إذا سألت أي شخص عن قصة اكتشاف الجاذبية، فستجيبك الأغلبية بالحكاية الشهيرة عن جلوس العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن متأملًا تحت ظل شجرة تفاح، سقطت إحدى ثمارها فوق رأسه، فاهتدى على الفور إلى قوانين الجاذبية.
حسنًا. لم تسر الأمور بهذه الطريقة تمامًا. نيوتن كان يدرس في جامعة كامبريدج في 1661، وبعد 4 أعوام من الاجتهاد البحثي، اضطره انتشار الطاعون في الجامعة إلى العودة إلى مسقط رأسه في ريف وولسثورب مانور، وهناك تابع دراساته وتجاربه.
تقول الرواية إنه تابع سقوط التفاح من الشجرة إلى الأرض، بما دفعه للتساؤل عن سبب سقوط الأشياء من أعلى لاسفل وليس العكس.
مع ذلك، لا نملك أي دليل تاريخي يُثبت أن قوانين الجاذبية خرجت إلى النور في هذا التوقيت،
وكان أول ظهور لحكاية "نيوتن والتفاحة" في مذكرات نيوتن التي كتبها صديقه وليام ستوكلي، وخرجت إلى النور، لأول مرة، عام 1752م.
من أكثر المعلومات شيوعًا بشأن اكتشاف قارة أمريكا الشمالية، أن مَن اكتشفها هو البحار الإيطالي كريستوفر كولومبوس، الذي أبحر في العام 1492م، بعدما قاد ثلاث سفن عبر المحيط الأطلنطي؛ للوصول إلى الهند في محاولة لإثبات كروية الأرض.
حسنًا، لا شيء من هذا الكلام صحيح تقريبًا باستثناء أن كولومبوس قام برحلة بحرية جريئة بالفعل.
عدا ذلك، لم يكن الأوروبيون بحاجة لإثبات أن الأرض كروية فهي معلومة موثوقة منذ عهد اليونانيين القدماء.
كما أن كريستوفر ليس أول شخص يكتشف أمريكا الشمالية بل سبقه مستكشف إسكتلندي يُدعى ليف إريكسون ينحدر من قبائل الفايكنج، وصل إلى هذه الأراضي قبل رحلة كولومبوس بنحو 500 عامٍ، ووصل إلى مكان أسماه "فينلاند"، في ما يعرف الآن بمقاطعة نيوفاوندلاند الكندية.
لم يمكث إريكسون وطاقمه طويلاً - بضع سنوات فقط - قبل أن يعودوا إلى بلادهم،
وفي 1960، عثر المستكشف النرويجي هيلج إنجستاد على بقايا هذه المستوطنة الإسكتلندية، ومنذ 1969م يحتفل الكونجرس الأمريكي بيوم "ليف إريكسون" بتاريخ 9 أكتوبر من كل عام.
أما عن كولومبوس نفسه، فلم تطأ قدماه أرض أمريكا الشمالية قط، وأقصى ما بلغته رحلاته البحرية الاستكشافية الأربعة مجموعة جزر البحر الكاريبي، والتي تقع الآن ضمن جزر الباهاما.
ربما لا يعرف الكثيرون معلومات متعددة عن شخصية الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت خلال قيام الثورة الفرنسية، لكن تبقى صاحبة الجملة الأشهر وربما الأكثر استفزازًا في التاريخ الإنساني،
فبعدما أخبرها أحدهم أن شعب فرنسا فقير ليس لديه ما يكفي لأكل الخبز، فردّت عليه الملكة ببراءة قائلة "دعم يأكلون البسكويت"!
من وقتها، تستخدم هذه المقولة بشكل مستفيض للتعبير عن الحاكم الذي انفصل عن شعبه ولم يعد يعرف أي شيء عن ظروف معيشته ولا كيفية علاج مشكلاته.
لكن هذا الأمر برمته خاطئ، والملكة الفرنسية الشابة عانت من ظُلم بيّن في هذا الصدد.
لا يُوجد أي دليل تاريخي يثبت صدور هذه الجملة عن الملكة الفرنسية، بل وهناك حكايات فلكلورية قديمة سبقت الثورة الفرنسية قدّمت نفس القصة بعبارات مشابهة ضمن سياق قصص الحكام الغافلين عن شعوبهم، مثل السيدة الألمانية النبيلة التي عاشت في القرن الـ16، واشتكى لها بعض الفقراء من أنهم لا يجدون خبزًا يأكلونه، فسألتهم متعجبة "لماذا تأكلون بالأساس"؟
أول شخص كتب عن هذا الموقف، وألحقه بالأسرة الحاكمة الفرنسية هو الفيلسوف الشهير جان جاك روسو، الذي ذكره في كتابه "اعترافات روسو".
المثير للانتباه، أن روسو لم يُشر إلى هوية الأميرة الفرنسية بطلة هذا الموقف، وإنما اكتفى بقصِّه دون ذِكر اسمها.
ولاحقًا، اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789م، مستلهمة من كتابات روسو العديد من أفكارها، ويبدو أن هذا الموقف كان أحدها، بعدما جرى اقتطاعه من الكتاب وإضافة اسم الملكة الفرنسية إليه لتكون بطلته، كوسيلة لتشويه صورتها أمام الشعب الفرنسي،
الثورة ضدها وضد زوجها الملك لويس السادس عشر أجبرتهما على التنحي وأعدمتهما.
"أينشتاين كان يرسب في امتحاناته، ثم أصبح مخترعًا عظيمًا". من أكثر الجمل التحفيزية التي يعتمد عليها روّاد التنمية البشرية، لإقناع تلاميذهم أن الأمل في النجاح دائمًا موجود.
هل من المعقول أن الرجل الذي طوّر نظرية النسبية كان فاشلاً في الرياضيات؟
هذه المعلومة ذائعة الصيت، تنطوي على مبالغة كبيرة، فالحقيقةأن العبقري الألماني حصل على درجات متميزة جدًّا خلال مرحلة دراسته الابتدائية، بل إنه في سن الـ11 من عُمره كان يدرس كتب الفيزياء التي تُدرّس بالجامعة.
أكد هذه المعلومة كتاب السيرة الذاتية الخاصة لأينشتاين، والذي أعدّه الكاتب البريطاني رونالد دبليو كلارك، أن أينشتاين لم يعان من أي مشاكل تتعلق بالنمو أو تطور قدراته الذهنية خلال صغره، ومنذ التحاقه بالمدرسه كانت تقاريره الدراسية رائعة،
واختتم كلارك حديثه عن هذه الجزئية بقوله "الاعتقاد السائد بأنه كان طالبًا غبيًا لا أساس له من الصحة".
هذا الادعاء ضحده أينشتاين بنفسه في لقاءٍ قديم، أكد فيه أنه لم يفشل في الرياضيات قط، بل وصل إلى القمة وتجاوز مستواه باقي طلاب فصله، حتى أنه بدأ في تأليف بعض النظريات الرياضية الجديدة وهو في هذه السن الصغيرة.
ما من مرة تجسّدت فيها شخصية القائد الفرنسي الشهير نابوليون بونابرت، سواءً في صورة أو على الشاشة في مسلسل تليفزيوني أو فيلم سينمائي، إلا وجرت الاستعانة بشخصٍ قصير القامة للقيام بدور نابوليون.
ولكن، هل كان نابوليون قصير القامة إلى هذا الحد في الحقيقة؟
الحقيقة، أن أشهر قائد عسكري في تاريخ فرنسا لم يكن بهذا القصر المزعوم، وإنما قارب طوله الـ170 سم، وهو ما يوازي ارتفاع رجل طويل القامة في ذلك العصر.
سبب هذا الخلط هو التضارب بين وحدات القياس الفرنسية والإنجليزية، أن قياس طول نابليون الذي عرفناه وهو 5 أقدام وبوصتين، هذا القياس كان وفقًا للوحدات الفرنسية والتي تزيد تدرجاتها قليلاً عن القدم والبوصة التي نستخدمها هذه الأيام.
البوصة الفرنسية يبلغ طولها 2.71 سم،أما قياس البوصة الحالي 2.54 سم. ووفقًا لهذا فإن الطول الحقيقي لنابوليون بعد تصحيح هذا الخطأ يكون 5 أقدام و6.5 بوصات، أي ما يساوي تحديدًا 169 سم.
وفي مثل هذا التوقيت، كان متوسط قامة الذكور في فرنسا 5بوصات و5 أقدام تقريبًا، أي أننا يُمكن اعتبار نابوليون بونابرت ضمن طوال القامة في عصره بالقرن التاسع عشر، ولم يكن قصيرًا أبدًا.
لعب الإنجليز دورًا كبيرًا في تأصيل صورة نابوليون بونابرت كرجل ضئيل بسبب كرههم له، فرسموه كرجل ضعيف، هزيل البنية، قصير القامة، وهي الصورة التي شاعت عنه حتى الآن.