الصين | التحضر يبدأ بهدم القرى.. والقضاء على الفقر يتطلب تهجير سكان الريف | س/ج في دقائق

الصين | التحضر يبدأ بهدم القرى.. والقضاء على الفقر يتطلب تهجير سكان الريف | س/ج في دقائق

9 Feb 2021
الصين
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

على مدار العقود الماضية، واجهت الصين مشكلتين: تقلص مساحة الأراضي الزراعية، والعوائق أمام تطبيق نموذج الديمقراطية الصينية التي تبدأ من القضاء على الفقر وتغيير ثقافة المواطنين.

رأت أن كل ذلك يبدأ من تغيير شكل الريف ولو قسرًا.

خلقت النموذج وطبقته: سوت قرى بالأرض. أجبرت ريفيين على الانتقال إلى تجمعات سكنية جديدة في ضواحي المناطق الحضرية. وفرت لهم هناك مدارس وفرص عمل، واستولت هي على الأرضي لرفع كفاءتها وإدخالها إلى دائرة الإنتاج الزراعي.

بعد أن نجح النموذج مبدئيًا، بدأت المرحلة الثانية: المشترك مع المرحلة الأولى هو الاستمرار في تهجير سكان الريف.

س/ج في دقائق


لماذا لجأت الصين إلى تهجير سكان الريف قسرًا؟

ترى السلطات أن:

1- نموذج الديمقراطية الصينية يحتاج أولًا إلى القضاء على الفقر ودفع السكان ولو قسرًا إلى مزيد من التحضر:

وسائل إعلام حكومية صينية نقلت عن مسؤولين محليين قولهم إن شاندونغ (ثاني أكبر مقاطعات الصين من حيث عدد السكان – أكثر من 100 مليون نسمة) حلت ثالثة في الناتج الاقتصادي، لكنها لم تحقق إلا 11% فقط على مؤشر معدل التحضر، وهو ما تراه الحكومة الصينية أزمة واجبة التغيير.

2- الريفيين يملكون ثروة لا يقدرون قيمتها:

يملك الريفيون الأراضي الزراعية. والحكومة المركزية التي تحتاج لإطعام 1.4 مليار نسمة، تخشى من تقلص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة. لذا تلزم حكومات المقاطعات بالحفاظ على مناطق محددة منها.

لذا، رأت أن تهجير سكان الريف يحقق الحلين معًا: نقل السكان إلى مناطق حضرية أكثر تمدنًا، وتفريغ المناطق الريفية لتتولى الحكومة “بمفردها أو بالتعاون مع مستثمرين” تحويل المساحات التي تشغلها المنازل الفارغة إلى أراض زراعية، ثم رفع كفاءة التربة في المساحة الكلية، قبل السماح لمن تحتاجهم من الريفيين بالعودة للعمل في نفس الأرض.


كيف سار نموذج تهجير سكان الريف في الصين حتى الآن؟

على مدى العقود الثلاثة الماضية، نقلت الصين عشرات الملايين من السكان المحليين من المناطق الريفية إلى ضواحي المدن.

يبدأ التطبيق بإغلاق الخدمات الحكومية المحلية وبينها المدارس (بين عامي 2000 و2015 أغلقت أكثر من 300,000 مدرسة ابتدائية – ما يقرب من ثلاثة أرباع إجمالي مدارس الريف)، ليجد الريفيون أنفسهم مضطرين للانتقال لمسافات طويلة للحصول على أي منها.

بعد فترة تبدأ في إحبار السكان على الانتقال إلى تجمعات سكنية جديدة بنتها الحكومات المحلية حديثًا في ضواحي المناطق الحضرية لتجميع سكان القرى الصغيرة المنناثرة في “منازل جميلة وصالحة للعيش ومبانٍ جديدة أنيقة المظهر”.


ما مزايا تهجير سكان الريف الصيني بالنسبة للسكان وما عيوبه؟

بالنسبة لبعض الذين أعيد توطينهم، قد تكون للمجتمعات السكنية الجديدة مزايا، أهمها سهولة الوصول إلى التعليم والخدمات الحكومية الأخرى.

بالمقابل، تقول الإيكونوميست أن الحكومات المحلية في الصين لم تترك للريفيين خيارات أخرى سوى الانتقال، حتى لو بالإجبار عبر أساليب عنيفة تتضمن إرسال “بلطجية” للتعدي على من يرفضون الخضوع للمخطط.

المسؤولون المحليون منعوا الميديا من الاقتراب من المناطق الجديدة للتحدث إلى القرويين. لكن روايات، بعضها رصدته الصحافة الصينية نفسها، تحدثت عن تعرض سكانها للضرب والترهيب، والتهديد بالفصل من وظائفهم واعتقال بعضهم لإجبارهم على مغادرة منازلهم

تنقل الإيكونوميست عن بعض الريفيين كذلك خشيتهم من “تفكك مجتمعهم المتماسك وانقضاء الصداقات القديمة” والتحول إلى شقق سكنية أضيق مما كانوا يعشيون فيها سابقًا، وتساؤلاتهم حول الوظيفة المناسبة بعدما قضوا حياتهم في الزراعة.


إلى أي مدى عدلت الصين مخطط تهجير سكان الريف مؤخرًا؟

في الصين، لا يملك الريفيون، عكس نظرائهم في المناطق الحضرية، ضمانا حقيقيا لحقوق ملكية الأرض. يعتبر الحزب الشيوعي الصيني أن الأراضي الريفية خاضعة لـ “الملكية الجماعية”. بالتالي من حق المسؤولين أن يسيطروا عليها عندما يريدون.

في البداية، شكا القرويون من إن حكومات الصين المحلية طبقت سياسة تهجير الريف عبر سياسة “الهدم أولًا ثم البناء” إذ هدمت المنازل قبل تجهيز المباني البديلة، والتي تركتهم في العراء لفترة.

الحكومات المحلية لم تعترف بمثل هذه الانتهاكات. لكن مؤخرًا، اعترف رؤساء الحزب الشيوعي في بعض المقاطعات بمعاملة الريفيين “بشكل غير عادل”. ودعا المسؤولين لـ “التفكير من وجهة نظر الآخرين” وحماية “الحقوق القانونية” للمزارعين.

بعدها، ظهرت دلائل على أن الحكومة تتقدم بحذر أكبر. يقول العديد من السكان إنهم تلقوا وعودًا بعدم التحرك حتى تصبح مساكنهم الجديدة جاهزة.



هل هناك مصادر لمزيد من المعرفة؟

لاستخدام الأراضي الخاملة.. المسؤولون الصينيون يمحون العديد من القرى (الإيكونوميست)

الصين تهدم القرى وتجبر الناس على العيش في قرى أكبر (الإيكونوميست)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك