أول شكل نعرفه لحمالات الصدر في العصر الحديث كان اختراعًا من القرن التاسع عشر على يد الألمانية كريستين هاردت عام 1889 لكنها كانت أقرب إلى الكورسيه أو المشد،
ولذا، يعتبر أغلب مؤرخي الموضة أوائل القرن العشرين هو بداية التاريخ الحقيقي لحمالات الصدر، كونها أصبحت المفضلة لدى النساء الأصغر سنًا. وبحلول عشرينيات القرن الماضي، كانت الحمالات قد قضت على المشد تمامًا.
تصميمها الأصلي كان يستهدف تسطيح الصدر وليس تكبيره، والسبب في ذلك أن موضة العشرينيات كانت تفضل المرأة صاحبة الشعر القصير بمظهر صبياني وليس نسائي.
كانت أيضًا هذه الفترة هي بداية نزول النساء للعمل بشكل واسع، ولم تكن فكرة إظهار الأنوثة في مكان العمل مرحبا بها.
أما في الأربعينيات وبعد الحرب العالمية الثانية، فكانت التصميمات تسعى لشكل أكثر أنثوية وجرأة، وتمت إضافة مكونات من المعدن لدعم حمالات الصدر.
بعد انتهاء الحرب لم يعد هناك سبب للاقتصاد في استخدام المعادن.. هنا كانت بداية فكرة تكبير الصدر، وليس تحجيمه أو إخفائه.
استمرت موضة حمالات التكبير حتى وصلت قمتها على يد مارلين مونرو بإرتداء الحمالات المعروفة بالرصاصة والتي اشتهرت في الستينيات، وتعطي شكلًا حادًا للصدر.
بعد 13 عاما من هذه الحركة، كانت مادونا السبب في إنقاذ موضة ارتداء الحمالات، عبر ارتداء ملابس قائمة على أشكال مبالغ فيها من حمالات الصدر وليس إخفاء الحمالات تحت الملابس.
عندها أصبحت حمالة الصدر مرتبطة بالتمرد وفي نفس الوقت بشكل نسائي.. حتى وهي تغضب أنصار النسوية من الأجيال الأكبر سنًا.
تمرد مادونا وتحويل حمالة الصدر لشكل يحتفى به، تبعه أيضا تفكير مماثل من شركة فيكتوريا سيكريت التي بدأت تنظم سنويًا عرضًا خاصا للملابس التحتية النسائية، وتحتفي بشكل خاص بحمالة الصدر، لدرجة أنها تختار أهم موديل لديها كل عام لتعرض حمالة الصدر المزينة بالمجوهرات، والتي يختلف تصميمها كل عام.
وأصبح هذا بمثابة الأوسكار بين عارضات فيكتوريا سيكريت.
بحسب وول ستريت جورنال، فإن فتح المجال للنساء للحديث بحرية عن اختياراتهن في ملابسهن بعيدًا عن التفضيلات السياسية أو الاجتماعية، كشف أن النساء يفضلن أكثر الشكل العملي المريح لحمالات الصدر.
الممثلة كيتي هولمز كانت من فتحت الباب لهذا التوجه بسبب اختيارها لحمالة صدر بسيطة ناعمة ظهرت بها في 2019، وكانت السبب في موضة من حمالات الصدر الصغيرة
مع انتشار كورونا، وتحول ملايين إلى العمل في المنزل، اختارت النساء الملابس المريحة، وتخلصن أكثر من حمالات الصدر.
وفقًا لبيانات Adobe Analytics، كان شهر أبريل شهرًا قياسيًا للملابس. انخفضت الأسعار بنسبة 12٪، لتزيد المبيعات بنسبة 34٪. زادت مبيعات البيجامات عبر الإنترنت بنسبة 143٪، لكن مبيعات جمالات الصدر انخفضت بنسبة 13٪.
أثارت مجلة هاربر بازار السؤال حول ما إذا كانت النساء ستعدن لارتداء حمالات الصدر مرة أخرى. ربما ليس بسبب الثورة النسوية، بل بسبب الراحة في غيابها.