الممثل المصري يوسف الشريف يثير جدلًا بعد تصريحات حول رفضه تقديم مشاهد ساخنة، وإدراج ذلك ضمن بنود عقود أعماله الفنية.
هل يحاول فرض وصاية أخلاقية خالطًا الدين والأخلاق بالفن؟
أم أنه كسب أرضية بالفعل لدى الجمهور بسبب مثل هذا الشرط؟
هل من حق ممثل أن يدرج مثل هذا البند قانونًا أو يفرض مثل هذه الشروط؟
🔊 ضيوفنا في مناظرة دقائق لهذا الأسبوع:
🎙السيناريست بشير الديك
🎙الملحن حلمي بكر
🎙الناقد الفني محمود قاسم
🎙الناقد الفني طارق الشناوي
🎙الناقد الفني أمجد جمال
المناظرون
(5)
متزمت تقليدي
أمجد جمال، ناقد فني
إصرار البعض على تناول تصريحات هذا الممثل من زاوية الحرية الشخصية هو نوع من التشتيت عن الموضوع الأصلي، وهو إفلاس فكري، وكأن هناك من رفع في وجهه السلاح ليثنيه عن هذا الرأي مثلا أو طالب بسجنه!
ما طرحه الشريف قبل أن يكون رأيه هو قضية فكرية تنعكس على كل العاملين بالأنشطة الفنية والثقافية، القضية الحقيقية
متزمت تقليدي
أمجد جمال، ناقد فني
إصرار البعض على تناول تصريحات هذا الممثل من زاوية الحرية الشخصية هو نوع من التشتيت عن الموضوع الأصلي، وهو إفلاس فكري، وكأن هناك من رفع في وجهه السلاح ليثنيه عن هذا الرأي مثلا أو طالب بسجنه!
ما طرحه الشريف قبل أن يكون رأيه هو قضية فكرية تنعكس على كل العاملين بالأنشطة الفنية والثقافية، القضية الحقيقية هي إلى أي مدى يستوعب فنانونا طبيعة مهنتهم، وكيف ينعكس ذلك على إنتاجها سلبا أو إيجابا، وهي قضية لكل منا فيها حق الأخذ والرد.
الممثل هنا يعلن عن رأي متزمت يفوق حتى التزمت التقليدي الذي اعتدناه من رموز سينما الألفية “النظيفة”، ويقدمه في صورة بيان للمزايدة ومغازلة أصحاب الميول المحافظة بتقديم نفسه كواحد منهم ومن ثم الفوز بشعبية مجانية لا تتوافق مع مستوى أعماله الفنية الركيكة.
وما ليس بغريب أن الواقفين في صف هذا التزمت يشهرون في وجوهنا كارت “الحرية”، دون انتباه بأن الآراء المضادة هي كذلك حرية، وهذا الطبيعي لأن مفهومهم عن الحرية مزيف وقاصر، مجرد كارت ابتزاز، هذا ما تتوقعه من معسكر يدافع عن التزمت باسم الحرية. وهو معسكر لديه قصور في مفاهيم عديدة بجانب الحرية.
مثال، صديقة اعترضت على تصريحات الممثل، فانهال عليها جمهوره بالتعليقات الجنسية من نوعية “طب ماتيجي أمثل معاكي مشهد ساخن وألمسك”، أحدهم سألها “لماذا تعترضون على التحرش إذن؟”، ليت المشكلة كانت في عجزهم عن التمييز بين الحقيقة والتمثيل، فهم حتى عاجزون عن التمييز بين العلاقات الرضائية والاغتصاب، بين حق المرأة في الاختيار وبين قوالبهم الجاهزة لتصنيفهن ثم امتنهانهن، إما أن يقبلن بالسور الحديدي وإما استباحة أعراضهن، وكل هذا يتم بدعوى الأخلاق واحترام المرأة، وهو ليس إلا انعدام أمان جنسي متخفي في صورة الفضيلة.
طبيعي أن تجد نفس منظومة القيم الشائعة في مجتمعنا يتبناها ممثلون هذا الزمن، وهم ينظرون لزميلاتهم في العمل بنفس النظرة الدونية التي تجدها في تعليقات الغوغاء والمتحرشين على الصفحات العامة، وينعكس ذلك في تصريحاتهم سواء عن مشاهد الاختلاط بأنواعها أو فرضية الزواج بفنانة.
هنا تكمن المشكلة، إذا كنت تنظر للاختلاط التمثيلي على أنه حقيقة مشينة في حق فاعلها، فأنت بذلك تنظر لزميلاتك على أنهن ساقطات. نعود للقضية الأصلية، في حوار قديم للمخرج داود عبد السيد يقول: “قبل اختيار ممثلة لأداء دور في أفلامي اسألها بعض الأسئلة، ومنها هل توافقي على ارتداء “مايوه” لو تطلب السياق؟ أسأل هذا السؤال حتى لو لم يكن بالفيلم “مايوهات” من الأصل، والعبرة ليست بلبس المايوه بل بالتأكد أن الشخص الذي أمامي يفهم طبيعة مهنته حقا”.
