كثير من منشورات فيسبوك توصي بتناول الثوم. منظمة الصحة العالمية تقول إن الثوم "غذاء صحي قد يحتوي على بعض الخصائص المضادة للميكروبات"، لكن لا دليل على أن تناوله الثوم يمكن أن يقي من فيروس كورونا الجديد.
الثوم ليس ضارًا في ذاته، لكن صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست قالت إن مريضة اضطرت لتلقي العلاج في المستشفى لعلاج التهاب الحلق الشديد بعد تناول 1.5 كجم من الثوم الخام، ظنا أن ذلك يقيها من مخاطر الإصابة.
تنقل بعض منشورات فيسبوك وصفة طبية يابانية توصي بشرب الماء كل 15 دقيقة لطرد أي فيروس قد يدخل الفم. المستخدمون شاركوا النسخة العربية الأصلية من هذا المنشور أكثر من ربع مليون مرة.
يقول البروفيسور ترودي لانج من جامعة أكسفورد إنه لا توجد "آلية بيولوجية" تدعم فكرة أنه يمكنك فقط غسل فيروس الجهاز التنفسي إلى معدتك وقتله.
تدخل العدوى إلى الجسم عن طريق الجهاز التنفسي عندما تتنفس. قد يدخل بعضها في فمك، ولكن حتى شرب الماء باستمرار لن يمنع الإصابة بالفيروس.
مع ذلك، فإن شرب المياه والاحتفاظ برطوبة الفم هي نصيحة طبية جيدة عمومًا.
الكثير من النصائح تتحدث عن دور الحرارة في قتل الفيروس، من التوصية بشرب الماء الساخن إلى الاستحمام بالماء الساخن أو باستخدام مجففات الشعر.
تدعي إحدى المنشورات التي انتشرت في بلدان مختلفة - ونسبت زورًا إلى منظمة اليونيسيف - أن شرب الماء الساخن والتعرض لأشعة الشمس سيقتل الفيروس، وتنصح بتجنب الآيس كريم.
شارلوت غورنيتزكا من يونيسيف تشير إلى أن منشور تجنب الآيس كريم والأطعمة الباردة الأخرى خاطئ تمامًا. تضيف أن فيروس الإنفلونزا الشائع لا يعيش خارج الجسم في فصل الصيف، لكن العلماء لم يتوصلوا إلى نتيجة حاسمة حول تأثير الحرارة على فيروس كورونا.
وفقًا لسالي بلومفيلد، البروفيسير في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، لا توجد وسيلة لقتل الفيروس بمجرد دخوله الجسم إلا أن يبدأ الجسم محاربته.
تقول بلومفيلد إن قتل الفيروس خارج الجسم يحتاج إلى درجات حرارة تصل إلى حوالي 60 درجة مئوية"، وهي درجة أكبر سخونة من أي حمام.
غسل مفارش الأسرة والمناشف عند 60 درجة فكرة جيدة، حيث يمكنها قتل أي فيروسات في النسيج. لكنها ليست خيارًا جيدًا لغسل البشرة.
الحمام الساخن أو السوائل الساخنة لا تغير درجة حرارة الجسم الفعلية، التي تظل مستقرة ما لم تكن مريضًا بالفعل.
تعقيم اليدين أحد الطرق الرئيسية لمنع انتشار فيروس كورونا. الأولوية للصابون العادي، لكن حال عدم توفره، يمكن اللجوء للجل المعقم.
ومع ضغط الطلب، قدمت تقارير بعض الوصفات تسمح بإمكانية صنعه في المنزل. لكن تلك الوصفات مصممة بالأساس لصنع مطهر لتنظيف الأسطح، ويقول العلماء إنها ليست مناسبة للاستخدام على الجلد. المعقمات المصنوعة تجاريًا تحتوي على تركيبات مختلفة لتكون ألطف على الجلد، كما تحتوي على الكحول بنسبة 60-70٪.
سالي بلومفيلد، الأستاذة في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، لا تعتقد إن بالإمكان صنع منتج فعال لتعقيم الأيدي في المنزل؛ فحتى الفودكا تحتوي فقط على 40٪ من الكحول.
بالمقابل، يمكنك استخدام تلك المعقمات لتنظيف الأسطح. تقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن معظم المطهرات المنزلية الشائعة فعالة لهذا الغرض.
العشرات على الأقل لقوا مصرعهم في إيران، بينما أصيب المئات، بعضهم بالعمى، بسبب التسمم بالكحول، في محاولة لحماية أنفسهم من فيروس كورونا.
علي إحسان بور، المتحدث باسم جامعة الأهواز للعلوم الطبية قال إن شائعات انتشرت حول جدوى شرب الكحول كإجراء وقائي من الفيروس. ومع تجريم الكحوليات، استخدموا الكحول الصناعي الذي يباع في السوق لأغراض التعقيم.
تقول منظمة الصحة العالمية إنه بمجرد دخول الفيروس إلى الجسم بالفعل، فإن رش الكحول على جسمك أو شربه لا يمكنه قتله. في الواقع، يمكن أن يكون رش الكحول ضارًا بالملابس والأغشية المخاطية (العينين والفم).
يمكنك استخدام الكحول والكلور فقط لتطهير الأسطح، وتحت التوصيات المناسبة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
لذلك، من الخطأ القول إن استهلاك الكحول أو منتجات البيرة يمكن أن يساعد في منع انتشار الفيروس.
عبر يوتيوب، قُدمت بعض النصائح حول قدرة "المحاليل المعدنية المعجزة"، وبعض منتجاتها متوفرة في الأسواق العربية بشكل غير رسمي، على محو فيروس كورونا وأي مرض آخر.
العام الماضي، حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من مخاطر شرب تلك المحاليل. قالت إنها لا تعلم أن أبحاثًا علمية أثبتت كونها آمنة أو فعالة لعلاج أي مرض، لكنها يمكن أن تسبب الغثيان والقيء والإسهال وأعراض الجفاف الشديد.
برامج تليفزيونية أمريكية بدأت الترويج لاستخدام مشروبات الفضة الغروية لمكافحة كورونا في 12 ساعة.
الفضة الغروية تحتوي على جزيئات صغيرة من المعدن عالقة في سائل. ويقول أنصارها إنها قادرة على علاج جميع أنواع الأزمات الصحية، كما يمكن استخدامها كمطهر، أو كمساعد للجهاز المناعي.
لكن السلطات الصحية الأمريكية أفادت بعدم وجود دليل على أن هذا النوع من الفضة فعال لأي مرض. والأهم، أنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية خطيرة، بما في ذلك تلف الكلى ونوبات الصرع وأزمات الأوعية الدموية، وقد تحول البشرة إلى اللون الأزرق، وتضيف أن الفضة ليست معدنًا له أي وظيفة في جسم الإنسان.