عرف البشر هذه العقوبة منذ القِدم، استخدمها الآشوريون والبابليون، ثم الفرس، ثم الإسكندر الأكبر، والفينيقيون.
تشمل ربط الضحية في صليب خشبي، ثم تُطرق أوتادٌ في كفّيه، فوق الرسغ مباشرة، وتُثبِّت المعاقَب في العارضة الخشبية الأفقية.
وبذات الطريقة تُثبت القدمان في الجزء الرأسي من الصليب.
تكفل "طريقة العذاب" تلك إلحاق أكبر أذى بالضحية دون وفاته، فعند طرق يديه يُراعى ألا يمسّ الوتد أوعية دموية رئيسية، وإنما يدمّر "العصب المتوسط"، ما يُصيب الضحية بتشنّجات وتقلصات مؤلمة.
كما أن ساقيه لا تستطيعان الصمود وحمله طويلاً، فيتركّز ثقل جسده بالكامل على الذراعين، ما يؤدي إلى سحب الكتفين ثم المرفقين والمعصمين إلى الخلف.
الاستمرار في هذا الوضع، يضمن موتًا شديد الألم والبُطء للضحية، فهو يؤدي لحدوث مشكلات في الجهاز التنفسي، والاختناق في نهاية الأمر.
أشهر من تعرّض لهذه العقوبة، ومات بها، هو المسيح يسوع، الذي اعتقله الرومان وقتلوه صلبًا، وفق الروايات المسيحية.
هي واحدة من أكثر طرق التعذيب بشاعة، والتي تنتهي بإجبار الفأر على تمزيق أمعاء الضحية حيًا.
يُوضَع الجرذ داخل قفص صغير فوق بطن الضحية، ثم يسخّن القفص، بشمعة أو عصا مشتعلة أو فحم ساخن.
تُصيب الحرارة الجرذ بالهياج، ولا يجد لنفسه مفرًا للهروب من النار إلا بشقِّ السطح الأملس المتاح أمامه، وهو جلد الإنسان.
يمزّق الفأر جلد الإنسان بسرعة كبيرة ويخترق جسده، ويبدأ في تمزيق أمعاءه، يُعاني الضحية من ألمٍ لا يُطاق، ينتهي بوفاته بعد عذابٍ طويل.
استُخدمتْ هذه التقنية، بشكلٍ واسع، لانتزاع المعلومات من السجناء وإرهاب المعتقلين نفسيًا.
من أشهر مَن عُرف باستعمال هذه الطريقة، هو الزعيم الهولندي ديدريك سوناي، خلال اندلاع الثورة الهولندية في القرن الـ17.
وما بين عامي 1964 و1990، شاع استخدام جنرالات الديكتاتوريات العسكرية في الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وأوروجواي هذه الطريقة ضد معارضيهم.
تُعرّض هذه الطريقة الضحية إلى تمزيق جسده حتى الموت.
يُجبر الضحية على الاستلقاء فوق طاولة خشبية، ويُربط معصميه وكعبيه بأحزمة جلدية تلتفُّ حول أسطوانة قابلة للدوران.
يُحرِّك المُعذبين هذه الأسطوانات ببطء، وكلما تحركت كلما جذبت أطراف الضحية إلى الخارج.
تُصيب هذه الطريقة الضحية بأضرار جسدية هائلة، مثل آلام المفاصل وزيادة المسافات بين الفقرات، وتغيير وضعية العضلات، والضغط على القفص الصدري، وتحطيم العظام.
لا يتوقف الألم على هذا وحسب، وإنما في بعض الأحيان، كان الضحايا يُثبتون فوق شوك ينتزع لحومهم من ظهورهم مع كل حركة.
من أبرز ضحايا هذه الطريقة، اليوناني هيروستراتوس، الذي أحرق معبد أرتميس في أفسس 356 ق. م، فعوقِب بالموت باستخدام "الرف".
كذلك اشتهر الشرطي البريطاني جون إكستر، بالاستعانة بـ"الرف"، لتعذيب السجناء في برج لندن عام 1447م.
اسم هذه الطريقة، مُشتق من الكلمة الهولندية "ki Halen"، والتي تُترجم حرفيًا إلى "السحب على طول العارضة".
اعتُمدت هذه الطريقة لعقاب البحارة المتمردين، ومن السهل تخمين طريقة تنفيذها من اسمها.
يُجرّد البحار من ثيابه، ثم يُعلّق بحبلٍ من سارية السفينة وتوضع الأوزان في قدميه، وما أن يتدلّى البحار المُعاقب في المياه وتتحرك السفينة، يُجرُّ جسده تحت عارضتها الحديدية، ولا يتوقف عن الارتطام بها.
تضمن هذه الطريقة وفاة الضحية، بشكلٍ مؤكد، لأنها تبقيه تحت سطح الماء لمدة طويلة، فإن لم يمت غرقًا فإنه سيستمر في الاصطدام بالعارضة الحديدية ما يُعرض جسده للتمزق.
اشتهرت البحرية الهولندية باستعمال هذه الطريقة بين عامي 1560 و1853، ومن قبلها استخدم البحارة الإنجليز هذا العقاب منذ القرن الحادي عشر، وفي عهد الإغريق، أقر قانونهم هذا الإجراء 700 ق.م كعقابٍ للقراصنة.
تُعرف أيضًا بِاسم "عجلة الكسر"، واستُخدمت عادةً خلال تنفيذ عمليات الإعدام العلنية في الأزمنة القديمة.
