هل تستحق شخصية أحمد الرافعي الحقيقية كل هذا الجدل الذي أثارته تدويناته حول فرج فودة وأنصار الدولة المدنية؟ ألم تكن شخصية عمر رفاعي سرور التي لعبها في مسلسل الاختيار أولى بهذا الاهتمام؟ أليس الرافعي مناصرًا للدولة الوطنية وممثلًا بارعًا لعب دورًا مهمًا في مسلسل يرصد معركة الدولة ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء؟ أليس شخصًا عاديًا لا يختلف عن كثيرين في دوائرنا الاجتماعية يجدر بنا أن نعذره بجهله؟ أو بالأفكار التي زرعها الإسلاميون في عقولنا لعقود؟
ألم يعتذر عن تدويناته التي كتبها عندما كان شخصًا مجهولًا لا يعرفه إلا دائرته الضيقة؟ لم المزايدة إذًا؟
لكن: ألا تتشابه تلك التصريحات التي لم يتراجع عنها مع أفكار الإرهابيين الذين يحاربهم مسلسله؟ هل من الطبيعي أن يساوي بين فرج فودة وقاتليه الذين هم أنفسهم قتلة عناصر الجيش؟ ألا يراوغ قادة الدولة الوطنية بانتهازية لا تختلف عمن يهادنون الدولة علنًا بينما يتداولون أدلة كفرها في قاعات الدرس؟
أسئلة نطرحها في حلقة جديدة من مناظرات دقائق. نستضيف فيها: الدكتور ناجح إبراهيم، والباحثين مدحت صفوت، وزياد إبراهيم عبد المجيد، وماهر فرغلي، وهاني عمارة.
ساحة النقاش لا تزال مفتوحة.. شاركونا في التعليقات، أو راسلونا عبر “اقترح مناظرة”.
المناظرون
(5)
رجعي انتهازي لا إرهابي
مدحت صفوت - باحث وناقد
متناقضات عديدة تظهر بالنظر في موقف الممثل الشاب أحمد الرافعي، الذي أهان الشهيد فرج فودة ووصف ذكرى استشهاده بـ “النفوق”. يحاول أن يتنقل بينها كحاوٍ أو لاعب الحبل في السيرك، مما يمكن أن نكتشف أنها حيلة من حيل التقية الأصولية، للعلب على جميع الأطراف.
يدعي الرافعي أنه منتمٍ لأفكار الدولة، من
رجعي انتهازي لا إرهابي
مدحت صفوت - باحث وناقد
متناقضات عديدة تظهر بالنظر في موقف الممثل الشاب أحمد الرافعي، الذي أهان الشهيد فرج فودة ووصف ذكرى استشهاده بـ “النفوق”. يحاول أن يتنقل بينها كحاوٍ أو لاعب الحبل في السيرك، مما يمكن أن نكتشف أنها حيلة من حيل التقية الأصولية، للعلب على جميع الأطراف.
يدعي الرافعي أنه منتمٍ لأفكار الدولة، مناصر للمؤسسة العسكرية التي تدفع من أرواح أبنائها في سبيل الدفاع عن أرض الوطن ضد الجماعات الإرهابية، ويفتخر بأحد شهداء المؤسسة والوطن أحمد المنسي، لاعنًا القتلة الذين اغتالوه. وفى الوقت نفسه، يردد مقولات قتلة المفكر فرج فودة بـ “النفوق” والهلاك وغيرها، معتبرًا الشهيد الراحل مساويًا لقتلته.
هنا نتساءل: أليس قتلة المنسي هم أنفسهم قتلة فودة؟ بالتالي الاصطفاف ضد أي من الشهيدين وقوف في جهة الإرهاب قاتل الضحيتين.
أعتقد أن الرافعي شخص رجعي انتهازي أكثر من كونه شخصًا إرهابيًا.. بالتأكيد كل إرهابي رجعي متطرف، لكن ليس كل رجعي إرهابيا، على الأقل حتى الآن. وهو استنادًا إلى هذه الرجعية، يتبنى إيديولوجية الدولة الدينية التي تتبناها أغلب التيارات الإسلاموية، لكنه في الوقت نفسه يمارس الانتهازية بمغازلة نظام يحكم دولة مدنية حديثة، وهي ذاتها انتهازية التيارات السلفية، التي تتقبل بالحكم المدني بحجة أنه لا يجوز التكفير العيني للحاكم ولا يجوز الخروج عليه، وفي الوقت ذاته تتداول هذه داخل قاعات الدرس خطابًا يقول بكفرية من لا يحكم بما أنزل الله!
