رؤية السعودية 2030، التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان، تستهدف تنمية الاقتصاد غير النفطي بالمملكة، عبر زيادة الإيرادات غير النفطية بأكثر من ستة أضعاف سنويًا، إلى 266 مليار دولار بحلول 2030.
الأعين السعودية اتجهت لدراسة تجارب الدول الصاعدة الأخرى، فخلصت إلى أن الاستثمار الرياضي يؤتي ثماره. أولمبياد سيول 1988، ودورة ألعاب بكين بعد عقدين قدما الدولتين للعالم بصورة أكثر إشراقًا.
السعودية بدورها قررت خوض الصراع، مستعينة بخطط جيران الشرق الأوسط، الذين اعتبروا الرياضة وسيلة لتعزيز مكانتهم. استضافت دبي بطولات الجولف والتنس والرجبي الدولية لعقود. البحرين وأبو ظبي لديهما سباقات فورمولا 1، وافتتح الأخير في عام 2010 متنزهًا مرتبطًا بفيراري مع مرسى وفنادق فاخرة بجوار الحلبة.
حتى الجارة الأصغر قطر تستثمر 200 مليار دولار في الملاعب والبنية التحتية الأخرى لكأس العالم لكرة القدم 2022.
والسعودية بدأت استضافة العديد من الأحداث الرياضية المهمة، لا سيما كأس السوبر الإيطالي، وبطولات المصارعة.
يمتلك صندوق الاستثمارات العامة، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الكثير من المال. ومؤخرًا بدأ في شراء العديد من الأصول الرياضية التي رخص ثمنها فصارت فرصا استثمارية.
قبل شهرين، أفيد أن الصندوق اشترى حصة كبيرة في Live Nation Entertainment، أكبر شركة ترفيه حي في العالم. سعر تداول الشركة وصل مؤخرًا 43 دولارًا؛ أقل بـ 44% من أعلى مستوى له في 52 أسبوعًا. الصندوق كشف امتلاكه حصة 5.7% في الشركة بإجمالي 12.3 مليون سهم بقيمة 500 مليون دولار تقريبًا.. الحصة ليست صغيرة أبدًا. صندوق الثروة السيادية السعودي الآن بات ثالث أكبر مساهم في Live Nation Entertainment..
بقيت السعودية خارج استثمارات أندية أوروبا لكرة القدم لسنوات رغم دخول دول الخليج الأخرى فيها.
قطر اشترت باريس سان جيرمان الفرنسي بـ 140 مليون دولار في 2011، واستثمرت منذ ذلك الحين أكثر من مليار دولار في النادي الباريسي، بينما استثمرت أبو ظبي في مانشستر سيتي الذي أصبح ضيفًا دائمًا على منصات التتويج.
لكن فرق كرة القدم أصبحت مؤخرًا بندًا جديدًا للاستثمار السعودي. يحاول صندوق الاستثمارات العامة منذ أشهر إبرام صفقة لشراء فريق نيوكاسل يونايتد لكرة القدم الإنجليزية مقابل 300 مليون جنيه استرليني (375 مليون دولار).
نيوكاسل أحد أندية البريمييرليج الأكثر ندية، لكنه بعيد تمامًا عن المنافسة، ويواجه خسارة إجمالية في الإيرادات قدرها 500 مليون جنيه إسترليني (615 مليون دولار) بسبب وباء كورونا. في الموسم الماضي، حقق إيرادات بقيمة 176 مليون جنيه إسترليني (216 مليون دولار)، لذا فإن الصندوق سيدفع 1.7 مرة فقط من إيرادات العام الماضي للفريق.
قبل أكثر من شهر، أفيد أن صندوق الاستثمار العام السعودي يتطلع كذلك لشراء أولمبيك مرسيليا، الذي يتنافس في الدوري الفرنسي، مقابل 250 مليون يورو (280 مليون دولار).
رئيس النادي جاك هنري إيراود، يقول إن فريقه ليس للبيع. لكن أولمبيك مرسيليا خسر 91.5 مليون يورو (101 مليون دولار)، وقد يواجه الفريق عقوبات من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إذا فشل في تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق مع هيئة الرقابة المالية (CFCB) الأوروبية فيما يخص قواعد اللعب المالي النظيف.
السعودية دخلت أيضًا مجال حقوق بث البطولات الرياضية. وبدأت بالدوريات التي تعاني ماليًا. مؤخرًا، أفيد أن الدوري الألماني سيمنح حقوق البث المحلية للمواسم الأربعة ابتداء من 2021-22، مع احتمال خفض القيمة عن الاتفاقية السابقة.
رابطة كرة القدم الألمانية قالت إن قيمة العقد الجديد للمواسم حتى 2025 ستكون بحدود 4.4 مليار يورو (4.95 مليار دولار)، بانخفاض طفيف عن 4.64 مليار يورو (5.22 مليار دولار) في الصفقة السابقة.
ومع انخفاض قيمة حقوق البوندسليجا، ومحاولات قطر وبي إن سبورتس التجديد للحصول على حقوق البث الرياضية بقيمة 250 مليون دولار لمدة خمس سنوات لعرض المباريات في الشرق الأوسط، دخلت السعودية في المفاوضات وبات من الواضح أنها تقترب من الحصول على حقوق البث الرياضية للدوري الألماني لكرة القدم في المنطقة.