في العديد من المواجهات أثبتت أنظمة الدفاع الجوي أنها لم تكن فعالة بالدرجة المطلوبة في مواجهة الدرونز والصواريخ منخفضة التحليق.
على العكس، استخدمت الدرونز والصواريخ منخفضة الارتفاع في أكثر من مناسبة وبنجاح متكرر لتدمير أنظمة الدفاع الجوي المتعددة في ساحة المعركة، بما أطلق تحذيرًا لمصنعيها حول فعالية هذه الأنظمة ضد التهديدات الجوية الحديثة؛ فالطائرات بدون طيار الهجومية الأقل تكلفة والصواريخ منخفضة التحليق عطلت أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تكلفة وتعقيدًا وصعوبة في التشغيل.
نجاح الدرونز يعود ببساطة لإمكانية استخدام سرب منها للعمل بشكل متزامن لتشكيل قبة فوق الهدف. قبل الهجوم تضع نفسها في مواقع محددة مسبقًا، بما يجعل منها شبكة صعبة الاستهداف، وعند القيام بالعملية تتجمع، وبالتالي تقدر على اعتراض أو تشتيت أي صاروخ قادم، فتقوم بعضها بالعمل كألغام جوية تنفجر، في حين تنفذ الأخريات المهام المعتادة.
توجد خوارزميات بالفعل يمكنها برمجة طائرة بدون طيار بخاصية “انظر وتجنب”. وقد تم إثبات ذلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) مع منطق برمجيات مستقل مثبت.
في دراسة للمعهد، استخدمت خوارزمية مفتوحة المصدر لتمكين طائرة بدون طيار من الكشف عن الأشياء وبناء خريطة كاملة لمحيطها بسرعة 120 لقطة في الثانية، ويمكن عكس الخوارزمية لاكتشاف الأجسام وتجنبها، مما يؤدي إلى المراوغة من الاستهداف.
الدفاعات الجوية المنتشرة لحماية منشأة بقيق السعودية كانت تستخدم نظام باتريوت الأمريكي الصنع ومدافع أورليكون جي دي إف 35 ملم المزودة برادار Skyguard وشاهين، وهي نسخة من نظام صواريخ كروتال الفرنسي. وزير الدفاع الأمريكي قال إن “أفضل أنظمة الدفاعات الجوية قد تفشل. وأكد خبراء أن سرعة وزوايا الدرونز والصواريخ البدائية منعت الدفاعات الجوية من الاشتباك معها.
الأمر يتكرر باستمرار حين تستخدم الميليشيات السورية أسراب الدرونز في هجماتها المتكررة على القاعدة الروسية في حميميم السورية.
لكن الروس طوروا وسيلة حماية لاحقًا باستخدام مزيج من المدافع المضادة للطائرات والصواريخ وأنظمة الحرب الإلكترونية إما لإسقاط أو تحييد الطائرات بدون طيار.
الجيش السوري يستخدم العديد من أنظمة الدفاع الجوي الروسية الأصل، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي S-300 وS-400، وأنظمة صواريخ أرض-جو متوسطة المدى (سام بوك)، وبانتسير. لكن سلاح الجو الإسرائيلي لا يجد صعوبة في تدمير هذه الأنظمة بانتظام من خلال الاستخدام المشترك للحرب الإلكترونية والصواريخ المضادة للإشعاع والذخائر الموجهة بدقة.
الدرونز التركية كررت الأزمة نفسها لأنظمة الدفاع الجوية القصيرة المدى الروسية بانتسير التي استخدمها الجيش الوطني الليبي.
حرب الدرونز.. مواجهة إسرائيل وإيران الممتدة عبر الدول | س/ج في دقائق
حدود أرمينيا وأذربيجان.. بؤرة جديدة للفوضى التركية بمرتزقة سوريين؟ | محمد شهاب الإدريسي
تتضمن إحدى طرق مواجهة أسراب الطائرات بدون طيار إجراءات القتل الناعم. نظرًا لأن الدرونز يجري تشغيلها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والتحكم اللاسلكي، فإن التشويش أو السيطرة على الطائرة بدون طيار هو الطريق الأفضل لتحييدها.
لكن أبرز خبراء اسرائيل في مجال الصواريخ، البروفيسور عوزي روبين، يرى أن هذا لا يمثل ضمانة للحل، ففي كثير من الأحيان يكون توجيه الطائرات بدون طيار بصريًا ولا يعتمد على إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي.
ينطوي نهج القتل الشديد على استخدام ليزر من 5 إلى 10 كيلو وات. يمكن لليزر تدمير الطائرات بدون طيار حتى مسافة 2.5 كيلومتر، وفقًا ليونغمان.
استخدمت الولايات المتحدة أشعة الليزر في سياراتها المدرعة Stryker، وألمانيا وروسيا وتركيا من بين الدول التي طورت التكنولوجيا. تعمل رافائيل الإسرائيلية على تطوير خاصية الليزر، بما في ذلك نظام اعتراض القبة المستندة إلى الليزر.
يقول يونغمان إن هناك قدرة لا تزال قيد التطوير، وهي إطلاق طائرة بدون طيار أخرى للاصطدام بالمهاجمة على مسافة كيلومترين.
أسراب الطائرات بدون طيار: تهديد الهواء الناشئ (إنديا ديفينس ريفيو)
تُظهر حرب الطائرات بدون طيار تحجيم أنظمة الدفاع الجوي (راند)
هل أنظمة الدفاع الجوي جاهزة لمواجهة أسراب الطائرات بدون طيار؟ (ديفينس نيوز)