لا تهدف هذه الوسيلة إلى مجرد قتْل الضحية وإنما تشويهه بشدة، وباستعمالها يُربط السجين في عجلة خشبية كبيرة، ثم يبدأ
الجلاّد في تهشيم عظام الضحية الواحدة تلو الأخرى بِاستخدام الهراوات، يبدأ بتحطيم عظام الساق ويستمر في عمله حتى يُشوِّه الضحية بالكامل، ثم يتركها تنزف حتى الموت.
عرفت العديد من البلدان الأوروبية، استخدام هذه العجلة، التي اعتُمدت كعقوبة رسمية في النمسا، وبريطانيا، وفرنسا، وفرنسا، وألمانيا، وروما، وروسيا، وإسكتلندا، والسويد.
وفي 1348م، تعرّض رجل يهودي يُدعى "بونا"، للتعذيب بِاستخدام "العجلة" لمدة 4 أيامٍ و4 ليال، لتُسجل هذه الفترة، كأطول مدة احتمل فيها أحد التعرض لهذا العقاب قبل موته.
واحدة من أشهر وأشنع وسائل العقاب، التي استعملها الإنسان على مدار تاريخه القديم.
عادةً ما كانت تستخدم لأغراض "التنكيل العلنية"، وخاصةً لعقاب المتمردين في الثورات أو المنشقين عن الجيش في حالات الحرب.
يُوضع الضحية على خازوق طويل مدبب الطرف ومدهون حتى يستطيع اختراق الجسم من أقصاه لأقصاه، مدمرًا في طريقه كل ما يقابله من أعصاب وعضلات وعظام.
عملية "الخوزقة" كانت تتم بطريقتين؛ طولية حيث يتم إدخال طرف الخازوق من مؤخرة الضحية، وبفِعل الجاذبية فإن الضحية كان ينزل ببطء مفسحًا المجال للخازوق كي يخترق المزيد من جسده.
عادةً، لم تكن هذه الطريقة تؤدّي لتدمير أيٍّ من أعضاء الجسم الرئيسية، ما يُمكن الفرد من العيش طوال رحلة الخازوق المؤلمة من مؤخرته حتى يخرج من كتفه أو رقبته، ما يمنحه عدة أيامٍ من العذاب حتى يتوفى.
الطريقة الثانية للخزوقة، كانت تتم عرضيًا، فيجري ثقب الجذع، من الأمام إلى الخلف أو العكس، بعدها يُفسح المجال للخازوق كي يُمزِّق أحشاء الضحية.
تتمثّل هذه الطريقة في إجبار الضحية على شُرب الذهب المصهور.
بعد تقييد الضحية، يُفتح فمه عنوة ويُسكب الذهب الساخن في حلقه، ما يُسبّب أضرارًا جمة لأعضائه الداخلية، ويؤدي إلى تهتّك الرئتين فيموت صاحبهما على الفور.
من أشهر ضحايا تلك الطريقة، حاكم إسباني قبض عليه الهنود الأصليون من قبيلة جيفارو عام 1599م، وسكبوا الذهب المصهور في حلقه.
وكذلك، الجنرال الروماني والسياسي ماركوس ليسينيوس كراسوس، الذي اختار أعداؤه معاقبته بهذه الطريقة، في إشارة لسعيه المستميت لاكتناز الثروة طول عُمره.
ربما تعدُّ هذه هي الطريقة الأكثر إيلامًا، بين كافة وسائل التعذيب السابقة.
يُجرّد الضحية من ملابسه، ويُقيّد بإحكام لمنعه من التحرُّك، وبعد ذلك يبدأ الجلاد في تقشير الجلد بشفرة حادة، وغالبًا ما كان يبدأ من الرأس، لأنها المنطقة التي ستُسبِّب للضحية أكبر قدرٍ من الألم.
وفي بعض الحالات، كان يتم غليْ جسد الضحية قبل سلخه، كي يُصبح الجلد أنعم، وتسهل إزالته!
تُسبب هذه الطريقة أضرارًا كبيرة للجسم كلها تؤدي إلى الوفاة، مثل: الصدمة، وفقدان الدم أو السوائل، وانخفاض درجة الحرارة أو الإصابة بأي عدوى.
وبطبيعة الحال، يستحيل على أي شخص احتمال هذا الألم لفترة طويلة، وفي الغالب تحدث الوفاة خلال بضع ساعات، وقد تصل لعدة أيام في أحيانٍ نادرة.
مارَس هذه العادة الكثير من الشعوب حول العالم، مثل الآشوريين، والآزتيك، والصينيين.
ومن أشهر "ضحايا السلخ"، الفيلسوفة السكندرية هيباتيا، التي سلخ مسيحيون متعصبون جسدها بقطع الفخار.
تحتلُّ "الشمعة الرومانية" الصدارة في مرتبة طرق القتل الوحشية التي ابتكرها البشر.
ابتكر هذه الطريقة الإمبراطور الروماني نيرون، الذي كان يكره المسيحيين بشدة، لدرجة أنه قرر استعمال أجسادهم كمشاعل.
نحن هنا لا نتحدث عن تشبيه بليغ، وإنما عن واقع حرفي، حوّل فيه الحاكم الروماني ضحاياه المسيحيين إلى مشاعل تُنير طريقه.
فكان يتم تقييد الضحايا في أوتادٍ طويلة، ثم يُسكب عليهم سائل قابل للاشتعال، ثم تُوقد النار في أجسادهم بدءًا من الأقدام، كي تزيد مدة المعاناة إلى أقصى درجة ممكنة.