برنامج F-35 يعرف رسميًا ببرنامج مقاتلة الغارة المشتركة (Joint Strike Fighter (JFS، والذي أطلقته وزارة الدفاع الأمريكية في خريف 2001.
وبعد منافسة مع طراز X-32 من شركة بيونج، استقرت وزارة الدفاع الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول 2001 على تصميم X-35 من لوكهيد مارتن، والتي أصبحت F-35 Lightning II.
وتركز فكرة البرنامج على تخفيض تكلفة التطوير والإنتاج ثم الملكية، كنقطة محورية لكي تحل هذه الطائرات المعروفة بالجيل الخامس من أنظمة الطائرات المقاتلة محل مجموعة واسعة من الطائرات التي تخدم حاليًا في الجيش الأمريكي والدول الحليفة – تشمل مقاتلات وطائرات هجومية جو/أرض وقاذفات قنابل. وأن يتم ذلك وفق تكلفة معقولة.
ووفق الخطة، تشمل قائمة الطائرات التي ستخرج من الخدمة:
يشمل البرنامج شراكات مع أستراليا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، فنلندا، إسرائيل، إيطاليا، اليابان، هولندا، تركيا، النرويج، بريطانيا، كوريا، وسويسرا.
وقعت واشنطن عقود شراكة رسمية مع أنقرة في يونيو/ حزيران 2002، بين ثماني دول انضمت للبرنامج بين عامي 2001 و2002، وذلك قبل سنوات من مشكلات التصميم والإنتاج التي أخرت دخول F-35 إلى الخدمة وأضافت تكاليف إنتاح بمليارات الدولارات.
الشراكة مع تركيا بلغت 175 مليون دولار (العقد الأعلى مع بريطانيا بقيمة ملياري دولار، والأدنى مع النرويج بقيمة 125 مليون دولار).
وكشريك، كانت الصناعة العسكرية التركية مؤهلة لتكون موردًا لأسطول F-35 عالميًا طوال فترة البرنامج، بفرص صناعية تصل إلى 12 مليار دولار.
وكانت تركيا تخطط لشراء 100 طائرة F-35، لتصبح الثالثة في سجل أكبر عملاء الطراز بعد بريطانيا واليابان، بما يضمن مستقبل الأمن القومي التركي لعقود قادمة، بأنظمتها التكنولوجية غير المسبوقة وقدراتها الفريدة على التسلل. بحسب الموقع الرسمي للبرنامج.
منذ فترة طويلة، حذرت الولايات المتحدة تركيا من أن استمرار مشاركتها في برنامج F-35 سيكون مستحيلًا حال ضم منظومة S-400 الروسية إلى منظومتها للدفاع الجوي.
وتقول واشنطن إن قدرات رادار S-400 يمكِّن المنظومة الروسية من جمع معلومات استخبارية عن طائرة F-35 إذا كانت تستخدمها نفس الدولة.
وزارة الدفاع الأمريكية اعتبرت أن الجزء الأكبر من قوة طائرات F-35 تكمن من قدرتها على الاختباء من الرادار، وبالتالي فإن القدرة على اكتشاف هذه القدرات من شأنها أن تعرض البرنامج بمجمله للخطر على المدى الطويل.
مع ذلك، قال مسؤولو الوزارة إن تركيا لا تزال شريكًا استراتيجيًا، وأن العلاقات العسكرية بين البلدين ستبقى “قوية ومرنة.”
البيت الأبيض قال أيضا إن واشنطن وأنقرة ما زالتا حليفتين، ليضيف أن العلاقات مع تركيا “كحليفة في الناتو متعددة الطبقات، ولا تركز فقط على طائرات F-35”.
ترد الخارجية التركية بأن القرار الأمريكي لا يمتثل لروح الناتو ويفتقر إلى الأسس المشروعة، داعية إدارة ترامب لـ “تصحيح الخطأ الذي سيضر بعلاقات البلدين بشكل لا يمكن إصلاحه”.
وقالت الوزارة إن الولايات المتحدة رفضت اقتراحًا تركيا بتشكيل مجموعة عمل تضم ممثلي الناتو للتعامل مع الأزمة، ما وصفته بـ “مؤشر واضح على تحيز واشنطن وافتقارها لحسن النية في إدارة المسألة”.
