تطورت الأحداث في إثيوبيا بشكل سريع، في ٢٠٢٠ كانت قوات الجيش الإثيوبي قد دخلت إقليم تيجراي وقضت على قوات جبهة تحرير تيجراي، في ٢٠٢١ باتت قوات تحرير تيجراي، التي أعادت تنظيم نفسها، على أعتاب السيطرة على العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا.
مشكلة الأزمة الإثيوبية أنها تتشابك مع المنطقة بأثرها، ومنذ بدايتها تورطت عدة دول فيها، من إريتريا للسودان وحتى مصر، تشابك مصالحها بالأحداث، بسبب قضية سد النهضة؟
فما تفاصيل ما يحدث؟ وما نتيجته التي نسير إليها؟
نظرة أعمق في دقائق
بداية لابد أن نفهم ملابسات الوضع الداخلي في إثيوبيا، وخريطة تحالفات وخصومات رئيس الوزراء أبي أحمد، لكي تضح الصورة.
أبي أحمد تقريبًا عمل على خسارة كل حلفائه في الداخل على مدار سنوات حكمه، بداية من عرقية الأورومو التي ينتمي إليها، والتيجراي الذين كان بيدهم الجيش والسلطة لعقود كثير.
عندما أشعل أبي أحمد الصراع مع تيجراي، وسع دائرته بإدخال إريتريا والسودان طرفًا في المعادلة، فاتهم السودان بدعمها للتجراي فردت باسترداد أراضيها المسماة بالفشقة التي كانت متروكة يزرعها الإثيوبيين.
كما ورط إريتريا بأن جعلها جزءًا من الحرب على تيجراي، مما هدد بإشعال المنطقة بأسرها.
هذا التوسع الإثيوبي في الحرب جاء بنتائج عكسية، فدخلت مصر على المعادلة مع السودان، وأقام مناورات عسكرية مشتركة، وأصبح مسير أبي أحمد بيد السودان لتوسطها أزمة سد النهضة، وقربها من تيجراي.
وفي الداخل تملص أبي أحمد من المعاهدات الاستعمارية، كما يسميها، وهو قرار انقلب ضده في مطالبة بني شنقول بالانفصال عن إثيوبيا.
مصر أصبحت طرفًا في الأزمة بتعاونها مع السودان، ولوجود أزمة بالفعل مع إثيوبيا هي أزمة سد النهضة، التي ظل النظام الإثيوبي يماطل في حلها لسنوات، مما جعل مصر تلوح بالعمل العسكري لحفظ مصالحها المائية، بسبب إصرار إثيوبيا على الملء الثاني بإرادة منفردة ودون اتفاق.
التحرك المصري كان دبلوماسيًا أيضًا، حيث شرعت مصر في محاصرة إثيوبيا من جميع الجهات إقليمية ودولية، واستغلت موقفها من حرب غزة لاستمالة القوى الغربية لها في أزمة النهضة.
مصر فكرت في تدشين منظمة مجلس أمن النيل لحماية مصالحها، فردت إثيوبيا وحليفتها إريتريا بالتفكير في “التحالف الكوشي” مع الصومال.