بالقطع، العبرة ليست بالقبلات والمشاهد العاطفية والتلامس والمايوهات، العبرة في العقلية. الجرأة الجنسية والعري ليسوا مرادفا للفن الرفيع، وكثير من روائع السينما خلت من هذه العناصر، منها بعض الأفلام الإيرانية مثلا، الفارق أن صناعها كانوا يحاربون لهزم القيود الخارجية، ولو عرضت على عباس كياروستامي أو أصغر فرهادي تصريحات هذا الممثل المصري لضحكوا، رغم أن أعمالهم لا تبتعد في قيودها عن أعماله، المشكلة ليست في القيود، بل في القيود الذاتية، إن لم يكن عقل الفنان حرا، منفتحا، شكاكا، فعلى الأرجح خياله سيكون سجنا كبيرا لن يتولد عنه فن يستحق النظر.
ختاما، لا ننشد سينما مصرية غارقة في الجنس والعري، فقط ننشد فنانين يقبلون على أعمالهم الفنية بقائمة تطلعات وأحلام وأفكار، بدلا من قائمة ممنوعات.
أولًا، ليس من حق يوسف الشريف أن يضع في أي عقد بندا مماثلا لما تحدث عنه. ما قاله يتعارض مع طبيعة المهنة. المشكلة ليست في اختياراته. من حق يوسف الشريف، لكن الأزمة في أن المرجعية التي استند إليها يوسف الشريف، خاطئة.
لا أستطيع مثلًا رفض القيام بدور سكير أو قاتل أو زير نساء، هذا من حقه، لكن السبب يجب أن
الفن لا يُقيم بالأخلاق
طارق الشناوي، ناقد فني
أولًا، ليس من حق يوسف الشريف أن يضع في أي عقد بندا مماثلا لما تحدث عنه. ما قاله يتعارض مع طبيعة المهنة. المشكلة ليست في اختياراته. من حق يوسف الشريف، لكن الأزمة في أن المرجعية التي استند إليها يوسف الشريف، خاطئة.
لا أستطيع مثلًا رفض القيام بدور سكير أو قاتل أو زير نساء، هذا من حقه، لكن السبب يجب أن يكون أن طبيعته لا تصلح لأداء هذا الدور، لأنه غير مقنع مثلًا، لا أن استند إلى مرجعية دينية أو أخلاقية. لا يجوز أن أرفض القيام بدور معين لتعارضه مع الدين أو الأخلاق “لكن ممكن أقول مش هعمل الدور ده عشان ما بيتفقش معايا أو مع آدائي، بدون أن يكون هناك مرجعية دينية يستند إليها” المرجعية الوحيدة هي فن الأداء فقط.
مشكلة يوسف الشريف أنه خلط الأخلاق بالفن. الأمر لا يصح في الأعمال السينمائية، فصل الفن عن الأخلاق واجب، وهذا لا يعني أن الفن ضد الأخلاق، لكنه يعني أنه لا يُقيم بالأخلاق.
لا أعتبر أن يوسف الشريف يحاول فرض وصاية أخلاقية على الجمهور. هو يعبر عن رأيه، وكل شخص يحق له التعبير عن رأيه. ورأيه هذا حين يلتقي مع رأي الجمهور يكون قد كسب نقطة إضافية لصالحه، وهو ما يفعله بكثافة منذ فترة.
كذلك، الهجوم الذي شن من بعض الأطراف ضده، هو من حقهم للأسف؛ لأن من حق أي إنسان – يفهم أو
من حقه
حلمي بكر - ملحن وموسيقار
لا أعتبر أن يوسف الشريف يحاول فرض وصاية أخلاقية على الجمهور. هو يعبر عن رأيه، وكل شخص يحق له التعبير عن رأيه. ورأيه هذا حين يلتقي مع رأي الجمهور يكون قد كسب نقطة إضافية لصالحه، وهو ما يفعله بكثافة منذ فترة.
كذلك، الهجوم الذي شن من بعض الأطراف ضده، هو من حقهم للأسف؛ لأن من حق أي إنسان – يفهم أو لا يفهم – أن يعبر عن رأيه، وهذه كارثة.
لكن، تغريدات يوسف الشريف في كل الأحوال هي في النهاية محاولة للبقاء على قيد الحياة فنيًا، خوفا من الانزواء إلى مكان لا يراه فيه أحد. ليس وحده من يفعل ذلك. هناك فنانون كثر يحاولون كسب رضا الجمهور طول الوقت للبقاء على قيد الحياة فنيًا.
في النهاية، أرى أن الأدوار هي من المفترض أن تختار يوسف الشريف لا أن يختارها هو أو يرفضها. حين يختار العمل الفنان، يترجم إلى أن الفنان ذكي إلى حد بعيد ثم واتته الفرصة ليلمع كنجم. لكن أحيانًا تكون اختياراته سيئة، كما أرى أن اختيارته في رمضان الماضي كانت سيئة. لكنه على الأقل يحاول.
