينات أو أكبر وتسمعها Laurel فأنت غالبًا من الغالبية الطبيعية أو العادية، وإذا كنت في هذه الأعمار ولكن تسمعها Yanny فغالبًا أنت من القلة المحظوظة التي تتمتع حاسة سمعها بعمر أصغر من عمرك نفسه، وإذا كنت ما دون العشرين من عمرك وتسمعها Laurel فأنت من الغالبية الطبيعية أو العادية، وإذا لم تسمعها Yanny فلربما تكون من القلة قليلة الحظ التي تشيخ الحاسة عندها بمعدّل أسرع من الآخرين، ولكن لاحظ وجود عامل الأجهزة والسماعات ولذلك لابد من سماعها على أكثر من جهاز وبأكثر من سماعة قبل البـَـت في الأمر بشكل نهائي.