قديمًا، عاش العالم أوضاعًا سياسية معقدة قادت الصغار لعروش بلادهم، لكل واحد منهم قصة، أشهرها قصص 5 أطفال ساهموا في توجيه مسار التاريخ.
بزغ أحد هؤلاء الأطفال في مصر، وتزوّج من شقيقته ثم تمرّد عليها لاحقًا.
وآخر كان من أصل سوري، دبّرت أمه ثورة قادته لحُكم أوروبا، لكنه أضاع تلك الفرصة الثمينة من يده.
أما الثالث فحمى أوروبا من غزو المسلمين تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي.
ما حكايات هؤلاء الأطفال؟ وكيف وصلوا إلى الحُكم؟ ووماذا فعلوا بعدها؟
في 51 ق.م وصل بطليموس الثالث عشر إلى حُكم مصر. حينها كان عُمره 11 أو 12 عامًا.
عقب تقلّده الحُكم، تزوّج من أخته كليوباترا.
تمتّعت كليوباترا بشخصية قوية نازعت بطليموس في صلاحياته لفترة طويلة.
بعدما كبر قليلاً، قرّر وضْع حدٍّ لكل هذا فتحالف مع أعضاء بارزين في بلاطه لطرد كليوباترا من مصر.
لم تدم ثورة بطليموس كثيرًا بسبب دعم القيصر الروماني يوليوس قيصر لكليوباترا.
أرسل يوليوس قيصر جيشًا ليُجبر بطليموس على إعادة كليوباترا إلى مصر.
أعلن بطليموس الحرب على يوليوس، وحشد جيشًا مضادًا ضد القوات القيصرية.
التقى الجمعان في الإسكندرية، وخاضا معركة انتهت سريعًا بهزيمة بطليموس. بعض المؤرخين يعتقدون إنها ساهمت أيضًا في حرق مكتبة الإسكندرية.
ومات الملك البطلمي الشاب غرقًا في النيل خلال محاولته الفرار من القوات الرومانية.
في عُمر الـ5 أعوام، وصل الطفل فولين المنحدر من أسرة تشينج العريقة إلى عرش الصين.
تلقّب فولين بلقب "الإمبراطور شونجي"، وحكم الصين تحت وصاية عمه بداية من عام ١٦٤٣، حتى توفي العم بعد ذلك بسبع سنوات وعمر شونجي ١٢ عاما فقط.
والإمبراطورية في وضع صعب سياسيا. جعلته يعقد تحالفات غير متوقعة. أظهر سياسة متسامحة تجاه الأديان الأخرى؛ فاستضاف الدالاي لاما الخامس في حفلٍ كبير، كما قرّب مُبشِّرا مسيحيا منه وجعله مستشارًا مقرّبًا.
بذل جهودًا ضخمة لمحاربة الفساد، وكرّس جزءًا كبيرًا من وقته لدارسة العلوم والفلك.
استولى إيلجابالوس، من أصل سوري، على السُلطة في روما، وهو بعد في الـ15 من عُمره.
في 218م، دبّرت أمه انقلابًا في روما دفع بِابنها إلى السُلطة، بدعوى أنه ابن غير شرعي للإمبراطور المقتول لتوّه كراكلا، وبالتالي فهو الأحق بخلافته.
لم يُظهر إيلجابالوس الكثير من البراعة في حُكم روما، بعدما فاحت أنباء تجاوزاته الجنسية مع سائق عربته.
كما احتقره السياسون الرومان بسبب سماحه لوالدته بحضور جلسات مجلس الشيوخ، بالرغم من أنها مخصصة للرجال فقط.
وعندما قرّر، أخيرًا، الزواج بِامرأة أعلن عزمه الاقتران بإحدى "كاهنات فستال"، وهن مجموعة من الفتيات نذرن أنفسهن لعبادة الإلهة فستا، كان يجب أن يحتفظن بعذريتهن للأبد.
اعتقد إيلجابالوس أن زواجه بواحدة من الكاهنات سينتج عنه "أطفال إلهية".