ما يقوله يوسف الشريف هو شَرطه، تمامًا مثل الممثلة التي تتحجب وترفض الظهور على الشاشة بغير حجاب مثلًا. بمعنى أن يُعرض عليه الدور “المرفوض من وجهة نظره” فيقبل أو يرفض.. هذه قضية يتحمل هو مسؤوليتها.
لكن الدعوة لتطبيق ما يقوله بشكل عام خطأ جسيم، ففي النهاية لا يوجد ما يسمى بالسينما النظيفة،
دعوة شاذة
بشير الديك - سينارست
ما يقوله يوسف الشريف هو شَرطه، تمامًا مثل الممثلة التي تتحجب وترفض الظهور على الشاشة بغير حجاب مثلًا. بمعنى أن يُعرض عليه الدور “المرفوض من وجهة نظره” فيقبل أو يرفض.. هذه قضية يتحمل هو مسؤوليتها.
لكن الدعوة لتطبيق ما يقوله بشكل عام خطأ جسيم، ففي النهاية لا يوجد ما يسمى بالسينما النظيفة، لكن هناك سينما جيدة أو فن جيد والعكس سينما رديئة أو فن ردئ.
النظافة هنا معناها الجودة, نحن ننتج فنًا لا دعاية للجماعات الإسلامية. كان بإمكانه أن يرفض من منطلق الأداء، أو أنه لا يصلح لهذا الدور، لا أن يرفض على أساس ديني أو أخلاقي.
مثلا لو عرض عليه سيناريو فيلم أو مسلسل، سيقوم فيه بدور الأب في عيد ميلاد ابنته، هل يعقل ألا يقبلها؟! أنا أرى أن ما يدعو إليه يوسف الشريف هو وجهة نظر شاذة. إن أراد أن يطبقها على نفسه فليرفض مثلك تلك العروض. هذا حقه، لكن ليتحمل مسؤولية اختياراته.
لكن قانونًا، لا يجوز إدراج مثل هذا الشرط كبند في أي عقد، إلا لو كان ممثلًا “محصلش والمنتجين هيموتوا عليه”.
من الواضح أن يوسف الشريف تم تجنيده، بمعنى “تكون قاعد معايا واقولك 3 آيات أو 4 أحاديث تيجي متحول لشخص آخر” من الواضح أن الأمر حدث مع يوسف الشريف. قلت من قبل أنه سيكون نجم المستقبل، ويوسف شاهين أيضًا قرأه جيدًا وأعطاه دور بطولة مطلقة، وبالفعل حافظ عليها لكن ليس بالقوة نفسها التي توقعناها،
حالة استشياخ
محمود قاسم - ناقد سينمائي
من الواضح أن يوسف الشريف تم تجنيده، بمعنى “تكون قاعد معايا واقولك 3 آيات أو 4 أحاديث تيجي متحول لشخص آخر” من الواضح أن الأمر حدث مع يوسف الشريف. قلت من قبل أنه سيكون نجم المستقبل، ويوسف شاهين أيضًا قرأه جيدًا وأعطاه دور بطولة مطلقة، وبالفعل حافظ عليها لكن ليس بالقوة نفسها التي توقعناها، “أفلامه مكنتش مهمة أوي”.
ما يحدث هو أن بعض الفنانيين يحدث لديهم نوع من التحول، سواء تحول حاد أو بطيء، وهو ملحوظ أكثر لدى الممثلات الإناث في الأمور المتعلقة بالحجاب واللمس وما شابه. على سبيل المثال، الراقصة هالة الصافي، بعد ما قررت التوقف عن الرقص وحدث تحول في شخصيتها صرحت بأنها حين كانت ترقص أو تؤدي دور إغراء، كانت تشعر وكأن نار مشتعلة في جسدها، هذا ما يحدث بالظبط مع يوسف الشريف.
يوسف الشريف يعاني من أرتكاريا، بصرف النظر عن قناعاته، ما يحدث هو أن اللمس مثلًا يثير شهوته فلا يفعله، وهو ما يحدث لأغلب المتطرفين، حسيين وشهوانيين.
يوسف الشريف أصبح لديه قناعة “أنه لما يمثل لازم يمثل على الناشف” أو ما يسمى بالسينما النظيفة، والفن لا يوجد به ما هو “ناشف وطري”. القبلة واللمس في الأفلام لابد وأن يتم التعامل معها على أنها حالة اجتماعية للغاية وطبيعية وتحدث في الواقع، لكن الممثلين والفنانين هنا يعتبرونها شيئا مقرفا.
منتج مثل السبكي أيضًا، ينتج أفلامًا بها رقص وقبلات لكن لديه بداخله حالة “استشياخ” أو شخص متدين بدواخله. الوحيد الذي فعل ذلك بشكل طبيعي في السينما والواقع كان خالد يوسف.