ياني أم لورل؟ | لماذا ندرك نفس الشيء بشكلين مختلفين؟ | محمود مهدلي

ياني أم لورل؟ | لماذا ندرك نفس الشيء بشكلين مختلفين؟ | محمود مهدلي

29 May 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا، تسجيلا، لكلمة باللغة الإنجليزية، انقسمت الآراء حول سماعها إلى جزئين، هل هي Yanny أم Laurel، البعض أجاب بأنها Yanny وآخرون بـ Laurel، فماذا يحدث؟

علميا يُطلق على هذه الظاهرة بـ bistable perception أو multistable percetion وهو ما يعني إدراك (رؤية أو سماع أو شم) ظاهرة أو شيء ما بشكل معين في ظروف معينة، لكن في ظروف أخرى (أو باستخدام معطيات جديدة عرفتها عن الشيء) تدركه بشكل مختلف تمامًا.

في البداية، إذا أردت معرفة ما هي الكلمة الأصلية، فهي بكل تأكيد Laurel، لأنه بقليل من البحث يتضح أن التسجيل، الذي نثر بذور الفرقة بين الملايين، هو تسجيل نطق كلمة Laurel على موقع Vocabulary.com فإذا كانت هي Laurel، فلماذا إذن سمعها نصف الناس تقريبًا على أنها Yanny؟

تفاصيل الموضوع على الرغم من أنها إلى حد ما معقدة ومتعدد الجوانب، إلا أنها يمكن اختصارها في عبارة واحدة فقط “تردد الصوت”، فبعض الأصوات التي نصدرها تسمى أصواتاً ذات ترددية عالية وأخرى تسمى ذات ترددية منخفضة. الموجة ذات التردد العالي هي قصيرة الطول (أي الفروق أو المسافات بين قيعانها وقممها أقصر بمراحل من الموجة ذات التردد المنخفض).

الأصوات مثل “اااا” و”مممم” و”لللل” هي أصوات منخفضة التردد، بينما أصوات مثل “إيييي” أو “سسسس” هي أصوات عالية التردد. في التسجيل الذي نتحدث عنه تسربت بعض الأصوات عالية التردد لداخله، غالبًا لأنه كان تسجيلا لتسجيل أو حتى تسجيلا لتسجيل لتسجيل ومن هنا ما ستسمعه فيه سيعتمد على عدة عوامل وهي سنك (وبالتالي عمر أذنيك وقدرات حاسة السمع عندك) والجهاز الذي يصدر منه صوت التسجيل حينما تسمعه، والسماعات التي تتلقى منها التسجيل النهائي

  • من الأشياء المعروفة والمثبتة علميًا، هي أنك كلما تقدمت في العمر كلما قلت قدرتك على سماع الترددات العالية، وبدخولك في فترة الثلاثينات من عمرك تقل هذه القدرة بشكل ملحوظ جدًا لدرجة أنك يمكنك ألا تسمعها مطلقـــًا! من أروع الأمثلة التوضيحية على هذا الموضوع هو فيديو لليوتيوبر البريطاني “توم سكوت” صنعه بداخل “متحف الكمبيوتر” بمدينة كامبريدج وكان الفيديو يحوي ضوضاء مزعجة جدًا تصم الآذان لكنه لم يلاحظها أبدًا ومرت عليه مرور الكرام بسبب أنها كانت عالية التردد، وكونه في الثلاثينات من عمره فقدت أذنيه القدرة على التقاطها، ولكن، بطبيعة الحال، لاحظ تلك الضوضاء وانزعج وحتى غضب منها جدًا بعض المشاهدين الأصغر سنــًا والأقضل سمعًا ووضحوا له الأمر، ما اضطره لإعادة رفع الفيديو.

  • بعض الأجهزة أجود في التقاط وإخراج الترددات العالية من بعض الأجهزة الأخرى، وكذلك بعض السماعات أفضل في إنتاجها من البعض الآخر، ولهذا السبب تختلف الكلمة التي تسمعها من جهاز لآخر وسماعة لأخرى. كلمة Laurel تميل للناحية منخفضة التردد، بينما Yanny تميل للناحية عالية التردد

لذلك إذا كنت في العشرينات أو الثلاثينات أو أكبر وتسمعها Laurel فأنت غالبًا من الغالبية الطبيعية أو العادية، وإذا كنت في هذه الأعمار ولكن تسمعها Yanny فغالبًا أنت من القلة المحظوظة التي تتمتع حاسة سمعها بعمر أصغر من عمرك نفسه، وإذا كنت ما دون العشرين من عمرك وتسمعها Laurel فأنت من الغالبية الطبيعية أو العادية، وإذا لم تسمعها Yanny فلربما تكون من القلة قليلة الحظ التي تشيخ الحاسة عندها بمعدّل أسرع من الآخرين، ولكن لاحظ وجود عامل الأجهزة والسماعات ولذلك لابد من سماعها على أكثر من جهاز وبأكثر من سماعة قبل البـَـت في الأمر بشكل نهائي.

SaveSave

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (1)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك