بدأ السباق رسميًا في 1961، عندما حدد الرئيس الأمريكي جون كينيدي، هدف إيفاد رائد فضاء إلى القمر، في خطاب أمام الكونجرس بغرفتيه. ليبدأ برنامج أبولو رسميًا في 1967.
بحلول 1968، أرسلت بعثة أبولو 8، ثلاثة رجال طافوا حول القمر وعادوا بأمان إلى الأرض. قبل تسجيل تاريخ 20 يوليو 1969، كحدث فريد، عندما هبط ومشى
نيل أرمسترونج وباز ألدرين لأول مرة على سطح القمر.
وعلى مدى السنوات الثلاث التالية، ذهب البشر خمس مرات أخرى، وهبط 12 شخصًا على سطح القمر.
كان يفترض أن تتواصل وفود البشر إلى القمر. لكن عام 1972 سجل الهبوط الأخير لبشري هناك، وسجل الحدث باسم رائد الفضاء يوجين سيرنان.
في الأعوام الخمسين التالية، تواصلت البعثات، لكنها اكتفت بأخذ عينات دون هبوط بشري. الاتحاد السوفيتي أرسل بعثات لونا، والهند أرسلت مصادمًا في 2008 للتأكد من وجود ماء على سطح القمر، بينما أنزلت الصين ثلاث مركبات على سطحه، اثنتان منها لا تزالان هناك.
بعد الهبوط على القمر لأول مرة، بدا أن الإرادة السياسية لم تعد موجودة، فألغيت خطط إرسال بعثات أخرى بسبب نقص الأموال، بعدما أنفقت ناسا ما يعادل 250 مليار دولار (بحساب سعر الدولار اليوم) على برنامج أبولو فقط بين عامي 1960 و1973.
لكن ميزانية ناسا، التي بلغت ذروتها في منتصف الستينيات بأكثر من 58 مليار دولار (بنفس طريقة الحساب)، انخفضت بحلول 1970، بعد أول هبوط على سطح القمر، إلى النصف تقريبًا.
التكاليف المالية كان يمكن تحملها. لكن "إهدار أموال دافع الضرائب الأمريكي" له تكاليفه السياسية؛ فالكونجرس، الذي يحدد ميزانية الضرائب، أدرك أن الوصول إلى القمر ليس أولوية للناخبين.
خلافًا للعديد من الروايات الشائعة، افتقد الهبوط إلى القمر للدعم الشعبي. وفق استطلاعات الرأي التاريخية، بلغ الدعم الشعبي لبرنامج أبولو ذروته عند 53% فقط بعد هبوط مركبة إيجل في 1969.
وبالنظر إلى أن الجمهور يرى تكاليف الرحلات باهظة، وأن الرمزية السياسية بتسجيل أمريكا كأول دولة تهبط على القمر تحققت منذ فترة طويلة، حولت ناسا استغلال ميزانيتها المتقلصة في مهمات غير مأهولة وإرسال البشر إلى الحدود الآمنة نسبيًا لمحطة الفضاء الدولية في مدار أرضي منخفض.
كل ذلك تغير في عهد دونالد ترامب، الذي قرر توفير رأس المال السياسي لإطلاق برنامج أرتميس في 2017، بهدف إعادة البشر إلى القمر بحلول 2026، عبر نظام الإطلاق الفضائي - الأقوى على الإطلاق - والذي سيأخذ الجيل التالي من المستكشفين إلى القمر.
تاريخ إطلاق مهمة أرتميس 1غير المأهولة هو أغسطس 2022، كبرنامج تحضيري لبعثة أرتميس 2 المأهولة في 2024، ومن المقرر أن تهبط أرتميس 3 وبها شخصين على القمر في 2026.
إذا سار كل شيء وفق المخطط، فلن تكتفي ناسا بإعادة البشر إلى القمر فحسب، بل سيقيم هؤلاء هياكل شبه دائمة على سطح القمر وفي المدار القمري لتسهيل استكشاف القمر في المستقبل.