كيف تبدو علاقة مصر وإثيوبيا خارج توترات سد النهضة؟ الكنيسة الأرثوذكسية مثلت لسنوات طويلة قوة ربط مهم بين مصر وإثيوبيا.. كنيسة أديس أبابا كانت خاضغة للسلطة الروحية للكرسي البابوي في الإسكندرية لـ 17 قرنًا كاملة، لكنها استقلت في خمسينيات القرن الماضي. علاقات أخرى تنوعت بين الرياضة، حيث أطلق البلدين مع السودان كأس الأمم الأفريقية، والسياسة حيث شاركتا في تدشين منظمة الوحدة الأفريقية.
وفي خضم خلافات سد النهضة، تروج لوبيات إفريقية أن مصر دشنت وضع النيل الحالي باعتبارها قوة إمبريالية، وأن أديس أبابا تحاول حاليًا تصحيح هذا الوضع.. أي إعادة تقسيم مياه النيل لخدمة الشعوب المظلومة بعيدًا عن النفوذ الإمبريالي.. فماذا يقول التاريخ؟ أي البلدين أحق بوصف الإمبريالية من الآخر؟
وأيهما تاريخه الإمبريالي أقرب؟ لا نتحدث هنا عن أبرهة الحبشي في القرن السادس الميلادي. إنما نتحدث عن القرن العشرين.