لم يكن لهذا النهج في الحُكم أن يستمرَّ طويلاً أبدًا، فاغتيل الإمبراطور الروماني السوري، وهو في عُمر الـ18 عامًا،
تاركًا سيرة مزدانه بالأفعال القبيحة لدرجة وصفه معها المؤرخون بأنه "أحد أكثر قادة روما انحطاطًا".
في 1161م، أصبح المراهق بالدوين حاكمًا لمملكة القدس الصليبية خلف والده أمالريك الأول.
امتلك الصبي الصغير (15 عامًا) جسدًا هزيلاً، وعاش أغلب حياته يُعاني من مرض الجذام.
لسوء حظِّ بالدوين فإن فترة صعوده للحُكم تزامنت مع ظهور القائد العسكري الشهير صلاح الدين.
أنشأ صلاح الدين دولة قوية في مصر والشام، وبدأ جهودًا لطرد الصليبيين من بلاد المشرق.
بالرغم من ذلك، أبدى بالدوين مقاومة كبيرة لجيوش صلاح الدين القوية، وخاض معهم الكثير من المعارك هزمهم في بعضها، أشهرها معركة مونتجيسارد (تل الجزر في المصادر العربية)، والتي عطّلت زحف جيش صلاح الدين نحو القدس.
لم يستطع بالدوين الصمود أمام هذه الضغوط كثيرًا بسبب حالته الصحية المتداعية لدرجة أصبح معها عاجزًا عن ركوب الحصان.
تُوفي بالدوين عن عُمرٍ ناهَز الـ23 عامًا، وبعد ذلك بعامين حقّق صلاح الدين انتصاره الأشهر؛ معركة حطين، التي أمّنت له القضاء على مملكة القدس الصليبية وضمِّها إلى دولته.
ربما تكون الوحيدة في التاريخ التي حكمت دولتين وهي لا تزال طفلة!
في 1542م، توفي ملك إسكتلندا جيمس الخامس بعد 6 أيامٍ فقط من ولادة ابنته ماري، وهكذا أصبحت الرضيعة ملكة على إسكتلندا.
بالرغم من عدم مساهمتها -كطفلة رضيعة- في الحُكم الذي مارسه مجلس أوصياء، إلا أنها دخلت حلبة السياسة رغم أنفها.
اقترح ملك إنجلترا هنري الثامن زواجًا دبلوماسيًا بين ماري -كانت حينها تبلغ من العمر عاما واحدا- وبين ابنه إدوارد.
رفض البرلمان الإسكتلندي هذا العرض، فأعلن هنري الحرب على إسكتلندا، وبالفعل احتل البلاد بجيوشه وحاول فرض تلك الزيجة عنوة على ماري وعلى سائر النخبة السياسية الإسكتلندية.
رفضًا لهذا الاقتران الإجباري، تم تهريب ماري إلى فرنسا وعاشت بها لفترة طويلة من الزمن.
حين بلغت الـ16 من عُمرها، تزوجت ماري بولي العهد الفرنسي فرانسيس الثاني، الذي سيُصبح ملكًا للبلاد خلال عامٍ واحد -كان حينها طفلاً أيضًا، فلم يزد عُمره عن 15 عامًا-، وهكذا أصبحت ماري ملكة على فرنسا وإسكتلندا في آنٍ واحد.
لم يستمرّ هذا الوضع طويلاً، فبعد وفاة زوجها 1560م عادت إلى إسكتلندا مكتفية بها، إلا أن هذا الوضع لم يدم أيضًا بعدما أُطيح بها من عرشها في أعقاب انتفاضة 1567م.
ملوك أطفال غيّروا التاريخ (هيستوري)
لماذا قُتل إمبراطور روما المُتشدد؟ (ناشيونال جيوغرافيك)
شونزي إمبراطور سلالة تشينغ (بريطانيكا)
القصة الحقيقية لماري وإليزابيث (سميزأونيان)