انقلاب مالي | كيف بدأ من ليبيا؟ ولماذا يثير رعب فرنسا وأمريكا؟ | س/ج في دقائق

انقلاب مالي | كيف بدأ من ليبيا؟ ولماذا يثير رعب فرنسا وأمريكا؟ | س/ج في دقائق

20 Aug 2020
أفريقيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

رئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا يعلن استقالته وحل البرلمان بعد ساعات من اعتقاله على يد جنود متمردين ومسؤولين كبار في حكومته، مؤكدًا في كلمة مقتضبة أذاعها التلفزيون الرسمي “لا أريد أن أريق دماء لإبقائي في السلطة”.

فلماذا حدث انقلاب مالي ؟

وماذا حدث في الساعات الأخيرة؟

وما تأثير ذلك على مالي والمنطقة؟

س/ج في دقائق


ماذا يحدث في مالي؟

الثلاثاء 18 أغسطس، اعتقل جنود متمردون من القاعدة العسكرية في بلدة كاتي، 15 كيلومترًا من العاصمة باماكو، كبار ضباط الجيش والموظفين المدنيين، ثم الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا بعد حصار منزله الخاص، ثم رئيس الحكومة بوبو سيسي، ثم سياسيين رفيعي المستوى.

وأخلى المتمردون الإذاعة الحكومية، ثم توقف الاتصال بالإنترنت، قبل أن يظهر جنود متمردون يتحركون بحرية عبر باماكو، في إشارة إلى سيطرتهم على العاصمة، بالتزامن مع تجمع محتجين في ميدان الاستقلال لدعم حركة M5-RFP المتمردة.

محللون استبعدوا علاقة المعارضة السياسية – الداعية لتغيير مدني عبر الاحتجاجات – بحركة الاعتقالات، ورجحوا أن يكون مصدرها كادرا من الضباط الذين فقدوا الثقة في الرئيس ورأوا فرصة سانحة للاستيلاء على السلطة استفادة من زخم الاحتجاجات.

ويشكو قادة عسكريون من إخفاقات في سياسة الحكومة لمكافحة الإرهاب، بينما يقول جنود إنهم لا يتلقون رواتب منتظمة ولا معدات كافية لمحاربة الجهاديين.

الإرهاب تحت الحجاب … كيف فاقت بوكو حرام الجميع في استخدام الأطفال في التفجيرات الانتحارية


كيف وصلت الأمور إلى انقلاب مالي ؟

انقلاب مالي يلي شهورًا من الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات البرلمانية. في مارس 2020، اختُطف زعيم المعارضة سوميلا سيسي قبل ثلاثة أيام من التصويت.

يوم الانتخابات، جرت عمليات خطف للمسؤولين، وإتلاف لمراكز الاقتراع، وتفجير لغم قاتل. وتعطلت الجولة الثانية من التصويت في أبريل في مناطق شمال ووسط البلاد.

في وقت لاحق، ألغت المحكمة الدستورية نتائج حوالي 30 مقعدًا، في خطوة كانت مفيدة لـ 10 من مرشحي حزب الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا.

في يونيو، وصل الغضب من طريقة تعامل الحكومة مع الانتخابات إلى شوارع باماكو. حيث نظمت حركة 5 يونيو، تجمع القوى الوطنية، المعروفة باسم M5-RFP، مزيدًا من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وطالبوا كيتا بالاستقالة. ثم قُتل 14 شخصًا خلال احتجاجات في يوليو.

لكن جذور الأزمة تمتد إلى ليبيا:

بعد سقوط القذافي في 2011، عاد مئات المتمردين الماليين المدججين بالسلاح والذين قاتلوا بجانبه إلى مالي وهاجموا البلدات الشمالية.

في العام التالي – 2012 – شهدت كاتي تمردًا أدى إلى انقلاب أطاح بالرئيس آنذاك أمادو توماني توري. ليستغل المتمردون الإسلاميون، وبعضهم على صلة بالقاعدة، حالة الفوضى للسيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد، بما في ذلك مدينة تمبكتو القديمة. وأجبر الجهاديون السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الرضوخ لتعاليم دينية صارمة أو التعرض لعقوبات مشددة.

