يُعتقد على نطاق واسع أن مستشار الرايخ الألماني، أدولف هتلر، كان العقل المدبر لافتتاح معرض Entartete Kunst، أو معرض الفن المنحل، لكن هذا غير صحيح.
كتب جوبلز في مذكرات++ه بتاريخ الخامس من يونيو عام 1937: "تم لفت انتباهي إلى أمثلة مروعة عن الفن البلشفي، وكان علي اتخاذ قرار، فأردت تنظيم معرض فني في برلين عن فترة الانحطاط، حتى يتمكن الناس من رؤيته وتعلم كيفية التعرف عليه ".
وافق هتلر على الاقتراح في 30 يونيو وعين أدولف زيجلر، رئيس غرفة الرايخ للفنون البصرية مسؤولاً عن جمع الأعمال الفنية وتنظيمها.
تسابق زيجلر وفريقه على عجل لجمع جميع الأعمال البالغ عددها 650 من 32 متحفًا عامًا في جميع أنحاء ألمانيا.
شهد 19 يوليو عام 1937 افتتاح المعرض الشهير وداخل الجدران المظلمة والضيقة لمعهد علم الآثار في هوفغارتن، الذي تم اختياره لصفاته المكانية غير المبهجة
حمل المعرض عناوين مهينة مثل: "الجنون يصبح أسلوبًا"، "الطبيعة كما تراها العقول المريضة"، "الكشف عن الروح العرقية اليهودية"، "المثالية - كريتين و عاهرة".
أصر هتلر أيضًا على أن الدخول إلى المعرض سيكون مجانيًا لتشجيع الجمهور على الحضور وجعلهم يفهمون صفات الفن المنحط.
تم الإبلاغ عن زيارة مليون شخص خلال الأسابيع الستة الأولى وحدها، بينما رأى مليون إضافي مشروع الفن المنحل أثناء سفره في جميع أنحاء ألمانيا بين فبراير 1938 وأبريل 1941.
بحلول نهاية المعرض في 30 نوفمبر 1937 وحتى يومنا هذا، أصبح Entartete Kunst معرض الفن الحديث الأكثر زيارة في التاريخ مع أكثر من 2 مليون زائر.
واحدة من القطع المهمة في هذا المعرض، هي نحت الفنان الألماني فيلهلم ليهمبروك، لامرأة راكعة، 1911، حيث كانت القطعة واحدة من أعظم أعمال الفن الحديث في ألمانيا قبل عام 1937 حتى إزالتها الوشيكة من متحف Kunsthalle ووصفها بأنها "متدهورة".
وتضمن المعرض قطعًا حصلت على نفس المعاملة، مثل لوحة ماكس بيكمان: النسب الصليب، عام 1917، التي كانت معلقة في Kunstinstitut Städelsche في فرانكفورت، ولوحة ارنست لودفيغ كيرشنر لشارع برلين، عام 1913، والتي كانت في المعرض الوطني القديم في برلين عام 1920.
منذ اللحظة التي وصل فيها حزب العمال الاشتراكي القومي الألماني (النازي) إلى السلطة، وضع قادته الفن والمجال الفني بشكل عام تحت المجهر، لأن أجندة الحزب كانت ثقافية أيضًا بجانب أنها سياسية.
انتشرت الثورة الثقافية السياسية القومية الاشتراكية كالنار في الهشيم، وتم فصل العديد من مديري المتاحف والقيمين والمتخصصين في الفن وعلماء الفن واستبدل بهم آخرون منتسبون إلى الحزب النازي.
في هذه الأثناء، تمت إزالة القطع الحداثية على الفور والسخرية منها علنًا بطرق مماثلة لمبادرة Entartete Kunst، وفي الوقت نفسه، بدأت مكاتب مثل غرفة الرايخ للفنون البصرية بالظهور للمشاركة في نوع من المراقبة الفنية الوطنية وكذلك إنتاج دعاية فنية.
بعد الإزالة الواسعة لجميع الأعمال الفنية الحداثية من المتاحف الألمانية حيث تم اعتبار أكثر من 20000 قطعة "متدهورة"، تم تخزين القطع في مخزن حبوب سابق في برلين.
في الوقت نفسه، وللحصول على عوائد، تم اعتبار ما يقرب من 4500 قطعة من هذه القطع المتدهورة رسميًا "قابلة للتسويق دوليًا". أي يمكن بيعها في الخارج للاستفادة من الإقبال العالمي عليها.
يعتبر الاشمئزاز من الأعمال الفنية الحداثية سلوكًا مألوفًا خلال تاريخ الرايخ الثالث، ففي ذلك الوقت، كان الفن الحديث منارة للتغيير، وكان مرتبطًا بشكل كبير بروح الاستكشاف العقلي والروحي والمجتمعي، حيث نأت الحركة نفسها، من حيث الأسلوب والموضوع، عن الخطاب التقليدي للسرد والتمثيل الموضحة في الأعمال قبل القرن التاسع عشر،
كان السرياليون يستكشفون أسرار العقل الباطن، وقدم آخرون، مثل حركة دادا والمستقبليون، نقدًا اجتماعيًا مباشرًا للمجتمع، وهذه التقاليد الجديدة كانت تتناقض بشكل مباشر مع المثل العليا الموجودة في الصور الفنية النازية، حيث ألهمت الأيقونات اليونانية والرومانية نموذج الفن النازي الألماني، الذي يهدف إلى التلميح إلى تأثيرات البطولة والرومانسية.
كان معرض Entartete Kunst محاولة نازية شائنة للسخرية من الفن الحديث وتشويه سمعة أي موهبة فنية من الأفراد الطليعيين الذين عرضت أعمالهم فيه.
اعتبر هتلر أن الفن الحديث قضى على مسار التطور الرائع للفن الألماني في القرن التاسع عشر
وأن الفن يجب أن يحمل الرسالة الثقافية التي يحملها حزب العمال الاشتراكي القومي الألماني (النازي). وهو الحزب الذي روج لأفكار عنصرية وأفكار معادية لليهود وجلب الدمار على بلاده