تعامل مع طفلك دون نقل أي مشاعر سلبية تجاهه، فكما يقول البروفيسور كاثي كريسويل، فالخجل سمة طبيعية، لا يمثل مشكلة بحد ذاته، بل وترتبط به الكثير من نقاط القوة.
إليزابيث كيلبي، الخبيرة الاستشارية في علم النفس الإكلينيكي، تقول إن الأشخاص الخجولين غالبًا ما يجيدون مراقبة الموقف وتحليله، وليسوا متسرعين.
ووجدت دراسة حول العلاقة بين الخجل والقلق الاجتماعي أن تقييم الأطفال لكفاءتهم الاجتماعية كان المعيار الأهم، كما يقول كريسويل. لذلك من الضروري إعطاء رسالة لطفلك، خاصة في سن المراهقة، أنه من الجيد أن يكون شخصًا هادئًا.
عندما يكون الطفل الصغير خجولًا، يفضل الالتصاق بهم، وتنفيذ طلباتهم، وإخبارهم بأنهم في حالة جيدة، ومساعدتهم في المواقف الجديدة.
لذلك، إذا انضموا إلى نادي الجودو مثلًا، يمكن أن يقول أحد الوالدين: "في المرة الأولى سأحضر معك، في الثانية سأكون على مقربة، وإذا كنت بحاجة إلي فسوف أعود إليك، في المرة الثالثة سأنتظر بالخارج، والمرة الرابعة ستكون وحدك ".
قد يجد الآباء ذوو الطبيعة الاجتماعية المنفتحة صعوبة في فهم الاضطرابات العاطفية للشعور بالخجل، ويكونون أكثر عرضة لإظهار الانزعاج أو الإحباط أو الرفض عندما يكون طفلهم مترددًا اجتماعيًا.
فإذا كان طفلك مختلفًا عنك، فكر فيما قد يحتاجه، فالخجل يحتوي على عنصر من القلق، لذلك إذا أظهرت الغضب، فإنك تزيد من قلقهم، ومن ثم تزيد الخجل بداخله.
هناك الكثير يمكن فعله عندما يتحدث طفلك بصوت غير مسموع، إلا أنه لا يحبذ أن تصفه بالخجل.
تقول كيلبي: إذا وصف أشخاص آخرون طفلك بالخجل وسمعها، فيمكنك إعادة توضيح المصطلح بقولك: "نعم، فهو يفكر، ويمنح نفسه الكثير من الوقت للتفكير".
رسالة الوالدين يجب أن تكون: "أنت شخص جيد وماهر، وتجد هذه المواقف صعبة" بدلًا من: "أنت شخص خجول".
تقول كيلبي إن التغاضي عن تجنب طفلك للمواقف التي تجعله يشعر بعدم الارتياح لا يزيد من قدرته على التكيف، بل لابد من تشجيعه على مواجهة المواقف الاجتماعية الصغيرة التي يستصعبها.
ويشترط كريسويل في هذه المواقف أن يكون لدى الطفل إرادة للقيام بها، أي أن يكون راغبًا في خوضها لكن خجله يمنعه، ولا ينصح بفعل ذلك في المواقف التي يكرهها الطفل لدواع غير الخجل.
الخجل غالبًا ما يرتبط بوضع معين، فقد يكون طفلك يتحدث مع صديقه عندما يزور منزلك، لكنه لا يستطيع التحدث معه في المدرسة.
تفسير ذلك أن هذه البيئة مزعجة مزدحمة تجعله يشعر بمزيد من القلق، فيصبح غير قادر على الدردشة بسهولة.
وعلى الوالدين أن يحددا الأشخاص الذين يكون طفلهم واثقًا بهم في المنزل، ثم اصطحابهم إلى بيئة جديدة، مثل مقهى أو حديقة، حيث يمكنه التدرب على أن يصبح أكثر تفاعلًا في مكان جديد.