ولدت مارلين مونرو في 1 يونيو 1926.
اسم ميلادها نورما جين مورتنصن. واسم التعميد نورما جين بيكر ، نسبة إلى لقب زوج أمها السابق جاسبر بيكر.
لم تعرف مارلين مونرو أبدًا من كان والدها، كتبت في مذكراتها غير المكتملة، أن والدتها كانت تحمل صورة لرجل يشبه الممثل كلارك جيبل، لكنها لم تخبرها باسمه. لذلك كلما فكرت مونرو في والدها، كانت تتخيله جيبل.
في 1981، توفي رجل يُدعى مارتن إدوارد مورتنصن، كان يحمل نسخة من شهادة ميلاد نورما جين مورتنصن، إلى جانب أوراق الزواج والطلاق بينه وبين أمها غلاديس بيكر.
مع ذلك، غالبًا ما ادعت بيكر - ويبدو أن مونرو كانت تعتقد كذلك - أن والد ابنتها البيولوجي كان زميلها السابق في Consolidated Film Industries، تشارلز ستانلي جيفورد، وعندما كبرت، حاولت مونرو الاتصال بجيفورد عدة مرات، لكنه رفض الحديث معها.
عملت والدة مونرو غلاديس بيكر كمونتير أفلام خلال الحمل في ابنتها. وبعد أسبوعين من الولادة، سلمتها الرضيعة لوالديها بالتبني، إيدا وواين بوليندر، بسبب معاناتها من مشكلات عقلية شديدة.
غالبًا ما كانت بيكر تزور ابنتها، وعندما كانت مونرو في السابعة من عمرها، قررت إيدا أن بيكر جاهزة بما يكفي لرعايتها.
لفترة من الوقت، كانت بيكر قادرة على تدبير منزل لهما، لكن في خريف 1933، أصيبت بهزة نفسية قوية بعد وفاة ابنها البالغ من العمر 13 عامًا، من زوجها بيكر.
في العام التالي، نقلت إلى مستشفى الأمراض العقلية الحكومي في نورووك وشُخصت بأنها مصابة بالفصام المصحوب بجنون العظمة (الهوس الاكتئابي كما نعرفه اليوم).
من وقتها ظلت بيكر تتنقل بين المستشفيات، وتزوجت من رجل يدعى جون ستيوارت إيلي، لكنه توفي بعد فترة وجيزة.
بعد فترةـ أعادت بيكر العلاقة مجددًا مع مارلين، ولذلك خصصت مونرو في وصيتها 5,000 دولار سنويًا لرعاية والدتها، التي عاشت بعدها حوالي 22 عامًا، وتوفيت بسبب قصور في القلب في 11 مارس 1984.
من دون أب، ومع إصابة أمها بمشكلات عقلية، قضت مارلين مونرو طفولتها في العديد من دور الرعاية.
بعد نقل غلاديس بيكر إلى مستشفى لأول مرة، عاشت مونرو مع جيران والدتها السابقين، الذين عرضوا تبنيها قانونيًا، لكن أمها رفضت.
ذهبت مارلين بعد ذلك للعيش مع صديقة لأمها، جريس ماكي، ولكن في 1935، لم تعد ماكي قادرة على تحمل تكاليف رعايتها، فنقلتها إلى جمعية دار أيتام في لوس أنجلوس.
بعد عامين، أعادت ماكي مونرو للعيش معها وزوجها الجديد دوك جودارد، لكن بعد فترة وجيزة، أعادت ماكي مونرو إلى دار رعاية تعرض الأطفال للتبني.
وبحسب نيويورك تايمز، عاشت مونرو مع 12 عائلة مختلفة، العديد منهم كانوا مهملين أو مسيئين، وقالت مونرو إنها تعرضت لاعتداء جنسي في أحد المنازل، وأصيبت بالتلعثم نتيجة الصدمة.
أخيرًا، أعادتها ماكي وزوجها، لكن الوضع لم يستمر كثيرًا.
عندما لم يعد بإمكان آل جودارد رعاية مارلين مونرو، ذهبت للعيش مع عمة غريس، آنا لور، التي وفرت لها المنزل الأكثر حبًا واستقرارًا في حياتها. لكن عندما وصلت مونرو سن الـ 15، ومع تقدم لوار في السن لم تعد قادرة على رعاية الفتاة المراهقة الآن.