هنا يلعب الرافعي لعبة أساسها “المراوغة”، إذ يهاجم الدولة المدنية ودعاتها ويصفهم بالإلحاد والتنصير، فيما يجامل قيادات الدولة المدنية الحاكمة علنًا وأمام وسائل الإعلام، ويؤكد التزامه بمنهجها وقانونها ودستورها. وهذا ما لا يحدث.
وأخيرًا، السؤال الذي قد يفضح الرافعي، وأتمنى أن يجيبه بوضوح: هل ترى الفن حرامًا؟ وما موقفك من التقبيل في الأفلام؟ وربما بسبب المراوغة قد يلجأ إلى مراوغة شهيرة تقول حسنه حسن وقبيحه قبيح.
الموضوع بسيط للغاية. أحمد الرافعي أخطأ في كلمة أو تعبير فـ”قامت الدنيا عليه ولم تقعد”. هو أخطأ وتراجع عن خطئه، كما أنه شخص عادي لا يمكن وصفه بشخصية عامة.. بسيط وليس مفكرًا.
ما قاله أحمد الرافعي لا يمثل قضية أو مشكلة وطن.. لن يصلح الاقتصاد أو السياسة ولن يدمرها.
ولو افترضنا أنه كان متطرفً
وماذا لو كان متطرفًا؟
ناجح إبراهيم
الموضوع بسيط للغاية. أحمد الرافعي أخطأ في كلمة أو تعبير فـ”قامت الدنيا عليه ولم تقعد”. هو أخطأ وتراجع عن خطئه، كما أنه شخص عادي لا يمكن وصفه بشخصية عامة.. بسيط وليس مفكرًا.
ما قاله أحمد الرافعي لا يمثل قضية أو مشكلة وطن.. لن يصلح الاقتصاد أو السياسة ولن يدمرها.
ولو افترضنا أنه كان متطرفًا، فهو النهاية هو مجرد ممثل لا أكثر ولا أقل، ولا أرى أنه يؤيد الفكر السلفي أو المتطرف.
أما بخصوص الإمام محمد الغزالي والمفكر فرج فودة، فكما للغزالي أفكار “ممتازة” له فكرة أو اثنتان سلبيتان، وكما لفرج فودة أفكار جيدة فله مفاهيم كثيرة خطأ للغاية.
الرافعي أخطأ في التعبير وتراجع عنه. لا يزال شابًا صغيرًا، ولن يصبح شخصية عامة أو وزيرًا أو في منصب سياسي.. فلا تقسوا عليه.
لا يوجد شكل لدولة عند أمثال أحمد الرافعي من الإسلاميين من الأساس، بل ما يسمى بازدواجية المعايير، وكون تصريح مماثل يخرج من شخص مثل الرافعي، فهو نتيجة التشوه الحاصل للمصريين على أيدي الجماعات الإسلامية لفترات طويلة، وبالإضافة إلى ازدواجية المعايير التي لا تقيم دولة، رأينا بأم أعيننا التجربة الإسلامية
لا يوجد دولة بل ازدواج المعايير
زياد إبراهيم عبد المجيد - باحث
لا يوجد شكل لدولة عند أمثال أحمد الرافعي من الإسلاميين من الأساس، بل ما يسمى بازدواجية المعايير، وكون تصريح مماثل يخرج من شخص مثل الرافعي، فهو نتيجة التشوه الحاصل للمصريين على أيدي الجماعات الإسلامية لفترات طويلة، وبالإضافة إلى ازدواجية المعايير التي لا تقيم دولة، رأينا بأم أعيننا التجربة الإسلامية في عهد الإخوان، وهي خير شاهد ودليل.
الرافعي أيضًا كشف عن وجه نعرفه للإسلاميين، بوضع الإرهاب بالسلاح والكلام في كفة واحدة، بدعوى أن العلماني على سبيل المثال مثل فرج فودة يفسد الأخلاق، وأية محاولة لشرح كلمة علمانية تقابل من الجهة الأخرى بالفسق والفجور، وهو سبب اغتيال فرج فودة،
وبالتالي، لا نستبعد عن شخص تربى على أفكار هذا التيار، أن يصف وفاة مفكر كفرج فودة بالنفوق؛ لأنه بالنسبة له متدني الأخلاق ويحض على الرذيلة.
لكن ليست الرذيلة التي رأيناها منهم هم، كعلي ونيس، الذي ضبط مع فتاة في وضع مخل بسيارته، وأنور البلكيمي، الذي أجرى عملية تجميل رغم تحريمها عند الإسلاميين، وغيرهم.
الدولة ملامة على ذلك.. ما نراه الآن هو نتيجة التهميش وخلط المعايير بين الدولة والمواطنين لفترات طويلة، مثل كلمة وسطية وغيرها، فأصبحت كلمة علمانية مرتبطة بالإلحاد وتدني القيم الأخلاقية لأقصى درجة، وهو ما ترجم أيضًا في دعوات الإسلاميين بأن العلمانية تعني أن تمارس الأخت الزنا مع شقيقها والعكس.
ولا ننسى أن القرآن نفسه حمال أوجه، كما قال علي بن أبي طالب، وتستطيع أن تخرج منه بتفاسير كما شئت، وشهدنا هذا في الوقت القريب.
في بيانه بعد الجدل الأخير، أكد أحمد الرافعي أنه لا يؤيد الفكر المتطرف. وأنا شخصيًا لا أعرف أنه متطرف. ليس إسلامويًا ولا تكفيريًا ولا فيلسوفًا. هو شاب عادي جدًا، أخطأ في يوم من الأيام قبل الشهرة الجارفة التي حققها بعد دوره المهم في مسلسل الاختيار.
فإذا كان أخطأ في حديثه عن فرج فودة، فأي شخص من الممكن
ممثل جيد ورجل عادي
ماهر فرغلي - باحث في الإسلام السياسي
في بيانه بعد الجدل الأخير، أكد أحمد الرافعي أنه لا يؤيد الفكر المتطرف. وأنا شخصيًا لا أعرف أنه متطرف. ليس إسلامويًا ولا تكفيريًا ولا فيلسوفًا. هو شاب عادي جدًا، أخطأ في يوم من الأيام قبل الشهرة الجارفة التي حققها بعد دوره المهم في مسلسل الاختيار.
فإذا كان أخطأ في حديثه عن فرج فودة، فأي شخص من الممكن أن يخطئ، لكن الرافعي في النهاية تراجع عن رأيه.
الرافعي ممثل جيد، ورجل عادي، ومؤيد للدولة، ومؤيد للجيش، ولا نستطيع أن نشق عن قلبه، وهناك من يدلي بأسوأ مما فاتل، فلا تقتلوا هذه الموهبة.
ما قاله أحمد الرافعي نتيجة لثلاث ظواهر رئيسية:
الأولى: تيار ديني متشدد يحمل أفكارًا متطرفة، لكنه مؤيد للدولة وضد الاخوان وحلفائهم. ربما يكون تأييدهم للدولة سببه رفضهم الاخوان لاسباب ايديولوجية، ليس إيمانًا بفكرة الوطن والتعددية، مثل تيارات السلفية المدخلية، وبعض الجماعات الصوفية، التي ما زالت تقيم ا
ابن ميراث الخمسين عامًا
هاني عمارة، باحث في الجماعات الإسلامية
ما قاله أحمد الرافعي نتيجة لثلاث ظواهر رئيسية:
الأولى: تيار ديني متشدد يحمل أفكارًا متطرفة، لكنه مؤيد للدولة وضد الاخوان وحلفائهم. ربما يكون تأييدهم للدولة سببه رفضهم الاخوان لاسباب ايديولوجية، ليس إيمانًا بفكرة الوطن والتعددية، مثل تيارات السلفية المدخلية، وبعض الجماعات الصوفية، التي ما زالت تقيم الناس من منطلق مؤمن وكافر وضال.
الثانية: هناك بالفعل بين العاملين بالمجال الفني من يحمل أفكارًا متطرفة، وليس بالضرورة أن يكون كل فنان تنويريًا.
الثالثة: التيارات العلمانية المصدومة لا تستوعب حتى الآن أنها اتجاه جديد على الدولة والمجتمع، ولا تزال في طور التكوين والانتشار، ولا تدرك أنها تتعامل مع ميراث 50 سنة من تغلغل الإسلاميين في الدولة والمجتمع، وما نتج عنه من نشر التفكير الديني المتطرف والمعادي للحريات والتعددية، وأن إشكالية تداخلات الدين والوطن غير واضحة للجميع حتى الآن، وتحتاج جهودًا وسنوات من الحوار والنقاش المجتمعي.
لهذا، لست ضد الحملة كإثبات موقف رافض لتلك الأفكار الإقصائية، لكنني لا أرى أن المبالغة في رد الفعل باتحاه إقصاء الرافعي ومطالبته باعتذار رسمي، أو اعتبار مجرد حذف البوستات المسيئة غير كافية، هي الحل المناسب