إن كنا نتحدث عن الآثار التاريخية، فلا أدلة أثرية مباشرة على أن شخصًا باسم وتفاصيل يسوع وجد أصلًا.
لكن الأستاذ المشارك في جامعة بيرديو لورانس ميكيتيوك يقول إن ذلك لا يعني أنه لم يوجد؛ مستشهدًا بأن حاخامات اليهود الذين يفترض أنهم عاصروه لم ينفوا وجوده أبدًا، وإن اتهموه بالسحر والضلال.
كذلك، يشير التلمود البابلي إلى صلب المسيح باسم "يشو" وهو المسمى العبري من نوع يسوع، بحسب كامبريدج.
ميكيتيوك يبرر غياب الأثر أن "الفلاحين لا يتركون في العادة أثرًا وراءهم".
يحتوي العهد الجديد على أقدم الإشارات إلى موت يسوع مصلوبًا؛ إذ تقدم الأناجيل الكنسية الأربعة (متى ومرقس ولوقا ويوحنا) روايات عن الحدث تقريبًا بكل تفاصيله، وهناك أيضًا ذكر لهذه التضحية في أماكن عديدة في رسائل بولس.
يبقى التساؤل حول غياب التفاصيل بدرجة أكبر حول طريقة الصلب نفسها، رغم كونها الحدث الأهم في تاريخ الديانة.
لكن باحثين يقولون إن كتبة الإنجيل الأوائل اهتموا بالجمهور المتلقي المباشر؛ أولئك الذين عاصروهم في قرون المسيحية الأولى، والذين كانوا على دراية شخصية مباشرة بعقوبة الصلب، التي ربما شاهدوا أمثلتها بأعينهم.
يفترض أن الصلب قديمًا كان يجري خارج أسوار المدينة، وهو ما حدث في حالة يسوع، الذي صلبته السلطات الرومانية، وفق الروايات، في موقع الجلجثة (خارج القدس)، والتي تُترجم بـ "مكان الجمجمة" في اللغة الآرامية.
مع ذلك، يشير باحثو المسيحية إلى أن المكان حاليا هو كنيسة القيامة (في قلب القدس القديمة)!
هيلينا، والدة قسطنطين، أول إمبراطور روماني مسيحي، اعترفت بموقع جلجثة رسميًا باعتباره مكان الصلب.. هذا الموقع نفسه استضاف الكنيسة الشهيرة!
في القرن التاسع عشر، تساءل العلماء عن سبب وجود الكنيسة داخل أسوار مدينة القدس القديمة، رغم أن الصلب يفترض أنه حدث خارجها.
لكن أثريين يقولون إن خريطة أسوار القدس كانت مختلفة في القرن الأول عن حدود المدينة الحالية.
قد تتفاجأ عندما تعلم أن جميع تلاميذ يسوع تركوه بعد اعتقاله - باستثناء واحد - حيث شعروا بالرعب من المصير الذي قد يصيبهم بصفتهم شركاء ليسوع.
كان التلميذ الوحيد الذي رفض أن يترك يسوع، طوال فترة التقدم إلى الصلب وخلاله هو يوحنا، بحسب الروايات المسيحية، وكان عمره لا يتجاوز 14 عامًا أو 15، وكان جميع أتباع يسوع في مثل هذا السن.
إلى جانب يوحنا، تابعت مجموعة من النساء الصلب، كما ذكرت المسيحية، وكان من بينهن أربعة مريم: مريم (والدة يسوع)، ومريم من كلوباس (خالته)، ومريم (والدة يعقوب ويوحنا)، ومريم المجدلية (تابعة يسوع)، بجانب حشد كبير من اليهود والرومان.
لطالما مثل الصليب رمزًا للمسيحية، لذلك، قد يفاجئك أنه بينما يفترض العديد من المسيحيين أنه كان صليبًا بعوارض صلبة، تقول بعض الطوائف إنه علق على عمود واحد.
لماذا هذا التباين؟
يتعلق الأمر بالممارسة الرومانية القديمة للصلب؛ إذ اعتمد الرومان على أربعة هياكل مختلفة لهذا الأسلوب من التنفيذ: الأول كان يُعرف باسم Crux simplex - عمود قائم أو وتد، وأيضًا crux commissa ، وهو هيكل على شكل حرف T، وcrux immissa وهو شكل الصليب، وcrux decussata وهو هيكل على شكل X.
على الرغم من الجَلد والضرب والتسمير على الصليب، ناقش الفاحصون الطبيون والأطباء منذ فترة طويلة السبب العلمي لوفاة المسيح.
افترض البعض توقف القلب المفاجئ والأوعية الدموية، بينما جادل البعض الآخر بأنه توفى بالصدمة العميقة، والاختناق المرهق، أو مزيج من عدة عوامل.
جوزيف دبليو بيرجيرون يحدد ستة أسباب محتملة لوفاة يسوع، وتشمل: تمزق القلب، والانسداد الرئوي، والاختناق، والصدمة، والصدمة المعلقة، وطعنة قام بها جندي روماني بحربة.