محمد علي، المقاول المصري الهارب صاحب مقاطع البث الإلكتروني المباشر يدعو النشطاء المصريين للتفاعل مع وسم أطلقه خصيصًا للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
خلال ساعات بدا وكأن الوسم يلقى قبولًا شعبيًا.. مئات الآلاف يتفاعلون مع الوسم.. وتويتر يسجل مليونية.
بعد أقل من 24 ساعة، محمد علي يهنئ متابعيه بانتصارهم، ويبشرهم بأنهم أصبحوا قوة لا يستهان بها.
الاحتفالات انطلقت من الدوحة واسطنبول. بدأ الترويج للوسم المليوني باعتباره يعبر عن إرادة الشعب المصري الذي يتفاعل معه ويثق بهم.
حسابات الجزيرة ورصد تصدرت الأكثر استخدامًا للوسم في ساعاته الأولى، ورموز الإخوان شجعوا أنصارهم على التفاعل معه.. وبدأ العداد في التصاعد أكثر فأكثر، فخصصت الجزيرة بثًا مباشرًا لدعمه، ودعا نشطاء التنظيم لوصوله إلى 5 ملايين.
مع صباح اليوم الجديد، اختفى الوسم من قائمة الأعلى تداولًا، وظهر مكانه وسم يحمل معنى مشابهًا بتغيير في شكل الكتابة.
سريعًا، قال محمد علي إن النظام المصري وحلفاءه في الإمارات مارسوا طرقًا غير شريفة لحذف الوسم، وسارع لإطلاق وسوم بديلة.
الجزيرة تحدثت عن "حرب إلكترونية" بين داعمي محمد علي وبين أنصار الرئيس المصري، وقالت إن الوسوم البديلة وجدت طريقها لقائمة الأعلى تداولًا.
لكن هل حُذف الوسم أصلًا؟ الإجابة لا. الوسم ما زال موجودًا، لكنه فقط خرج من قائمة الأعلى تداولًا.
أهم التفسيرات التي روجها مستخدمو الوسم حول خروج الوسم من القائمة دار حول مقر تويتر الإقليمي، والذي قالوا إنه تعرض لضغوط لحذف الوسم.
ادعاء تدخل السياسة في حذف وسوم معينة من قوائم الأعلى تداولًا تكرر في حالات عالمية مختلفة، بينها وسوم احتلوا وول ستريت وويكيليكس وغيرها.
فهل تتدخل العوامل السياسية فعلًا في قوائم الأعلى تداولًا؟ وهل يمكن حجب وسم معين من القائمة؟
الإجابة: لا. بشكل قاطع بحسب مدونة تويتر الرسمية.
تقول مدونة تويتر الرسمية إن ترتيب قوائم الأعلى تداولًا يعتمد فقط على عدد التغريدات التي يرسلها المستخدمون في الموقع الفعلي.
مطلقوا الوسم قالوا إنه ظل على القائمة طوال الوقت.. فكيف اختفى؟
يعتمد تويتر على عدد المغردين لا عدد التغريدات. إذا غرد أحدهم 1000 تغريدة باستخدام نفس الهاشتاج، يحتسب بشخص واحد فقط.
لا يكشف تويتر أسرار خوازمياته لترتيب قوائم الأعلى تداولًا. مع ذلك، تكشف مدونته الرسمية ودليله للمساعدة بعض اللمحات..
عبر دليل المساعدة، يقول تويتر إن عدد التغريدات المرتبطة بوسم معين مجرد عامل واحد من العوامل التي تعتمد عليها الخوارزميات في تحديد وترتيب قائمة الأكثر تداولًا في وقت ما.
يضيف الدليل أن تويتر قد يجمع الوسوم المتشابهة معًا إذا كانت متعلقة بنفس الموضوع. يضرب مثالًا بـ #MondayMotivation و#MotivationMonday اللذين يجمعان معًا عبر #MondayMotivation.
ومع استخدام لعبة الأعلى تداولًا دعائيًا، طور تويتر آلية الترتيب جزئيًا.
بعض التغريدات تدخل في الوسوم فورًا، لكنها لا تستمر في عداد الأعلى تداولًا، وقد يتعرض الحساب الذي استخدمها للإيقاف، حال تكرار التغريد على نفس الوسم أو بنفس الموضوع دون إضافة فائدة جديدة للنقاش؛ فقط لدفع وسم معين لصدارة القائمة.
كذلك التغريدات التي لا تظهر في محرك بحث تويتر لا تحتسب في استمرار الوسم على قائمة الأعلى تداولًا. هذا يشمل الحسابات التي لا تحتوى على اسم مستخدم، أو تعريف بشخصه، أو جرى تدشينها للتو، أو لم تغرد سابقًا قبل استخدام الوسم، أو لم تتلق تفاعلًا من أي نوع.
هذه التغريدات قد تستمر في بعض الحالات في الظهور ضمن الوسم، لكنها تسحب من حساب المغردين الذين تفاعلوا معه.
في حالتنا، معظم الحسابات التي تفاعلت مع الوسم حديثة الإنشاء لا يعود تاريخها إلى ما هو أبعد من الشهر الجاري، ولا تحمل محتويات أخرى بخلاف التغريد عنه.
الحالة تنطبق على التغريدات التي استخدمتها قناة الجزيرة القطرية للحديث عن نجاح الوسم في تحقيق أهدافه، وأغلبها تحمل أسماءً وهمية، بلا صور أو بيانات للمستخدم.
وحتى الحسابات القديمة، لا تحمل إلا تغريدات متباعدة التواريخ وكلها مرتبطة بدعم وسوم مشابهة.
وبخروج تلك الحسابات من عداد الوسم، لم يعد الأعلى تداولًا على ما يبدو.
إدارة مليون حساب إلكتروني ليست بالأمر الصعب؛ فباستخدام مواقع وتطبيقت معينة، يمكنك إضافة مئات الحسابات "قد تصل لألف حساب"، وبالتالي إدارتها من شخص واحد، يقوم بالتغريد والريتويت والإعجاب ودعم عدة وسوم في نفس الوقت.
وفي حالة مليون حساب، يكفي ما بين ألف أو ألفين شخص تقريبًا لإدارتها ودعم الوسم المطلوب.
إنشاء حسابات تويتر بهذا العدد لم يعد سهلًا في مصر بسبب قواعد الجهاز القومي للاتصالات التي منعت بيع خطوط المحمول إلا ببطاقات الرقم القومي؛ لذلك تعمل أغلب اللجان من خارج الدولة المصرية.
وفي بعض الأحيان، تتجاوز اللجان تلك الخطوة بشراء حسابات جاهزة من وكلاء يعرضون خدماتهم: إما من خلال تدشينها وبيعها مجمعة أو القيام باختراق حسابات أفراد عاديين وسرقتها وبيعها.
س/ج في دقائق: المواقع الإيرانية المزيفة الواردة في تقرير رويترز خدعت مسؤولين عالميين