القصة في دقيقة:
يقول متخصصون إن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) ليس جديدًا، لكن مع نقص المعلومات عنه سابقًا كان يصنف باعتباره “شقاوة أطفال” أو حالة تأخر دراسي.
مشكلة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أنه يجعل من الصعب على الطفل التركيز والتفكير قبل التصرف، ويؤثر على المهارات الأخرى، بما في ذلك إدارة العواطف. لكنه لا يقتصر على الأطفال.
هنا، نحاول أن نوضح ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) بالضبط؟ وكيف نعرف أن أطفالنا “أو نحن شخصيًا” مصابون به؟
س/ج في دقائق
ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD ؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو أحد الاضطرابات التي تبدأ مع الطفل في مراحل النمو، وتستمر جزئيًا حتى مرحلة البلوغ. ينتج عن بعض أنواع الخلل العصبي والبيولوجي، الذي تعود أسبابه أما لعوامل وراثية أو لعوامل نفسية اجتماعية.
ينقسم حسب شدته إلى ضعف الانتباه، وضعف التركيز، وعدم القدرة على التحكم بالنفس، والاندفاع، ويضاف إليها أحيانًا عدم الهدوء البدني الواضح.
لا يستطيع مصاب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) عادة التركيز على شيء واحد لفترات طويلة، ويواجه غالبًا مشكلات مستقبلية مرتبطة بالسلوك الاجتماعي.
ليس من الواضح بالضبط عدد الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عالميًا، لكن التقديرات المتاحة تتعلق بالولايات المتحدة، وتتراوح بين 5 و11% بين الأطفال في مختلف المراحل العمرية.
متى يجب فحص احتمال إصابة طفلي بـ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD ؟
نحتاج أولًا لنعرف أن اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه ADHD ليس نوعًا واحدًا. ينقسم إلى 3 أنواع رئيسية:
1- تشتت الانتباه بشكل أساسي: في هذا النوع، يهيمن سلوك عدم الانتباه على المصاب. ويصيب الإناث أعلى من الذكور.
2- فرط النشاط والاندفاعية بشكل أساسي: في هذا النوع، يهيمن فرط الحركة والاندفاعية بشكل أوضح، ويظهر بشكل أكبر من سلوك تشتت الانتباه، ونسبته بين الذكور أعلى من الإناث.
3- النوع المشترك: وفيه تظهر الأعراض الثلاثة (فرط النشاط – الاندفاعية – تشتت الانتباه) بنفس الدرجة على سلوك المصاب.
الأعراض تتفاوت من مصاب لآخر وفقًا لنوع المرض. ولا يشترط أن تظهر جميع الأعراض.
بعض الأطفال لا يعانون من فرط النشاط، لكنهم يجدون صعوبة في التركيز معظم الوقت، أو في التركيز المفرط فقط على المهام والأنشطة التي يجدونها ممتعة.
لكن بعض المؤشرات يجب ملاحظتها على الطفل في جميع مراحل عمره، خصوصًا قبل سن المدرسة، ثم في سن 12 عامًا، وهي إيجاد صعوبة في التحصيل الدراسي، إدارة الوقت، والتنظيم، وتحديد الأولويات، والتخطيط، وإدارة العواطف، والاهتمام وتذكر الأشياء، وتحويل التركيز من شيء إلى آخر، وبدء وانتهاء المهام، والتفكير قبل قول أو فعل الأشياء.
1- يجد صعوبة في التركيز وإنجاز المهمات.
2- يتشتت بالمؤثرات الخارجية بسهولة كالأصوات خارج النشاط الذي تجريه معه الآن، مما يستدعي تذكيره باستمرار بضرورة التركيز والانتباه
4- يضجر بسهولة.
5- ينسى كثيرًا، خصوصًا أعماله اليومية.
6- يبدو وكأنه في عالم آخر، فمثلًا يبدو غير متابع لما يحدث من حوله في الفصل والى أين وصل المعلم في الشرح.
7- لديه مشكلات في إتباع التعليمات وأداء الواجبات التي تُطلب منه.
8- لا يتمكن من إنجاز العمل المطلوب منه فهو ينتقل من نشاط إلى آخر دون إكمال النشاط السابق.
9- لديه صعوبة في التخطيط والتنظيم وأداء المهام المطلوبة منه، وإتباع الخطوات اللازمة لذلك.
10 يمل من الألعاب التي تستدعي تركيزًا ذهنيًا ويميل للألعاب التي لا تستدعي التركيز.
1- يعبث بيده أو رجله أو يتحرك على المقعد باستمرار.
2- يجد صعوبة في المشاركة أو اللعب مع الأشخاص بهدوء.
3- يجري ويقفز ويتسلق أماكن غير مناسبة.
4- لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد ولفترة طويلة.
5- يتململ ويتلوى أثناء جلوسه على المقعد وقد يترك مقعده.
6- دائم التحدث مع من حوله داخل الفصل.
7- دائم الحركة وعند زيارة الأصدقاء فالوالدان يكونان دائمًا مشغولين به، فهو يلمس ويخرب كل ما حوله.
