لم يكن وصول إلهان عبد الله عمر لعضوية مجلس النواب صعبًا. حجابها الملون، وتحدياتها الضاخبة للسياسة الخارجية الأمريكية، سهلت فرصتها في انتخابات الديمقراط التمهيدية كمرشحة عن حزب المزارعين والعمال "أحد الأحزاب المتفرعة عن حزب الديمقراط في ولاية مينيسوتا".
نافست ستة مرشحين لم يكن بينهم منافس بارز. لم يكن بينهم كذلك نائب حالي، بعدما تقاعد سلفها كيث إليسون - أول مسلم ينتخب كعضو في الكونغرس - للترشح لمنصب النائب العام في الولاية.
بحسم الانتخابات التمهيدية باتت الأمور أسهل؛ فدائرة مينيسوتا الخامسة تخضع لسيطرة الديمقراط منذ 1963.
تروج إلهان عمر لنفسها باعتبارها "ابنة المهاجرين". في تعريفها الشخصي تركز على ميلادها في الصومال، وفرار وأسرتها من الحرب الأهلية عندما كانت في الثامنة من عمرها، وحياتها لأربع سنوات في مخيم لاجئين في كينيا، قبل الوصول إلى الولايات المتحدة في التسعينات.
تواصل التركيز على نفس الصفة، فتحمل سيرتها الذاتية أنها كانت أعلى مسؤول عام من أصول صومالية في الولايات المتحدة وأول مشرع صومالي أمريكي كعضو منتخب في مجلس النواب في ولاية مينيسوتا في 2016، قبل أن تصبح أول أمريكية صومالية، وأول مواطنة من أفريقيا، وواحدة من مسلمتين أول من انضم لعضوية الكونجرس.
أنطون ميلتون مو، محامية تبلغ من العمر 47 عامًا، أهم منافسي إلهان عمر في الانتخابات التمهيدية الحالية لحزب الديمقراط، تقول إنها لم تعمل مع الحزب بصورة تعاونية، بينما يستشهد منافسها نيكيما ليفي أرمسترونج، وهو محام بارز في مجال الحقوق المدنية، بسجل حضور إلهان عمر لجلسات الكونجرس: "تغيب عندما يحين وقت التصويت".
مع ذلك، تقول الإيكونوميست إنه بالنظر إلى أن إلهان عمر كانت الأعلى حصدًا للأصوات بين النائبات الجدد في 2018، فسيكون من الصعب هزيمتها في 2020.
تمامًا مثل إلهان عمر، روجت رشيدة طليب لنفسها عبر قاعدة "أبناء المهاجرين". هي فلسطينية الأصل، ولدت في الضفة الغربية، قبل أن تهاجر أسرتها إلى نيكاراجوا، ثم إلى الولايات المتحدة.
أثارت رشيدة طليب الجدل حتى قبل انتخابها، إذ اعتقلت في أغسطس 2016 بسبب تعطيلها خطاب ترامب في ديترويت "كمرشح جمهوري آنذاك".
فازت رشيدة طلب عن مقعدها في الدائرة 13 ميتشجان في ظروف خاصة جدًا. يسيطر الديمقراط على الدائرة منذ 1949، لكن سلفها جون كونيرز اضطر للاستقالة بعد فضيحة جنسية، لتشهد الدائرة انتخابات مزدوجة: إحداها لإكمال الدورة الانتخابية (شهرين فقط) وخسرت طليب انتخاباتها التمهيدية ضد رئيسة مجلس مدينة ديترويت بريندا جونز بفارق 3 نقاط، بينما فازت بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الدورة الجديدة أمام المنافسة ذاتها بفارق نقطة واحدة.
وتحظى طليب بدعم “الاشتراكيين الديمقراط"، وهي جماعة يسارية ناشئة، تضم أيضًا من بين الرباعي أليكساندريا أوكاسيو كورتيز.
طليب، التي قالت لسي إن إن قبل انتخابها إنها "تحاول إظهار جوهر الإسلام بطريقة مؤثرة عبر خدمة المجتمع"، افتتحت دورتها الانتخابية بوصف ترامب بـ "ابن العاهرة" بعد ساعات من أدائها اليمين الدستورية.
يشكل الملونون الأغلبية العظمى من أصوات الدائرة (تصل نسبة السود إلى 56.3%). وسيكونون نقطة الحسم في الانتخابات التمهيدية (والعامة بالتبيعة) في 2020 أمام نفس المرشحة بريندا حونز التي تحاول تعزيز حصتها من أصوات الناخبين من أصول أفريقية لضمان الإطاحة بطليب هذه المرة، ما دفع الإيكونوميست لتصنيفها باعتبارها الأكثر عرضة لخطر فقدان مقعدها بين الرباعي.
يعتبرها اليسار في الولايات المتحدة "المرأة المعجزة"، يشيدون بها كخطيبة مفهومة يملؤها الطموح والكاريزما، ونجمة تجيد لعبة السوشال ميديا، لكن اليمين يعتبرها "الساحرة الشريرة" في المقابل.
كسابقاتها، نجحت في الدائرة الـ 14 في ولاية نيويورك، التي يسيطر عليها الديمقراط بشكل شبه معتاد، لكنها وجدت صعوبة أكبر من سابقتيها في الانتخابات التمهيدية، التي أطاحت فيها برئيس تجمع الديمقراط جو كرولي الذي كان يشغل المنصب لمدة عشر سنوات، فيما نظر إليه باعتباره أكبر مفاجآت انتخابات التجديد النصفي في 2018، قبل أن تهزم منافسها الجمهوري أنتوني باباس بسهولة في نوفمبر 2018، بعد دعم مباشر من الرئيس السابق باراك أوباما والسيناتور بيرني ساندرز، لتصبح، في سن 29، أصغر امرأة تحصل على مقعد في تاريخ الكونجرس.
الغريب أن هزيمة كرولي في الانتخابات التمهيدية كانت مصدر احتفال الرئيس ترامب، الذي غرد حينها:"رائع! عضو الكونجرس المخضرم شديد الكراهية لترامب، الذي توقع الكثيرون أن يحل محل نانسي بيلوسي، خسر انتخاباته الأولية للتو. ربما كان يجب أن يكون أجمل وأكثر احترامًا لرئيسه"، لكنه لم ينتبه تقريبًا إلى أن الفائزة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز "أو الآيه أو سي" كانت - كرشيدة طليب - تنتمي للاشتراكيين الديمقراط، وأن صعودها كان مدعومًا بما تصفه الأسوشيتد برس بالجماعات المؤثرة في أقصى يسار حزب الديمقراط، وبينها "موف أون" و"ديموكراسي فور أمريكا" و"بلاك لايفز ماتر"؛ إذ تتبنى سياسات يسارية يسارية واضحة.
في الانتخابات المقبلة، ربما لن تواجه ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز. الإيكونوميست تقول إنها تتمتع بالمكانة الأعلى بين النواب الديمقراط، مباشرة بعد رئيسة المجس نانسي بيلوسي. لكن منافستها الرئيسية في الانتخابات التمهيدية ميشيل كاروسو كابريرا تبني حملتها الدعائية على أن سياساتها اليسارية المتطرفة "تسرق الفرص بعيدًا عن أبناء الدائرة"، مستشهدة بقيادة الـ AOC استهدفت منع أمازون من تأسيس مقر جديد في المنطقة، مع وعدها بتوفير 25000 وظيفة في مكان قريب.
كابريرا تتهم خصمتها كذلك بالنفاق؛ تقول إنها تقيم في شقة فاخرة مجهزة بكل ما لذ وطاب في واشنطن تاركة فيروس كورونا ينشر الخراب في دائرتها الانتخابية، لكن الإيكونوميست تقول إن كابريرا تغامر في ذلك بقذف بيتها الزجاجي بالحجارة؛ إذ لم تنتقل هي الأخرى للإقامة في الدائرة إلا في أواخر 2019، بعدما عاشت لسنوات في برج ترامب.
لا تستبعد المجلة بقاء ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز في مقعدها؛ باعتبار أن نيويورك - وباستثناء إطاحة الـ AOC بكرولي - عادة ما تكون لطيفة مع نوابها.
وصلت أيانا بريسلي إلى مقعدها عن الدائرة السابعة في ولاية ماساتشوستس، كأول امرأة سوداء تشغل مقعدًا في الكونجرس عن الولاية. ربما تكون الأكثر خبرة بين عضوات الفرقة الرباعية. في دراستها الثانوية، اختارها زملاؤها باعتبارها "الأوفر حظًا بين جميع أقرانها لتصبح عمدة شيكاغو مستقبلًا".
فور تخرجها، عملت بريسلي كمساعد للنائب جوزيف كينيدي، قبل أن تنتقل للعمل مع السيناتور جون كيري لمدة 13 عامًا، بينها العمل ككبيرة مساعديه منذ 2009، وهو نفس العام الذي أصحبت فيه أول امرأة ملونة تنتخب لعضوية مجلس مدينة بوسطن.
الدائرة السابعة تصوت للديمقراط تقليديًا، وهي المنطقة الوحيدة في الولاية التي تضم غالبية سكان من غير البيض.
في الانتخابات التمهيدية، فازت بريسلي على مايكل كابوانو، ممثل الديمقراط في مجلس النواب عن المنطقة لعشر سنوات متتالية، لتفوز بالانتخابات العامة التي لم يتقدم لها أي مرشح جمهوري.
قبل الانضمام للرباعي، لم تظهر بريسلي أي اتجاه لإثارة الجدل أو الهجوم على المؤسسة، وفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماساتشوستس بوسطن إرين أوبراين. لكن عندما أعلنت الفرقة الرباعية عن نفسها أمام الكاميرات، كانت بريسلي من قادتهن إلى المنصة، مهاجمة "سياسة وخطاب ترامب البغيضين شديدي القسوة والقمعية والمهددين للحياة".
رشيدة طليب قالت إنهن اخترن تقديم بريسلي أولَا لأن خطابها "ذو نغمة إيجابية ومحببة في مواجهة تنمر ترامب".
نائب الديمقراط المخضرم عن الولاية بارني فرانك (تقاعد في 2013) قال إن تكتيكات الرباعي تضر السياسات التقدمية التي يبشرون بها أكثر مما تنفع"، لكنه اعتبر أن انضمام بريسلي إلى الثلاثي الأخريات كان مثيرًا لحيرته؛ باعتباره لم يرها أبدًا تفعل شيئًا بطريقة خطأ كما اعتادت زميلاتها.
لكن بريسلي تراجعت بعد تقديم الثلاثي. باتت الأقل إثارة للجدل والأكثر عملًا بينهم. خلال عامها الأول في الكونجرس، قدمت تشريعات أكثر من زميلاتها، لكنها كانت الأقل حضورًا إعلاميًا بينهن. لذا، تتوقع الإيكونوميست أن تكون فرصتها في الاحتفاظ بمقعدها الأقل بين الرباعي.