أنقرة طالبت واشنطن بإظهار مدى أهمية صداقة تركيا “ليس فقط بالكلام بل بالأفعال”، لا سيما في الحرب ضد داعش والأكراد.
اقتصاديًا، يوفر البرنامج حاليًا أكثر من 220,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة ذات أجور مرتفعة وجودة عالية للعمال الأمريكيين، كما يتعاون مع مع حوالي 1,400 مورد محلي (من مجموع 1,500) في 45 ولاية وبورتوريكو لإنتاج الآلاف من مكونات الطائرة.
وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية ألين لورد قالت إن تأثير استبعاد أنقرة من برنامج F-35 سيكون ضئيلًا بشكل عام، حيث سينتقل معظم العمل من تركيا بتكلفة تصل إلى 600 مليون دولار.
وقالت لورد إن حصة تركيا ستتحول إلى الموردين الأمريكيين على المدى القصير، لكنها ربما تنتقل تدريجيًا إلى شركاء البرنامج مستقبلًا.
وينتج الموردون الأتراك نحو 900 جزءًا من قطع الطائرة، ما يصيب تركيا بخسائر تتجاوز تسعة مليارات دولار على طول فترة البرنامج.
لوكهيد مارتن قللت أيضا من تأثير استبعاد تركيا من قائمة العملاء، وتوقعت العثور على مشترين بديلين للطائرات التي كانت مخصصة لأنقرة، في إشارة على ما يبدو إلى سويسرا وفنلندا وبولندا واليونان ورومانيا وإسبانيا.
الخلاف مع ذلك يبقى معلقًا حول مصير الطائرات التي دفعت تركيا ثمنها مقدمًا. ويقول مسؤولون أمريكيون إن أنقرة ستحتفظ بحقها القانوني في ملكيتها، لكن واشنطن لديها الحجج القانونية بعدم السماح بخروج تلك الطائرات من البلاد.
مستشار الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير قال إن شركات الصناعات العسكرية المحلية قد تواجه خسائر مؤقتة، لكنها ستجري تقييمًا لسبل تعويض خسائرها جراء القرار الأمريكي.
وأضاف أن أنقرة لن تشتري معدات دفاع أجنبية من الآن فصاعدًا، ما لم تكن ضرورية للغاية، في إشارة على ما يبدو إلى مقاتلات TF-X التي تعمل تركيا على تطويرها حاليًا وكشفت النقاب عنها في نموذج بالحجم الطبيعي في معرض باريس 2019، لكن تقارير عسكرية حذرت أنقرة من أنه حتى طراز F-35 استغرق ما يقرب من 20 عامًا للتطوير، رغم عراقة المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي.
وتعرض روسيا تزويد تركيا بمقاتلات بديلة من طراز سوخوي 35؛ وهي مقاتلة متعددة المهام من جيل “4++”، الأقدم من F35 التي تنتمي لمقاتلات الجيل الخامس.
لم تبد الولايات المتحدة – حتى الآن – نوايا محددة بخصوص عضوية تركيا في حلف الناتو.
مسؤولو وزارة الدفاع قالوا إن شراء أنقرة لمنظومة S-400 يقوض التزاماتها تجاه الناتو، لكنهم رفضوا تفصيل التأثيرات المحتملة على مستقبل عضوية أنقرة في الحلف، التي انضمت إليه منذ 1952.
الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أبدى قلقه بشأن طرد أنقرة من برنامج F-35، لكنه قال إن مساهمتها في الحلف أعمق وأوسع من المقاتلة الأمريكية.
ستولتنبرغ أكد مجددًا أن منظومة S-400 الروسية لا يمكن أن تصبح جزءًا من الدفاع الصاروخي المشترك والمتكامل لحلف الناتو، لكن قال إن أنقرة تمتلك طائرات ورادارات ستبقى جزءًا من النظام.
وأضاف: “مسؤوليتي هي جزئيًا محاولة المساعدة في حل المشكلة، لكن طالما لم تحل المشكلة، فنحن بحاجة لتقليل العواقب السلبية”.