1- يجد صعوبة في انتظار دوره.
2- يجيب على الأسئلة دون تفكير في الإجابة المناسبة وحتى قبل ان يسمح له.
3- لا يستطيع انتظار أو تأجيل مهمته.
4- لا يفكر في العواقب، لذا يميل إلى التهور دون خوف. فمثلًا، قد يخوض النشاطات الجسدية الخطرة دون اعتبار للنتائج.
5- يجد صعوبة في كبت ما يريد قوله.
1- الفوضى وعدم النظام.
2- ضعف العلاقات الاجتماعية (مع الأخوة، الأصدقاء، الأقارب).
3- ضعف الثقة بالنفس.
4- حب الإبهار والإثارة.
5- الإصرار على تنفيذ ما يريد.
6- لا يهتم بمظهره الخارجي أو نظافته الشخصية.
7- يفقد أدواته وأشياءه الخاصة باستمرار.
متى يمكن التأكد من احتمال الإصابة؟
حتى المتخصصون قد تواجههم صعوبة في تشخيص مرض فرط الحركة ونقص الانتباه خصوصًا مع وضع الأطفال غير الثابت بالضرورة. لكن معايير الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية 2015، الذي أصدرته جمعية الطب النفسي الأمريكية، توفر أساسًا مهمًا للتشخصيص، بالإضافة للإصدار العاشر من التصنيف الدولي للأمراض الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية:
أولًا: تشخيص قلة الانتباه:
وجود 6 من تلك الأعراض على الأقل بشكل مستمر لستة أشهر بدرجة تؤثر على تطور الطفل اجتماعيًا وأكاديميًا:
ثانيًا: فرط الحركة والاندفاعية:
وجود 6 من تلك الأعراض على الأقل بشكل مستمر لستة أشهر بدرجة تؤثر على تطور الطفل اجتماعيًا وأكاديميًا:
فاكهة تساعد مرضى السرطان وتساهم في مكافحة نمو الخلايا السرطانية | إنفوجرافيك في دقائق
هل يخص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD الأطفال وحدهم؟
لفترة طويلة، ظن الباحثون أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كان لا يصيب إلا الأطفال الذكور تحديدًا. لكن الأبحاث الأحدث أكدت أنه يمتد للأطفال الإناث، ويمتد في مراخل البلوغ بتفاصيل مختلفة جزئيًا.
وفق الأبحاث، لا يختفي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع التقدم في السن. لكن في معظم الأحيان، يقل النشاط المفرط والاندفاع أو يختفيان في سن المراهقة، مع استمرار مشكلة التركيز.
وفي بعض الحالات، لا يجري تشخصيص مصابي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلا بعد المدرسة الثانوية أو عند البلوغ.
شخص مرضك بنفسك .. اختراع “منزلي” يشخص حالتك الصحية بمجرد النظر
ما أسباب الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD ؟
الكثير من الأبحاث في السنوات القليلة الماضية بحثت عن الأسباب المحتملة لمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ووجدت دراسات تصوير الدماغ اختلافات وأوجه تشابه بين الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغير المصابين به.
يظهر البحث أن نمو الدماغ متشابه، لكن المجالات المتعلقة بالوظيفة التنفيذية تستغرق وقتًا أطول لتتطور لدى المصابين. لهذا السبب قد يتصرف الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعقل أقل نموًا بسنة إلى ثلاث سنوات من الأطفال الآخرين في سنهم، كما أظهرت الأبحاث أيضًا بعض الاختلافات في كيفية عمل الدماغ.
هذه الاختلافات لا علاقة لها بالذكاء، فالأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أذكياء مثل الأشخاص الذين لا يعانون منه.
يبحث الباحثون أيضًا في دور علم الوراثة، حيث ينتشر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في عائلات معينة، فالطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في 25% من الحالات لديه والد على الأقل مصاب بالاضطراب، وهناك احتمال قوي أن يكون أحد أفراد الأسرة المقربين مصابًا أيضًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
لايف ستايل أم مرض؟ جدل طبي حول إعادة تعريف السمنة | س/ج في دقائق
كيف يمكن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD ؟
هناك عدة أنواع من العلاج لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. تشمل:
1- الأدوية:
يتفق الخبراء على أنها الطريقة الأكثر فعالية للعلاج لدى معظم الأطفال والبالغين. ويحدد الطبيب الدواء المناسب حسب تفاصيل كل حالة. وتعد الأدوية المنبهة النفسية العلاج الأكثر فاعلية.
2- العلاج السلوكي:
يتضمن إنشاء نظام مكافآت لتغيير سلوك الطفل. وتشمل محاولة إدخال تعديلات سلوكية. ويعد الاستحسان الاجتماعي “كلمة مثل برافو” والوقت المستقطع خلال النشاط أحد الأساليب الفعالة.
ومع العلاجات المناسبة والدعم في المدرسة والمنزل والعمل، يمكن للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن يعيشوا حياة أفضل.
3- العلاجات البديلة:
الكثير من الشركات تدعي أن لديها علاجًا طبيعيًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن معظما بلا دليل.
هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