في نفس الوقت، حصل دوك جودارد على وظيفة في وست فرجينيا، ولم يكن بإمكان آل جودارد تحمل تكاليف اصطحاب مونرو معهم، رتب وزوجته زواجًا لمونرو وهي في عمر السادسة عشرة، من جارهم، جيمس دوجيرتي البالغ من العمر 21 عامًا.
تزوجت مارلين وجيمس في 19 يونيو 1942، وفي أواخر 1943، بعد أن تركت المدرسة الثانوية حصلت على عمل بــ 20 دولارًا في الأسبوع في مصنع للأسلحة الدفاعية، وهناك اكتشفها مصور، مما أشعل طموحاتها تجاه هوليوود، وبعدها انفصلت هي ودوجيرتي في سبتمبر 1946.
وصف دوجيرتي ومونرو علاقتهما فيما بعد بشكل مختلف، ادعى دوجيرتي أنهما كانا في حالة حب، لكن مونرو كتبت: "علاقتي به كانت في الأساس غير آمنة منذ الليلة الأولى التي قضيتها بمفردي".
كانت أول وظيفة تجارية عرضية لمارلين مونرو هي عرض الأزياء، والتي كانت بمثابة نقطة انطلاق نحو هوليوود.
قالت مارلين إنها وقعت أول عقد فيلم مع فوكس في 1946 لمدة 6 أشهر، ثم وقعت مع كولومبيا في 1948 لمدة 6 أشهر.
مع عدم استقرار مسيرتها التمثيلية، كافحت مونرو لدفع فواتيرها، لذلك في 1949 وافقت على الظهور عارية أمام المصور توم كيلي مقابل 50 دولارًا، والتي تحتاجها لدفع مصاريف السيارة.
في 1953، اشترى الناشر هيو هيفنر حقوق إحدى الصور ونشرها في مجلته الجديدة، بلاي بوي.
ووفقًا لواشنطن بوست، قالت مونرو لاحقًا: "لم أتلق أبدًا شكرًا من كل أولئك الذين صنعوا الملايين من صورتي عارية".
استمر هوس هيفنر بمونرو حتى بعد وفاتها، وعلى الرغم من أنه لم يقابلها أبدًا، فقد اشترى في 1992 قبرًأ بجانبها مقابل 75000 دولار.
في 1952، طلب نجم البيسبول المتقاعد جو ديماجيو من صديق له أن يعرفه على مارلين مونرو. وبعد قصة حب طويلة، تزوجا في 14 يناير 1954.
قالت مونرو لاحقًا إنهما انجذبا معًا إلى الحاجة للاستقرار. لكن الأزمة حدث لأن ديماجيو أراد ربة منزل ولم يعجبه رؤية الناس زوجته كرمز للجنس.
لكن مارلين رفضت تقديم أي تنازلات. وأمام هذه الرغبات المتناقضة، تصاعد التوتر، بالدرجة التي وصلت بينهما إلى شجارات عنيفة تبادلا خلالها اللكمات، وفق رواية إيليا كازان.
وبحلول سبتمبر 1954، خاض الزوجان معركة عنيفة، فتقدمت مونرو بطلب للطلاق، وتوسل ديماجيو طلبا للمغفرة لكنها رفضت.
وعندما دخلت مارلين إلى العمل المسرحي في 1956، كانت تتلعثم كثيرًا وكان يبدو عليها التوتر.
أعاد الزوجان الاتصال كصديقين في عيد الميلاد 1961، وحاول ديماجيو مساعدتها في التعافي من الإدمان وتجاوز مشكلات الصحة العقلية.. حالة حب استمرت حتى الموت، حيث رتب إجراءات الجنازة بنفسه، وكان يضع الورود على قبرها ثلاث مرات في الأسبوع على مدار العشرين عامًا التالية.
استاءت مونرو من توصيفها باعتبارها "الفاتنة الشقراء الغبية". أرادت أن تضيف إلى السينما أكثر من الجاذبية الجنسية.
حصلت على العديد من دروس التمثيل، أولاً في لوس أنجلوس ولاحقًا، كما ذكرت فانيتي فير، مع مدرب التمثيل الشهير لي ستراسبيرغ في استوديو الممثلات في نيويورك، حيث أشاد زملاؤها بأدائها.
في 1954، احتجت مونرو على الأدوار المهينة التي استمرت فوكس في إرسالها لها ورفضها زيادة راتبها على الرغم من أنها كانت أكبر نجوم الاستوديو.
بعد الانسحاب من عقدها، أصبحت مونرو ثاني امرأة على الإطلاق تؤسس استوديو إنتاج خاصا بها، سمي على اسمها، فاضطرت فوكس لرفع راتبها.
أخبرت مارلين مونرو المراسلين أنها التقت بزوجها الثالث، الكاتب المسرحي آرثر ميلر الحائز على جائزة بوليتسر، في 1951.
على الرغم من أن كلاهما شعر بجاذبية نحو الآخر، إلا أنهما لم يتزوجا حتى 1956.
رحلة الزواج مرت بأوقات سعيدة، لكن مونرو احتاجت في النهاية إلى دعم عاطفي أكبر مما يمكن أن يقدمه ميلر.
وفي مرحلة ما، عثرت مونرو على دفتر يوميات كتبه ميلر يقول فيه إنه "يشعر بخيبة أمل"، حتى أنه أظهر مشاعره بشأن علاقتهما علنًا في سيناريو فيلم The Misfits ل961، والذي كتبه لمنح مونرو فرصة لإظهار مهاراتها الدرامية، بينما كان من الواضح أيضًا أن شخصيتها اللطيفة والعصبية، روزلين، تستند إلى شخصيتها.
لم يحضر ميلر جنازة مونرو. في مقال لم ينشر وقتها ونشرته صحيفة الإندبندنت في 2018، كتب أنه لا يريد أن يكون وسط الأشخاص "الزائفين" الذين يعرف أنهم سيكونون هناك.
ورغم كل ما حصلت عليه من الشهرة، لم تتمكن مونرو من تحقيق حلمها، وهو إنجاب طفل بمجرد زواجها من ميلر في عام 1956، لم تتحمل الحمل، وأجهضت مرتين، وحملت خارج الرحم، ومرت بأزمات صحية، نتيجة إصابتها بالتهاب بطانة الرحم.
هذا لا يعني أن مونرو كانت دائمًا على استعداد لوضع العائلة قبل العمل، فيشاع أن مونرو اختارت إجراء العديد من عمليات الإجهاض طوال حياتها، لأنه كان لدى استوديوهات هوليوود بنود صارمة حول الحمل والأطفال.
كان لدى مارلين العديد من العلاقات الجنسية، والتي كان بعضها أثناء زواجها من ميلر، فربطتها علاقة مع إيف مونتاند، وتوني كيرتس.
كما يُعتقد أنها قامت بعلاقة حميمية مع الرئيس جون كينيدي مرة واحدة فقط، في مارس 1962، وفقًا لمجلة التايم.
وربما كان لمونرو علاقة مع شقيق كينيدي والمدعي العام روبرت بوبي كينيدي، وذلك بشهادة شقيقته جين كينيدي، التي كتبت لمونرو: "أفهم إنك وبوبي سويًا".
عانت مونرو من تأثير المسكنات القوية لآلام بطانة الرحم، وكذلك المهدئات، التي سببت لها الأرق، وهو ما فاقم من حالتها الصحية التي كانت سيئة بسبب الاكتئاب ومرض اضطراب الشخصية.
بعد شهر من الطلاق من ميلر، دخلت مونرو في 21 يناير 1961، في جناح باين ويتني للأمراض النفسية في نيويورك، حيث كانت تعاني من الأرق وتحتاج إلى الراحة، ولم يخرجها منها إلا جو ديماجيو.
في النهاية، عثر على مارلين مونرو ميتة، وهي بعمر الـ36، من قبل مدبرة منزلها يونيس موراي في وقت مبكر من صباح يوم 5 أغسطس 1962.
خلص تقرير الطبيب الشرعي إلى أنها ماتت بسبب جرعة زائدة من الباربيتورات في انتحار محتمل، ومع ذلك، رفض الكثيرون قبول هذا على أنه حقيقة وفاة مونرو.
ذكرت صحيفة الإندبندنت، أن هناك شائعات بأن مونرو قُتلت على يد آل كينيدي، والمافيا، والحكومة الكوبية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وموراي، والطبيب النفسي الدكتور رالف جرينسون.
تتعارض شهادات الشهود مع بعضها البعض، يقول البعض إن مونرو كانت في حالة معنوية جيدة قبل وفاتها، لكن أشخاصًا آخرين، بمن فيهم جرينسون، قالوا إنها كانت مضطربة في ذلك اليوم.
في مرحلة ما، زعم موراي أن بوبي كينيدي زار مونرو يوم وفاتها، وهو ما حقق فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي ورفضه.