تدخلت القوات الفرنسية لمساعدة الجيش المالي، ونجحا في طرد المتمردين.

لكن الجهاديين استفادوا من غياب الاستقرار في ليبيا الذي فتح لسنوات طرقًا لتهريب السلاح، فواصلوا ترويع المدنيين في الريف، ونشروا العنف عبر الحدود إلى البلدان المجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر.

زيادة الإنفاق الدفاعي أثرت بشكل كبير على ميزانية مالي كأحد أفقر دول العالم، والإحباط من عدم قدرة الحكومة المالية على قمع المسلحين كان أحد مسببات الانقلاب الذي أجبر الرئيس على التنحي.


ماذا كان رد الفعل الدولي حيال انقلاب مالي؟

– فرنسا أدانته و حثت الجيش على العودة إلى الثكنات. “يتمركز أكثر من 5,000 جندي فرنسي في جميع أنحاء منطقة الساحل التي تضم مالي لمواجهة الجهاديين”.

– الاتحادان الأفريقي والأوروبي اعتبرا أن الإجراءات “غير دستورية ولا يجب أن تكون ردًا على الأزمة الاجتماعية والسياسية العميقة التي تضرب مالي منذ أشهر.

– المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) دعت الجنود للعودة إلى ثكناتهم – علقت عضوية مالي بهيئات صنع القرار – أغلقت حدود الدول الأعضاء معها – علقت التدفقات المالية إلى مالي.

– المفوضية الاقتصادية لدول غرب أفريقيا دعت إلى فرض عقوبات على “الانقلابيين وشركائهم والمتعاونين معهم”.

–  الأمم المتحدة طالبت بـ “الإفراج غير المشروط” عن الرئيس وأعضاء حكومته واستعادة النظام الدستوري فورًا.

– مجلس الأمن دعا لمناقشات طارئة بشأن مالي.


لماذا يخشى العالم انقلاب مالي تحديدًا؟

العالم لا يريد بؤرة توتر جديدة تتجاوز آثارها حدود مالي إلى منطقة الساحل وغرب أفريقيا وما بعدها. بؤرة التوتر تلك قد تسمح بنقطة تجمع للجهاديين المنتشرين أصلًا في المنطقة؛ إذ شنوا نحو 1,000 هجوم منفصل في مالي والنيجر وبوركينا فاسو خلال العام الماضي، وفقًا لبيانات البنتاجون.

مشكلة منطقة الساحل أنها مساحات شاسعة ذات مناخات صعبة، بما يجعل من الصعب على الحكومات الوطنية السيطرة عليها. يستفيد الجهاديون من ضعف مؤسسات الدولة لتقديم خدمات اجتماعية للمجتمعات المعزولة.

وتنتشر في مالي العديد من التنظيمات المسلحة الجهادية وغير الجهادية، أشهرها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى بتأثيره المتزايد.

فرنسا تحديدًا منخرطة بشدة في شؤون مالي – مستعمرتها السابقة – بعد عقود من الاستقلال. هي جزء مما يسميه البعض “حرب فرنسا الأبدية” في منطقة الساحل، إذ تقاتل القوات الفرنسية الجهاديين في المنطقة.

أمريكا تنشر أيضًا مستشارين عسكريين في مالي، ولدى واشنطن مصلحة حقيقية في حكومة مستقرة تتوافق مصالحها مع الغرب.

كايل مورفي، كبير المحللين السابقين في وكالة الاستخبارات الدفاعية، يقول إن تحدي مالي ينشر حالة عدم استقرار في الساحل ككل، بما يسمح للمتطرفين باستغلال المنطقة، وهو ما لا تريده واشنطن.

الإرهاب الإسلامي يتمدد في إفريقيا.. ٥ بؤر تمثل أخطر تحد أمني يواجهه العالم


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك