فيديو| نقابة الموسيقيين| إله الذوق العام الذي أراد منع أم كلثوم| وجهة نظري

فيديو| نقابة الموسيقيين| إله الذوق العام الذي أراد منع أم كلثوم| وجهة نظري

24 Nov 2021
بواسطة فريق دقائق
0 مشاهدة
مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

كانت المهمة الأصلية للنقابات المهنية الدفاع عن أعضائها، هي بمثابة بيت ثان لهم. تقف خلفهم وتحميهم في وقت الأزمات، وتدافع عنهم ضد الهجمات، هذا الدور المنوط بها تنفيذه. لكن ما حدث مع أم كلثوم وحميد الشاعري وغيرهم في نقابة الموسيقيين، ينفي هذا الدور تماما، وينصبها إله الذوق الموسيقي.

المتتبع لخط نقابة الموسيقيين منذ أن بدأت، يجد العديد من القرارات العجيبة، بدءا من منع أم كلثوم من الغناء في 1956، لأنها ليست عضوا بالنقابة، وقت أن كان محمد عبدالوهاب نقيبا لها.

إلى رفض رموز الغناء الجدد في التسعينيات، مثل حميد الشاعري، بدعوى أنهم يفسدون الذوق العام، لأنها هي من يتحكم فيما يستمع إليه الجمهور. أو هكذا تعتقد، لكن رغم ذلك، حقق حميد الشاعري، نجاحات لا توصف.

فيديو | المؤلف الموسيقي رمز صبري |​محمد عبدالوهاب: أنا أقتبس إذن أنا فنان | مش غنوة والسلام

وحين فشلت النقابة في منعه وغيره، قررت منع “الأدوات التي يستخدمونها في عملهم، مثل منع استخدام الموزعين لـ”السيكونسر والسامبلر”..

نقابة الموسيقيين هي المثال الأبرز على الدور التحكمي والسلطوي الذي تريد النقابات المهنية فرضه.

وهنا أمجد جمال يأخذنا في جولة داخل “قرارات نقابة الموسيقيين”.

————–

نص الاسكربت:

كل كام يوم نقرا قرارات غريبة وغير مفهومة لنقابة الموسيقيين، كان آخرها منع استخدام “الفلاشة” في الحفلات وإلزام أي مطرب انه يستعين بفريق موسيقي مكون من ٨ عازفين على الأقل.

اشمعنى الفلاشة تحديدا؟ ماقالوش .. يعني ليه مش الهارد ديسك مثلا .. أو كروت الميموري .. أو حتى الموبايل من البلوتووث! مع إن كلهم بيقوموا بنفس الدور، مجرد وحدات تخزين الكترونية!
طيب ايه مصير النوعيات الموسيقية الغير معتمدة على العازفين؟ مش مهم برضو .. المهم اللون اللي بيغنيه سيادة النقيب وشايف انه هو دا فقط الموسيقى وأي شيء تاني لأ.

بس عشان مانظلمش نقابة هاني شاكر لازم نعدي على شوية محطات في تاريخ الكيان دا نفسه . يمكن المشكلة مش في رئيس النقابة بل في الصلاحيات الخزعبلية اللي واخدها الكيان دا من وقت ثورة يوليو ومكملة معانا بدون أي مراجعة.

* سنة ١٩٥٦ مثلا .. في واحد من اجتماعات النقابة، بعص الأعضاء طالبوا بمنع أم كلثوم من الغناء .. أيوة أم كلثوم اللي هي كوكب الشرق .. رغم انها كانت نقيبة للموسيقيين في فترة حكم الملك فاروق .. لكنها ماكانتش عضو نقابي بالتأسيس الحديث اللي تم بعد ثورة يوليو وتولى رئاسته الموسيقار عبد الوهاب.

المادة ١٦ من القانون صريحة: منع مزاولة المهنة لغير الأعضاء دا غير الحبس مدة لا تزيد عن شهر أو غرامة ٥٠ جنيه!

أم كلثوم تكاسلت لنيل العضوية بسبب الورق المطلوب: اثبات شخصية .. وشهادة ميلاد و صحيفة خلو من السوابق الإجرامية وشهادة حسن سير وسلوك وشهادة بمزاولة المهنة .. تخيل مطربة الشرق الأولى رايحة القسم تطلع فيش وتشبيه عشان تاخد عضوية في نقابة المهنة اللي هي زعيمتها منغير أي ورق!

بعض الأصوات العاقلة قالتلهم ما يصحش يا جماعة دي برضو “الست” ونعملها استثناء! وإدارة النقابة حاولت تتجاهل الموضوع لمدة طويلة تقديرا لمكانة أم كلثوم، خاصة محمد عبد الوهاب اللي كان رافض يصطدم بأم كلثوم نظرا للمنافسة اللي بينهم والحساسية اللي بتخلقها (مكانش لسة بدأ يلحنلها). لكن دا كان بيسبب مشاكل عند باقي الاعضاء .. وكل ما حد فيهم يتضرر من القانون بيصرخ “اشمعنى أم كلثوم؟” داللي حط النقابة في وضع محرج وبقت مضطرة تطبق قوانينها على أم كلثوم .. مش هوجع دماغك باللي حصل بعدها .. لكن يكفي ان تتخيل في وقت ما كان هذا الكيان المسمى نقابة الموسيقيين يملك السلطة والحجة والرغبة لمنع أم كلثوم بموجب القانون ومحدش يقدر يعترض!

* في التسعينيات شكل الموسيقى المصرية اتغير تماما .. في جيل جديد ظهر باسلوب مختلف وجيل تاني راحت عليه .. وكالعادة الطرف التاني كان هو المتحكم في النقابة وقتها .. يسكتوا ويرضوا بسنة الحياة وطبيعة الفن؟ لأ يستخدموا صلاحياتهم العجيبة في فرض ذوقهم ووصايتهم وفكرهم ولونهم الموسيقي ع الناس بالعافية.

حميد الشاعري كان أبرز رموز التيار الجديد .. وكان طبيعي ياخد معظم الرصاص في صدره .. اتهامات كتير بإفساد الذوق العام وتدمير الأغنية المصرية والتعدي على التراث .. كان حميد بيرد عليها بنجاحات ومبيعات ساحقة لدرجة فوزه بالاسطوانة البلاتينية سنة ١٩٩٢ عن ألبوم شعبيات، لكن يبدو إن الجايزة أثارت أعصاب نقابة الموسيقيين وبدأوا يشنوا حملتهم عليه، فتواصلوا مع وزير الثقافة اللي كان هيسلم حميد الجايزة، وبلغوه إن حميد ليس عضو نقابة وإن الجايزة بلا مصداقية، وبعدها أرسلوا للرقابة على المصنفات الفنية يطلبوا منهم وقف نشاط حميد الشاعري الموسيقي لكونه غير نقابي، حميد اتصدم من القرار لأنه بيشتغل في مصر من سنة ١٩٨١، يعني من قبل قرار منعه ب١٢ سنة، ليه افتكروا دلوقتي انه غير نقابي؟ ثم إنه كان نقابي بالفعل ومعاه اوراق تثبت إنه مسدد كل اشتراطات النقابة، قالوله ملناش دعوة، ازاي يا جماعة دأنا عضو وأدي الكارنيه بتاعي، قالوله اسمك مش عندنا ومش هتشتغل.

ايقاف حميد استمر من الفترة بين سبتمبر ١٩٩٢ وتحديدا بعد نزول أغنية مابلاش نتكلم في الماضي من توزيعه، وحتى ديسمبر ١٩٩٤ .. وكل الأعمال بتاعته خلال السنتين دول نزلت بأسماء موزعين وملحنين غيره.

* طيب، حميد اتوقف لكن تأثيره ولونه في المزيكا اللي كان مستهدف أصلا ماوقفش وكمل مكانه موزعين زي حسام حسني وطارق مدكور وطارق عاكف .. داللي خلى أحد رجال نقابة الموسيقيين يفكر بشكل “أنصح” .. ليه نمنع حميد أو زمايله لما ممكن نمنع “المكنة” اللي هم شغالين بيها ذات نفسها؟!

وبالفعل سنة ١٩٩٣، صدر قرار النقابة بمنع استخدام الموزعين ل السيكونسر والسامبلر .. وللي مايعرفش .. دي الأجهزة أو برامج الكمبيوتر المستخدمة في توزيع الأغاني موسيقيا من حقبة التمانينات لغاية لحظتنا .. الأغاني زمان كانت بتتعمل بطريقة بدائية شوية، العازفين والمطرب بيجتمعوا في اوضة واحدة ويعملوا ريكورد.

بعدها تطورنا لنظام التراكات الموسيقية .. الاغنية بقت مجموعة تراكات، تراك صوت المطرب، تراك الإيقاع، تراك الكمانجات…وهكذا وكله بيتولف مع بعضه في الاخر عشان تخرج لنا الأغنية، حتى لو العازفين والمطرب ماجتمعوش مع بعض أبدا.

بعدها الموضوع تطور أكتر بمعرفة السيكوينسر والسامبلر، اللي خلونا ننظم التوزيع بشكل digitally synchronised وبدون غلطة وبدون فرصة لعازف يغلط، بل وبقينا مش محتاجين لعازفين بالأساس، لأن اصوات الآلات كلها ممكن تتعزف من الكيبورد وبصوت أنقى وأكثر نظامية .. ودي التقنية اللي اعتمدها تيار موسيقى “الجيل”.

قرار نقابة الموسيقيين بمنع أو تقييد استخدام الكمبيوتر في التوزيع كان أشبه بقرار منع استخدام الوورد والإكسيل والبرينتر في المكاتب والرجوع للقلم الجاف والكاربون .. وداللي أدى لثورة عارمة في أحد اجتماعات النقابة .. وكان من أبرز المعترضين على القرار الموسيقار هاني شنودة وعمار الشريعي ومودي الإمام اللي الكمبيوتر ساعدهم كتير في توزيعات أغانيهم وموسيقاهم التصويرية نظرا للارتفاع الخرافي في أجور العازفين .. ووصل الاعتراض لحد الاشتباك بالأيدي بين إدارة النقابة وبعض المعترضين.

النقابة ادعت ان القرار بهدف تقليل البطالة للآلاتية اللي اتقفلت أبواب رزقهم .. لكن السبب غير المعلن كان صراع الأجيال.

* نقابة الموسيقيين تأديب وتهذيب وإصلاح .. في أي حتة في الدنيا النقابات بتهتم بسلوك اعضاءها .. يعني مايكونش عليهم جرايم مثلا .. لكن نقابة الموسيقيين عندنا كانت بتهتم كمان بتصحيح القناعات والآراء الخطأ لأعضائها والتأكد ان ماعندهمش آراء مختلفة عن إدارة النقابة .. سواء في ذوقهم الموسيقي أو السياسي أو نظرتهم للحياة.

في سنة ١٩٩٧ تم تجميد عضوية الموسيقار هاني شنودة من النقابة، لأنه كتب مقال في جرنال عبر عن رأيه بصراحة في أغاني أم كلثوم .. والظاهر انه كان رأي سلبي شوية ..بالمناسبة هو لغاية النهاردة بيظهر في لقاءاته ويقول نفس الآراء دي واللي هي مبنية على أساس علمي وأكاديمي حتى لو اختلفنا معاها .. بس وقتها الكلام ماعجبش النقابة وقررت تحقق معاه .. بمعنى أصح تعمله محكمة تفتيش.
نفس الشيء تعرضت له ماجدة الرومي سنة ١٩٩٥ لما راجت إشاعة بأنها اساءت لمصر في حوار صحفي في لبنان .. ودون التأكد من صحة الإشاعة حذرت النقابة كل الجهات من التعامل مع ماجدة الرومي ..لغاية ماتواصلت معاهم ماجدة ونفت الإشاعة وأكدت احترامها وحبها لمصر وتم الصلح.

*نقابة الموسيقيين تدافع عن الإسلام*
القرار الأعجب كان منع نجوى كرم من الغناء في مصر سنة ١٩٩٨ بعد ما طلعت عنها الإشاعة الشهيرة بأنها كانت في لقاء تلفزيوني بلبنان .. وقالت للمذيع إنها مربية في بيتها كلب اسمه محمد .. فالمذيع اعتبرها إهانة لرمز الدين الإسلامي ورد عليها قال: “وأنا كمان عندي كلبة اسمها نجوى” .. وبدون التاكد من صحة الإشاعة أصدرت نقابة الموسيقيين فرمانها بمنع نجوى كرم من الغناء .. بدون تحقيق أو انتظار نتايج التحقيقات من نقابة الموسيقيين اللبنانية .. وبعد أسابيع ظهرت نجوى كرم في مؤتمر صحفي لنفي الإشاعة .. وقالت لهم اللي عنده تسجيل للبرنامج الوهمي دا يطلعه .. ولغاية النهاردة محدش طلعه.
بالمناسبة .. بعد ٥ سنين نفس الإشاعة بتفاصيلها هتطلع على نانسي عجرم والمذيع محمود سعد .. لكن وقتها نقابة الموسيقيين كانت اتعلمت من الدرس السابق وما منعتش نانسي من الغناء بدون تحقيق.

وختاما .. كل اللي نتمناه في المستقبل ما يصدرش قرار بمنعنا كناس عادية من الغناء في الحمّام لو حبينا.

واللي هي مبنية على أساس علمي وأكاديمي حتى لو اختلفنا معاها .. 

بس وقتها الكلام ماعجبش النقابة وقررت تحقق معاه .. 

بمعنى أصح تعمله محكمة تفتيش.
نفس الشيء تعرضت له ماجدة الرومي سنة ١٩٩٥ 

لما راجت إشاعة بأنها اساءت لمصر في حوار صحفي في لبنان .. 

ودون التأكد من صحة الإشاعة حذرت النقابة كل الجهات 

من التعامل مع ماجدة الرومي ..لغاية ماتواصلت معاهم ماجدة 

ونفت الإشاعة وأكدت احترامها وحبها لمصر وتم الصلح.

*نقابة الموسيقيين تدافع عن الإسلام*
القرار الأعجب كان منع نجوى كرم من الغناء في مصر سنة ١٩٩٨ 

بعد ما طلعت عنها الإشاعة الشهيرة بأنها كانت في لقاء تلفزيوني بلبنان .. 

وقالت للمذيع إنها مربية في بيتها كلب اسمه محمد .. 

فالمذيع اعتبرها إهانة لرمز الدين الإسلامي 

ورد عليها قال: “وأنا كمان عندي كلبة اسمها نجوى” .. 

وبدون التاكد من صحة الإشاعة أصدرت نقابة الموسيقيين فرمانها 

بمنع نجوى كرم من الغناء .. 

بدون تحقيق أو انتظار نتايج التحقيقات من نقابة الموسيقيين اللبنانية .. 

وبعد أسابيع ظهرت نجوى كرم في مؤتمر صحفي لنفي الإشاعة .. 

وقالت لهم اللي عنده تسجيل للبرنامج الوهمي دا يطلعه .. ولغاية النهاردة محدش طلعه.
بالمناسبة .. بعد ٥ سنين نفس الإشاعة بتفاصيلها 

هتطلع على نانسي عجرم والمذيع محمود سعد .. 

لكن وقتها نقابة الموسيقيين كانت اتعلمت من الدرس السابق 

وما منعتش نانسي من الغناء بدون تحقيق.

قرارت نقابة الموسيقيين العجيبة على مر تاريخها ممكن تملا حلقتين تلاتة كمان .. 

بس انا اكتفيت بالحوادث دي لدلالتها 

ولأنها بتطرح السؤال اللي دايما بيتم تجاهله .. 

ايه تعريف مفهوم “النقابة” أو “الاتحاد المهني”؟ صلاحياتهم بتبدأ منين وتخلص فين؟

كل القواميس والموسوعات العالمية بتأكد ان النقابة فكرة عمالية 

هدفها تكاتف العاملين بوظيفة واحدة والعمل لصالح أفرادها، 

التأمينات الاجتماعية والصحية والتأمين ضد العجز وإصابات العمل، 

الفض بين نزاعات الأعضاء، الحد الأقصى لساعات العمل، 

التأكد من عدم تعرض الأعضاء لظلم في سوق العمل أو من رب العمل.

لكن مش هدفها أبدا إنها تكون ولي أمر الأعضاء دول أو الوصي عليهم .. 

خاصة لو بنتكلم عن نقابات فنية .. والفن أكتر شيء نسبي في الحياة .. 

مش دورك تقول مين يفِن ومين ما يفنش .. ولو فن يفن ازاي .. 

ولا دورك تحددلي أسمع ايه وأشوف ايه .. انت مش الرقابة ولا مكتب العمل .. 

انت مجرد جمعية بتلم رسوم عشان تصرفها على الأعضاء المحتاجين .. 

تنظيم المهنة مش معناه التسلط على أفراد المهنة.

ولمصلحتك تستقطب الأفراد الناجحين في المهنة 

وتاخد منهم تبرعات ومساعدات بدل ما تطفشهم وتمنعهم 

وتطاردهم بحجة إن فنهم مش على ذوقك أو مش موجه ليك.

وختاما .. كل اللي نتمناه في المستقبل 

ما يصدرش قرار بمنعنا كناس عادية من الغناء في الحمّام لو حبينا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك