Toy Story 4.. كيف حولت بيكسار “قصة لعبة” الى قصة جيل كامل؟! | حاتم منصور

Toy Story 4.. كيف حولت بيكسار “قصة لعبة” الى قصة جيل كامل؟! | حاتم منصور

23 Jun 2019
حاتم منصور
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يوجد مشهد محدد في فيلم Toy Story 4 سيصمد غالباً في ذاكرتي من موسم 2019 كواحد من أهم المشاهد، ويوضح الى حد كبير، قدرة شركة بيكسار الاستثنائية على صناعة أفلام للأطفال، تخاطب أيضا بنفس القدر عالم الكبار، وتلامس على صعيد آخر ثقافة وتاريخ سينما المينستريم الهوليوودية العالمية.

10 مشاهد صنعت أمجاد هوليوود عام 2018

في المشهد نرى وودي (الأداء الصوتي لتوم هانكس) وهو يقابل شخصيات جديدة. تصرفاتهم ودودة وتوحي بترحيب، لكن أحدهم يماثل شكلا الدمية في فيلم الرعب Magic الذي أخرجه ريتشارد أتنبورو عام 1978. تساءلت وقتها: هل يمكن أن يكون الاختيار غير مقصود؟

لزيادة الشكوك أكثر وأكثر بخصوص نوايا هذه الشخصيات، وكإجابة فورية من صناع الفيلم على سؤالي، يبدأ سريعاً جهاز مشغل اسطوانات في عرض موسيقى كلاسيكية هادئة. موسيقى قد يعرفها فوراً بعض عشاق هوليوود من أمثالي، لأنها هى نفسها المُستخدمة في فيلم الرعب الشهير The Shining الذي أخرجه كوبريك عام 1980.

أنجح 10 أفلام رعب في التاريخ |حاتم منصور

هذه اللمسات والتفاصيل السينمائية الصغيرة جدا، التي لن يلتقطها إلا أقلية، وسيعتبرها آخرون تافهة، من أهم أسباب تميز بيكسار. صُناع هذه الأفلام يعرفون جيدا أسرار صناعة حدوتة بحيث تعمل على عدة مستويات للمتلقي. حتى في أضعف أفلامهم سيجد عشاق السينما جرعة مخدرات ما من وقت لآخر، كفيلة بالتسامح مع الفيلم ككل!

لكن Toy Story 4 لا ينتمي بالتأكيد لـ “أضعف أفلامهم”، حتى وان كان عملا أقل نسبيا من الثلاثية الناجحة التي سبقته، وحدوتة غير مبتكرة بنفس الدرجة، بقدر ما هى إعادة تدوير لأفكار وتيمات درامية شاهدناها في الأفلام السابقة.

الجزء الثالث (2010) نجح بفضل حبكته المتماسكة الجادة ونهايته المؤثرة، في تحقيق إنجاز نادر بالنسبة لأفلام الكارتون، وهو الترشح لأوسكار أفضل فيلم وسيناريو (بالاضافة طبعا للفوز بجائزة أفضل فيلم تحريك). وإلى حد كبير يمكن القول أنه كان مسك الختام لهذه السلسلة، ونقطة توهجها الكبرى.

فيلم Toy Story 4 في المقابل يعود للطابع الكوميدي أكثر، ويضيف للسلسلة شخصيات مرحة يؤديها صوتياً كيانو ريفز وجوردان بيل وآخرون.

5 أسباب جعلت “جون ويك” علامة في تاريخ الأكشن | حاتم منصور

لدينا هنا باختصار حبكة أخرى عن أزمة صغيرة يحاول وودي النبيل حلها، لكن المحاولة تنتهي بخلق ورطة أكبر له ولرفاقه. الإضافة هنا في الفيلم الرابع قد تكون محاولة تطعيم الحبكة بقصة حب رومانسية، قد تكون لطيفة وصادقة في بعض مشاهدها، لكن يصعب التأثر بها، لأنها دخيلة نسبيا على طباع وعلاقات بطليها على ضوء الأفلام السابقة.

هذه مشكلة تتكرر كثيرا عندما تقرر هوليوود صناعة أجزاء جديدة من سلاسلها الناجحة. رحلة البحث عن خيط درامي جديد لم يتواجد من قبل، تنتهي أحيانا باختلاق فكرة مُقحمة وغير مُقنعة بدرجة كافية.

لكن الجوانب المسلية والكوميدية هنا في المغامرة، والطابع البصري المختلف نسبيا عما سبق، على ضوء أن كثير من الأحداث هنا تدور في فترة الليل وفي أماكن مظلمة، بالاضافة طبعا لتراكم خبرات بشرية وتكنولوجية أكبر في اختلاق تفاصيل الصورة، عوامل تمنح الفيلم استحقاقا للتواجد وللمشاهدة.

هل حققت ديزني أمنياتنا الثلاث في علاء الدين 2019؟ | حاتم منصور

الجيل الذي عاصر الفيلم الأول (1995) وهو في سن الطفولة، أصبح الآن جيل أباء وأمهات، والى حد كبير يخاطب الفيلم الرابع جانب الإحساس بهذه المسؤولية. أفعالك وقراراتك الصغيرة جدا قد يكون لها أثر كبير على نفسية وتكوين أطفالك. والمشاكل التي تعتبرها تافهة في حياتهم، هى بالتأكيد قضايا مهمة بالنسبة لهم وتستحق اهتمامك.

هذا هو الإنجاز الأهم ربما لأفلام “قصة لعبة”. السلسلة كلها تظل بالتأكيد مناسبة لأى طفل في الخامسة من عمره، لكنها على صعيد موازي تكبر وتنضج معنا. ما بدأ في التسعينات بفكرة مترابطة مع خيالاتنا كلنا في فترة الطفولة (ألعابك حقيقية وحية) أصبح الآن يلامس قضاياك وعالمك كأب/أم مسؤول عن أطفال!

هذا الجانب بخصوص المسؤوليات الأسرية، والانتقال من مرحلة الطفولة لمرحلة أكبر، يمكن ربطه أيضاً بأفلام أخرى مهمة وملهمة لبيكسار، على رأسها Finding Nemo – The Incredibles – Up – Inside Out.

كيف جعلت بيكسار الأسرة العادية سوبر هيروز في Incredibles2؟

استقبالي لخبر إعلان بيكسار عن نيتها لصناعة فيلم رابع كان فاترا، لأن نهاية الثالث كانت أجمل من أن تُكسر بأى تكملة. الآن بعد مشاهدته يوجد احساس مختلف وترحيب مبدئي بفكرة صناعة فيلم خامس مستقبلا.

أغلبنا – وأعني هنا الجيل الذي عاصر الفيلم الأول وهو صبي أو شاب – لا يريد أن يكبر أكثر. لكن ما دمنا مجبرين على ذلك، فلنكبر اذا بصحبة أفلام بيكسار و”قصة لعبة” التي تكبر معنا من ناحية، وتُلطف هذا العالم ومشاكله من ناحية أخرى!

باختصار:

الفيلم الرابع أقل ابداعا مقارنة بما اعتدناه في السلسلة، ويمكن اعتباره اعادة تدوير لما سبق، لكن بالمعايير العامة فيلم مسل وكوميدي وثري بصريا ويشهد ميلاد شخصيات جديدة مرحة. أما بالنسبة للشخصيات الأصلية، فمن الذي لا يرغب بمقابلة أصدقائه القدامى على أى حال؟!


مُرشح لجائزتين أوسكار 2020 (فيلم تحريك – أغنية/I Can’t Let You Throw Yourself Away).


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك