قبل ظهور فنون عصور النهضة على أيد أقطاب الفن الثلاثة: ليوناردو دافينشي ورفاييل ومايكل أنجلو.. مرت أوروبا بألف سنة نست فيها الفن، خصوصًا فنون التجسيد والتشكيل التي تظهر فيها الأعمال “مجسمة” مثلما تظهر في الطبيعة، بسبب الماضي العنيف بين المسيحية والوثنية، إذ دخلت المسيحية معركة حياة أو موت مع الحضارات الوثنية القديمة ..
المسيحيون الأوائل خصوصًا دمروا أغلب ما وقع تحت أيديهم من تماثيل للآلهة والبشر، نتيجة لخوفهم من عودة الوثنية من خلال الفن ..
مع الوقت، اختفى فن النحت تماماً، ولم يتبق من فنون الرسم إلا زخرفة هندسية متكررة تستوحي الأزهار وأوراق الشجر، بالإضافة لبعض الأيقونات المقدسة (ثنائية البعد) للمسيح وأمه، والتي كانت منتشرة أكتر في الفن البيزنطي.
ما الفرق ما بين الفن المعتمد على بعدين، وفن عصر النهضة الذي أدخل البعد الثالث (العمق) ؟ البعد الثالث (العمق في الفن) هو مساوٍ للوجود في المكان والزمان، والمكان والزمان في التفكير المسيحي التقليدي هما العالم / دار الفناء والموت، والنظرة المسيحية أن العالم بلا قيمة أمام الحياة الأبدية في الآخرة..
ولهذا السبب، كان تطوير فناني عصر النهضة للبعد الثالث في الرسم والنحت خطوة ثورية وحدثًا ضخمًا؛ لأنه جسد العالم نقل حيويته وكسر الحاجز ما بين الدين والدنيا في العصور الوسطى ..