ارتبطت الفلسفة منذ القدم – وخصوصًا مع الفيلسوف اليوناني سقراط – بطرح الأسئلة ونقد الإجابات التقليدية التي يعتقدها عامة الناس.

عبرت الكلمة اليونانية “skeptomai” والتي تعني الفحص المستمر للأفكار عن تلك الحالة، وصارت فيما بعد مساوية لمصطلح الشك ..

صار الشك منهجًا فلسفيًا لأغلب الفلاسفة، فالمذهب الفلسفي لكل فيلسوف يتطور نتيجة لشكه في المذاهب والإجابات السابقة، لكن بعض الفلاسفة جعلوا من الشك في حد ذاته مذهبهم الفلسفي الذي يرفض تقديم إجابة نهائية بخصوص أسئلة الفلسفة الكبرى ..

كان أول الشكاك القدامى هو الفيلسوف “بيرون” الذي رفض كل المذاهب المشهورة لأن العقل الإنساني بالنسبة له غير قادر على الوصول للحقيقة المطلقة، لكن بيرون لم يكتب شيئًا وظلت أفكار الشكاك غير مسجلة حتى جاء الفيلسوف السكندري “سكستوس إمبيريكوس” في القرن الثاني الميلادي وقام بتجميع أفكار وحجج المدرسة في كتابه الأشهر عن الشك القديم ..

نعرض في الحلقة الأخيرة من #كتب_غيرت_التاريخ الموسم الثاني لكتاب “موجز الشك القديم” وكيف أثرت أفكاره في تطور مسار العلم والفلسفة لقرون طويلة رغم السمعة السلبية التي لاحقت الشكاك حتى العصور الحديثة..